لماذا تعتبر المدرسة مهمة؟
عندما نفكر في المدرسة، لا ينبغي علينا ان نفكر فقط في مواضيع مثل الرياضيات و التاريخ. على الرغم من اهمية تعلم هذه المواضيع، يجب على جميع المدراس توفير المزيد لجميع طلابها الذين يقضون أكثر من عقد في محاولة تعلم كيفية عمل هذا العالم. يجب على المدارس أن تساهم في بناء شخصيات طلابها و تنمية قدراتهم الإبداعية. يشعر الطلاب بالحاجة لتكوين رأي حول مئات من الاشياء حولهم في وقت قصير، لذا يميل اغلبهم لتقليد ما يفعله او يدعمه زملائهم و مدرسيهم لان ذلك يمنحهم شهورً بالانتماء. للاسف، العراق ليس المكان الذي يقدم افضل فرص للتعليم. فنادراً ما تتضمن كتبنا المدرسية مواضيع تتحدى عقول الطلاب أو تشجعهم أن يكونوا فريدين مختلفين عن بعضهم. يعتمد نظامنا التعليمي على الحفظ و هذا يدفع الطلاب للبحث عن رأي الاخرين كالمعلمين او الابوين او حتى الغرباء ليتعلموا كيف يجب ان يشعروا اتجاه شئ معين. وهذا يعلم الطلاب شيئاً واحداً! و هو ان ما يقولونه حول اي شي ليس صحيح الا اذا ما وافق عليه الاخرون اولاً. نحن نحتاج لرؤية التغيير هنا تحديدًا. نحن نحتاج الى كتب و معلمين قادرين على اعطاء الطلاب القوة لبناء مستقبل افضل لانفسهم بغض النظر عن القيود التي يفرضها المجتمع. من اين يتعلم الطلاب حول ميولهم؟ لا تناقش المواضيع التي تتحدث عن التنوع و الميول الجنسية في اي فصل في المدارس العراقية. حتى كتب العلوم التي من المفترض لها مناقشة حقائق قيمة حول تنوع الكون تتجنب الحديث عن مثل هذه المواضيع بدعوى انها تدمر عقول الطلاب. من جانب الاخر، الابوين ليسوا الاختيار الافضل اذا ما اراد الطلاب مناقشة موضوع الميول الجنسية معهم.. مع غياب التوجيه من جانب المدرسة و عدم مناقشة الاباء لهذا الموضوع مع اطفالهم في المنزل، غالبا ما يصبح الموضوع مخيفا بالنسبة للطلاب فيميل اغلبهم لتجنب السؤال حول الميول الجنسية، الجنس، الحماية، و العلاقات بشكل عام. يكبر الطلاب بالعمر ليتصوروا ان هنالك طريقة واحدة فقط لعيش هذه الحياة و هي الطريقة التي يختارها لهم المجتمع. يتم تحديد ادوارهم بناءً على جنسهم ولا يتم ابداً التشكيك في ميولهم. وحتى لو حالفهم الحظ في فهم انفسهم وميولهم، فلن يجدوا فرصة للتعبير عنها. يمكننا القول ان الانترنيت هو الحل الافضل لهم لفهم انفسهم! ولكن هل يعتبر الانترنيت الحل الأكثر أمانًا؟ هل يشجع المعلمين العراقيين طلابهم على استعمال ادمغتهم؟ لا يشجع نظامنا التعليمي في العراق المعلمين على تطوير انفسهم بمرور الوقت. يبدأ كبير من المعلمين بممارسة المهنة في اوائل العشرينات و من ثم يتقاعدون في اوائل الستينات. خلال هذه السنوات كثير منهم يستمر في استعمال نفس وسائل التعليم و بنفس الاستراتيجيات. قد يجد البعض من المعلمين امر التعلم من اسئلة و استفسارات طلابهم امرا مهينا. كل ما يمكننا قوله هو ان الغالبية من المعلمين يلتزمون بطريقة تدريس ثابتة تستمر لسنوات وسنوات. يجب عليك حفظ السؤال و اجابته كما هما، اذهبي للاختبار و اكتبي الاجابة كما هي تماماً. ثم بعدها اذا اردت، يمكنك نسيان كل شيء. فقط تأكدي ان تبقي المعلومة في رأسك حتى موعد انتهاء الاختبار." هذا ما قاله لي احد اساتذة الرياضيات خلال سنوات دراستي.. اذا اردنا ان يكون مستقبلنا افضل من حاضرنا و ماضينا، يجب علينا ان نفهم ان المعلمين يحتاجون للتدريب والتوجيه بقدر ما يحتاجه طلابهم. يجب على المعلمين تعلم الكثير من الامور من ضمنها كيفية تقبل طلابهم المختلفين عنهم. هل يوفر العراق معلمين يحرضون على العنف و الكراهية؟ بينجامين هو شاب عراقي لاجنسي و ثنائي الجندر يبلغ من العمر ١٨ سنة. يتحدث بينجامين عن تجربته السلبية التي حصلت في ٢٠١٨ ويقول، "مثل اي طالب مدرسة عادي، كنت احضر محاضرة الفيزياء عندما لاحظت ان استاذي واصل النظر الي بطريقة غريبة. عرفت على الفور انه لا يحبني لأنه ظل يضايقني بكلماته الجارحة خلال المحاضرة الاولى والثانية. في المحاضرة الثالثة، بدأ مدرس الفيزياء بطرح اسئلة عنصرية لم يكن لها اي علاقة بالموضوع الذي كان من المفترض ان يشرحه. ثم سألني عن قوم لوط و النسوية و المكياج. امضى المدرس محاضرته الثالثة يتحدث كيف انه يجب حرق اشخاص مثلي او رميهم من المباني العالية. كانت كلماته مليئة بالكره و في النهاية هدد بطردي من فصله. لقد حاول بالفعل القيام بذلك، لكن لحسن الحظ اتى ابي للمدرسة وحل المشكلة بعد شجار طويل. لم يتوقف ذلك المعلم عن كرهي. كما ان المضايقات والتنمر التي كانت تأتي من الطلاب حولي لم تتوقف ابداً. لنكن منصفين، وقف بعض الطلاب الى جانبي بينما البعض الاخر عبروا عن كراهيتهم باتهامهم لي بممارسة الجنس مقابل المال. حتى ان واحد من الطلاب عرض علي المال لامارس الجنس معه. باعتباري شخص مر بهذه التجربة وفهم صعوبة الموقف فإنني انصح المعلمين و المدرسين ان يستخدموا السلطة الممنوحة لهم لوضع حد للكراهية و لمساندة جميع منهم مثلي. انا اؤمن ان مساندتهم سيكون لها تأثير كبير على المجتمع." بماذا نحتفل اليوم؟ اليوم، وهو الرابع و العشرين من يناير، يصادف اليوم العالمي للتعليم والذي يُحتفل به للاعتراف بالدور المهم للتعليم و تاثيره على حياة الناس. نذكر اليوم كيف ان لاستراتيجيات التعليم الجيدة قدرة على جعل عمل المنظمات الغير حكومية في العراق التي تكافح لانهاء التمميز و العنف ضد المثليين و العنصرية اسهل بكثير. انه وقت جيد لنقول لمعلمينا في كل مكان في العراق ان ما يشجعون طلابهم على رفضه او تقبله يمكن ان يكون له تأثير على حياة الجميع عاجلًا ام اجلا بما في ذلك حياتهم. يمكن لمعلم واحد تغيير فصل باكمله عن طريق اختيار طريقة تدريس فعالة تشجع الطلاب فيها على تنمية حبهم للاستطلاع حول كل ما هو حولهم و الايمان بإن فكرة واحدة في رأس اي من هؤلاء الطلاب يمكن ان تكون الاجابة على سؤال لم يستطع احد الاجابة عليك حتى بعد. الى جميع المعلمين في العراق الذين يعطون لطلابهم القوة والامل و المساحة الكافية لاستكشاف انفسهم، عراق كوير ترسل لكم اطيب التمنيات. يوم تعليم عالمي سعيد لكم. رند عراق کویر
0 Comments
يبدو ان هنالك بعض الالتباس الذي يحيط بمفهوم اللاجنسية مما يجعل الكثيرين يطلقون احكام خاطئة. لا يفتقر اللاجنسيون للثقة لممارسة الجنس، الامر ايضا لا يتعلق بعدم ايجادهم لحب حياتهم بعد. وكون المرء لاجنسي لا يؤثر على مدى حساسيته او عاطفته. كل شخص لاجنسي له شخصية فريدة وخيارات في الحياة لا تقل قيمة عن خيارات اي شخص اخر.
:“Ace” لنبدأ بشرح مفهوم اللاجنسية الصحيح والتي غالبا يتم اختصارها ب اللاجنسية هي عبارة عن امتلاك دافع جنسي منخفص او معدوم لدى الشخص بمعنى ان الشخص قادر على ممارسة الجنس و ممارسة العادة السرية و حتى الزواج و انجاب الاطفال. الفكرة بأكملها هي ان اللاجنسيين لا يشعرون بالحاجة الشديدة - في بعض الاحيان الحاجة تكون معدومة للقيام بكل هذه الاشياء او أي منها مقارنة بالأشخاص الذين ينتمون لتوجهات جنسية اخرى. الأهم من ذلك، اللاجنسية لا تقتصر على تعريف ثابت لانها سلسلة طويلة. هذا يعني اننا لا نستطيع وضع جميع اللاجنسيين في مجموعة واحدة و توقع ان يتصرفوا جميعاً و يعبروا عن ميولهم بنفس الطريقة. يختار البعض من اللاجنسيين الدخول في علاقات بينما يفضل البعض الاخر بناء صداقات قوية توفر لهم مقدارًا كبيراً من الحب. واحدة من الامور التي يساء فهمها حول اللاجنسيين هو تصنيفهم كمثليين او مغايرين بناء على جنس الاشخاص الذين يبنون علاقاتهم معهم. اللاجنسين لا يصنفوا كأي من هذين الاثنين بمعنى اخر يمكن لللاجنسيين بناء علاقات رومانسية مع اشخاص من نفس جنسهم او من الجنس الاخر و هذا لا يجعلهم مثليين او مغايرين. عندما يتعلق الأمر باللاجنسية، هنالك توجهان اثنان وهما التوجه الجنسي و التوجه الرومانسي. كل من هذين التوجهين له عدة هويات. لا يقضي اللاجنسيين بالضرورة حياتهم بدون شركاء او يموتون وحيدين. اللاجنسيون لهم مشاعر و احتياجات عاطفية يختارون بطريقتهم ان يلبوها. عندما يتعلق الأمر بالتوجه الرومانسي، يمكن تصنيف اللاجنسيين على انهم اما متماثلين رومانسياً او مغايرين رومانسياً. الاولى تعني ان اللاجنسي يبني علاقاته العاطفية مع شخص من نفس الجنس بينما الثانية تعني ان اللاجنسي يبني علاقاته العاطفية مع شخص من الجنس الاخر. بغداد و محمد و بسام هم ثلاثة لاجنسيين عراقيين ينتمون لخلفيات متفاوتة و كل منهم يشرح ويعرف اللاجنسية بطريقته: "اتذكر عندما انحنى حبيبي ليقبلني للمرة الاولى، لم تمنحني القبلة اي مشاعر جيدة. في الواقع، كنت اشعر بعدم الارتياح" بغداد، و هي فتاة عراقية لاجنسية تتحدث عن تجربتها وتقول، "كنت في الثانية و العشرين من عمري عندما كنت في علاقة مع شاب اعتقدت انني احبه. عندما حان موعد قبلتنا الاولى، لم تعطني القبلة اي مشاعر جيدة و هذا جعلني اشعر بالفضول لكنني لم افترض اي شي وقتها. لم اكن امانع بناء علاقات وثيقة مع الناس، لم يكن الامر انني اكره ان اكون محاطة بالناس ولكن كانت المشكلة ان اقتراب احد مني للحصول على قبلة او حضن يشعرني بعدم الارتياح. كانت لدي هذه المشاعر و ما زالت كما هي حتى الان و هذه المشاعر لم تختلف سواء كان الشخص المقابل ذكر او انثى. عندما لاحظت ان هذه المشاعر لا تغادرني، بدأت حينها التشكيك في ميولي وهويتي. بصفتي لاجنسية، تلقيت الكثير من التعليقات التي تخبرني ان المشكلة برمتها كانت فقط انني لم احصل على قبلتي من الشاب المناسب، او انني ساغير رأيي عندما اجد الشخص المناسب، او انني فقط لست مستعدة و ستتغير الامور في المستقبل. لست متاكدة اذا ما كانت الامور ستتغير كثيرا في المستقبل. حتى لو حدث و قررت ان ادخل في علاقة جنسية مع احد، هذا لن يسلبني حقي في وصف نفسي باللاجنسية فهذا هو ما انا عليه حتى لو استمر الاخرون بالتشكيك به. للاسف، معظم الاحكام السلبية و الانتقادات التي اسمعها حول هويتي تأتي من افراد عائلتي لأنهم على ما يبدو لا يتقبلون الفكرة. لحسن حظي، انا اعيش بعيدا عنهم وهذا يعني انني اواجه ضغوطات اقل من هذا الجانب. مع ضغوط اقل من جانب العائلة و دعم مستمر من احد اقاربي، انا على ما يرام. انا اعطي لنفسي الوقت الكافي ولا استعجل الامر من خلال البحث عن علاقات جديدة. ربما من خلال اخذ الامور بروية، ساكتشف المزيد من الاشياء عن نفسي التي ما زلت اجهلها حتى الان. وعلى الرغم من التشكيك الذي اتعرض له كما ذكرت سابقاً، ما زلت اعتقد ان المجتمع العراقي يتقبلني بصورة افضل مقارنة مع افراد مجتمع الميم الاخرين الذين ينتمون لتوجهات جنسية مختلفة عني. لا ارى الامر صحيحاً ولكن الطريقة التي يفكر بها المجتمع العراقي هي ان عدم ممارسة الشخص للجنس نهائياً افضل في نظرهم من ممارسته مع شخص من نفس الجنس. لسوء الحظ، لا يفكر مجتمعنا بالعلاقات سوى من الناحية الجنسية. و لا يتم اعطاء اهمية كبيرة للمشاعر و للجانب العاطفي حيث لا يركز المجتمع على ما يمكن لشريكي ان يقدمه لي ليساعدني على الشعور بتحسن من الداخل دون التفكير بالجنس." "انا حقاً اكره كيف يتصور الناس ان اللاجنسيين لا يملكون اي احساس او عاطفة" بدأت قصة محمد عندما تعرف على مفهوم اللاجنسية قبل عامين حينما وجد صفحة عريبة تناقش الموضوع. "قبل عثوري على تلك الصفحة، كنت اسمي نفسي بالبارد جنسياً لان ذلك هو المفهوم الوحيد الشائع في المجتمع العراقي. من الصعب علي القول ان تجربة واحدة جعلتني اقرر هويتي، لذا انا اقول اني اكتشفت هويتي بعد عدة تجارب دامت لسنوات. وابرزها هي المرة التي سُنحت لي الفرصة لممارسة الجنس مع شخص معين.على الرغم من ان جسدها سحرني، الا انني لم اجد ذلك سبباً كافيا لامارس معها الجنس و هذا جعلني ادرك انني كنت مختلفا عن كثيرين اخرين منذ سنوات مراهقتي. كلاجنسي في بعض الاحيان اشعر بحاجة لايجاد شريك و بناء علاقة قوية ولكن في احيان اخرى اهرب من هذه الحاجة. يمكنني القول انني ضد انجاب اطفال بنسبة ٨٠٪ ورغم كوني لاجنسي لا اتصور ان المجتمع سيتوقف عن دفعي لإنجاب الاطفال. لكنني بالتأكيد سأفعل ما هو افضل بالنسبة لي بدلًا مما يريده مني المجتمع." اللاجنسيون ليسوا مضطربين عقلياً. على الرغم من ان الناس يقولون عكس ذلك طوال الوقت الا انهم لا يملكون اي دليل على ما يقولون. جميعهم تقريباً لا يعرفون كيف و متى يعتبر الشخص مضطرباً. اعتقد ان معظم الناس لا يحبون دعم بعضهم البعض، بل هم يستمتعون بتدمير حياة بعضهم من خلال التنمر. في النهاية، حتى لو كنت اعاني من اي اضطراب عقلي، لن اكون ابداً ممتناً لشخص يشرح لي ذلك وكانه يشتمني" بسام، وهو رجل عراقي لاجنسي يقول، "عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، ادركت انني مختلف عن اصدقائي الذين كانوا بعمري او اكبر مني بقليل. كانوا يحبون التحدث عن الفتيات جنسياً بينما انا لم اكن اعلم كيف اتفاعل مع هذه النقاشات لان الموضوع لم يكن مثيراً للاهتمام بالنسبة لي. عادة، انا لا اهتم كيف ينظر لي الاخرون عندما يعلمون انني لاجنسي. مع ذلك، عندما يسألني احدهم عن الموضوع، ابذل قصارى جهدي لشرح معنى اللاجنسية بوضوح حتى لا يساء فهمه. اما عندما يتعلق الأمر بأسرتي، فهم لا يؤمنون بوجود شي اسمه اللاجنسية لذا نحن نحاول الا نناقش هذا الموضوع كثيراً. كرجل لاجنسي، اسمع تعليقات كمثل "انت لست رجلاً" و اعتقد ان الاخرين مثلي يسمعون نفس التعليقات او حتى اموراً اكثر قبحاً. وعلى الرغم من كوني ضد الانجاب، الا انني ما زلت لا اترك المجال لشخص ليمنعني من التفكير بالموضوع. لا ينبغي للمجتمع ان يأخذ حقي في القيام بذلك. الطريقة التي اعرف بها اللاجنسية هي ان لها انواع متعددة. ما اقصده بذلك ان هنالك اشخاصا لا ينجذبون عاطفيا ولا جنسيا لاحد بينما بعضهم ينجذب عاطفيًا ولكن ليس جنسياً مما يعني انهم يرفضون ممارسة الجنس. هنالك لاجنسيون يملكون مستوى انجذاب جنسي قليل جدا وهم يسمون بالرماديين. وايضاً، هنالك لاجنسيين، مثلي، يشعرون بانجذاب جنسي فقط عندما يدخلون بعلاقات جدية و يكون الحب بين الطرفين عميقًا. يتم التعبير عن اللاجنسية بشكل مختلف من شخص لآخر. انا شخصياً امارس العادة السرية واتصور ان الجميع يفعل ذلك. لكني لا افضل الدخول في علاقة لانني ببساطة غير مهتم. ربما أفضل الحصول على كلب والعيش لوحدي في مكان هادىء. هذه هي الطريقة التي افضل بها قضاء حياتي بينما قد يكون لدى لاجنسيين اخرين خطط مختلفة عني حول كيفية قضاء حياتهم. اؤمن ان كل واحد منا له الحق في اختيار الطريقة التي يقضي بها حياته. شخصياً، ارى ان غالبية العراقيين يمكن ان يتقبلوا اللاجنسية بشكل افضل من تقبلهم للمثلية وذلك لان العراق بلد اسلامي. لن يرى العراقيون مشكلة في عدم ممارستك للجنس لكن مشكلتهم هو عندما تقرر ممارسته. وهذا هو السبب الذي يمكن للمثلي بسببه ان يواجه رفضاً اكبر مما يواجهه اللاجنسي. في رأيي، المثلية و اللاجنسية امران مختلفان لا اريد مقارنتهما. لكني اعتقد ان المشكلة برمتها تبدأ بالطريقة التي يتم بها تربية الاطفال. تملىء رؤوس الاطفال بالافكار الدينية القديمة التي تخلق لديهم الكراهية لجميع الاشخاص الذين يقررون العيش بأسلوب مختلف وهذا يجعل بعضهم كارهين للمثلية بدون معرفة معنى الكلمة اساساً. بأختصار، مشكلة مجتمعاتنا العربية هي افتقارها للمعرفة وهذا ما يخلق الكثير من الكراهية وسوء الفهم." كقارىء، اخبرنا حول رحتلك في اكتشاف هويتك وميولك. ما هي اكبر التحديات التي واجهتك خلال تلك الفترة؟ و الاهم، من ساعدك خلال تلك الرحلة من حياتك؟ تحب عراق كوير معرفة المزيد حول هذه القصص المشوقة. رند عراق کویر سواء كنتَ قد كسرت لعبتك المفضلة أو تعرضت للضرب المبرح من قبل الاطفال الاخرين في الحي، كصبي، من المحتمل انكَ سمعت شخص يخبرك بعدم البكاء. ليس لأن الموضوع لم يكن يستحق البكاء ولكن ببساطة لان الاولاد لا يجب ان يبكوا. الاولاد لا يجب ان يبكوا لأنهم لو فعلوا فلن يأخذهم احد على محمل الجد. يتم تذكير الرجال و الاولاد الصغار باستمرار بدفن مشاعرهم و التعامل مع آلامهم العاطفية و الجسدية بمفردهم.
الامور لا تتحسن مع تقدمكَ بالسن، في الواقع انه من المرجح تعرضكَ لضغط اضافي ممن حولك. "اذا كنت تشعر بالرغبة بالبكاء، اختبئ في مكان ما اولاً، لا تبك ابداً امام شريكتك أو عائلتك أو اصدقائك، لأنهم لن يأخذوك على محمل الجد اذا فعلت ذلك." ربما هذا هو حرفياً ما نصحك به شخص ما في مرحلة معينة من حياتك. تمارس الذكورية السامة ضغوطاً عدة على الرجال و هذا ما يدفع بعضهم للتعبير عن غضبهم من خلال ممارسة العنف أو الوقاحة مع اطفالهم أو شركائهم. أظهرت دراسة اجراها داشر كيلتنر، وهو مدير هيئة التدريس بمركز جريتر جود سانيس، أننا نحن البشر قادرون على اختبار ليس فقط ست احاسيس مختلفة بل سبع و عشرين احساس مختلف. وكم برأيك من هذه المشاعر و الاحاسيس يمكن لرجال مجتمعنا التعبير عنها؟ يصعب على الرجال التعبير عن خوفهم، رومانسيتهم، و حزنهم بشكل اكثر مقارنة مع النساء مما يخلق فجوة بين ما يجب ان يكونه الرجال و ما يجب ان تكونه النساء. بصفتك رجلاً من مجتمع الميم، من المحتمل انك تواجه نفس القدر من الضغط حولك وقد يقلل ذلك من ثقتك بنفسك تدريجياً ويجعل من الصعب عليك التعامل مع مشاعرك. تشعر وكأنه يجب عليك ان تأقلم نفسك بناءً على الاشخاص من حولك. لهذا السبب، يختار بعض الرجال الوحدة و الانعزال لان البقاء وحيداً هو الاكثر اماناً و راحة. الذكورية السامة تقوم باستمرار بربط مشاعر كالخزي و الذنب بالرجال االغير قادرين على التحكم بمشاعرهم. بخلاف الاكتئاب و القلق، يمكن ان يكون الانتحار احد الافكار التي تراود ذهون الرجال بعدما يفهمون انه في معظم الحالات سيتم تركهم وحدهم للتعامل مع مخاوفهم و صعوباتهم. يقول يوسف، وهو رجل مثلي من مجتمعنا العراقي، "يعرّف مجتمعنا العراقي الذكورية على انها طريقة تصرف و مظهر الرجل. يتم تعريف الذكورية من خلال الشوارب و العضلات، شعر الجسم، و الغضب و الرغبة بالحماية و الهيمنة. يقول مجتمعنا ان الرجل الحقيقي يجب ان يكون قاسياً وصلباً وان يُظهر ذلك بوضوح من خلال طريقة طريقة حركته و تفكيره." "لو سنحت لي الفرصة شخصياً بتعريف الذكورية لما كان تعريفي الخاص مشابها لتعريف المجتمع. من وجهة نظري الرجولة هي التفكير و التصرف بعقلانية سواء كان يتم التعبير عن ذلك بشكل حازم او ناعم. ان تصرفات الرجل اتجاه مجتمعه بغض النظر عن الشكل الذي تطرح به هي التي تحدد رجولته." ويضيف يوسف ان مجتمعنا يفرض عدة قيود على الرجال كالقول انه من العار ان تذرف الدموع او تظهر ضعفك لاي شخص ببساطة لان ذلك ليس علامة من علامات الرجولة. "لا يمكن للرجل ان يعبر عن مشاعره لزوجته في الاماكن العامة لأن ذلك ليس من شيم الرجال! لا يمكن للرجل ان يسمح لزوجته بارتداء شي مكشوف لأنه في نظر مجتمعنا، الزوجة هي دمية لزوجها و تحكم الزوج فيما ترتديه هو احدى الطرق للتعبير عن رجولته." "اذا اردنا التحدث عن الضرر الذي تسببه الذكورية السامة لرجال الميم على وجه التحديد، فيمكن ان نعبر عن ذلك بكلمة واحدة وهي "الموت". المثلية ممنوعة من قبل الدين و المجتمع وكذلك نرى ان الرجال المتحولون جندرياً او جنسياً لا يُنظر لهم من المنظور العراقي على انهم رجال كاملون بل يعتبرون افراد يفتقرون للذكورية." "بصفتي رجلاً من مجتمع الميم، قمت ببناء شخصية قوية تسمح لي بتجنب او منع الرجال الذين قد يفكرون بمضايقتي او ايذائي بشكل من الاشكال. وهذه هي الطريقة التي تمكنني من الحفاظ على سلامتي عندما اكون في مكان عام.عندما يتعلق الامر بوجودي في المنزل، فأنني اشعر بالترحيب من قبل عائلتي و بالنسبة لي المكان يعتبر منطقة راحة لانني اعلم مدى قسوة العالم الخارجي بالنسبة لي و للاخرين مثلي." "بالنسبة لي، الرجولة تعني ان تكون جديراً بالثقة و يكون الناس قادرين على الاعتماد عليك. ان تكون شخصاً يمنح القوة للاخرين في المصاعب و ان تكون شخصا ذو مشاعر. انا لا اتفق مع الطريقة التي يعرف بها مجتمعنا العراقي الذكورية. بالنسبة لهم، تترجم الذكورية الى العدوانية و الهيمنة و المظهر الفوضوي و القذر" يقول جيك. جيك، وهو فرد من مجتمع الميم، يروي قصته الشخصية مع الذكورية السامة. و يقول ان عائلته كانت تضغط عليه بأستمرار ليقضي معظم وقته خارج المنزل و على الرغم انه يعيش بمفرده حالياً الا انه غير قادر على التخلص من هذه العادة. هو غالبا يقضي معظم وقته اما في العمل خارج المنزل او بالتسكع مع اصدقائه. "للاسف، يتعين على رجال الميم التعامل مع معايير مجتمعنا التي تجبرهم على العيش و التصرف بطرق تتعارض مع طبيعتهم و ما يريدون ان يكونوا و تولد هذه المعايير رهاب المثلية او التميز ضد بعض الاولاد الذين قد يكونوا حتى من خارج مجتمع الميم ولكن يتعرضون للتنمر و المضايقات ظنا انهم افراد من المجتمع." "شخصيا، انا لم اتمكن قط من التعبير عن مشاعري بحرية سواء كنت محاطاً بعائلتي او اصدقائي او حتى الغرباء. عندما كنت صغيراً، تعرضت للضرب بأكثر الطرق المرعبة التي يمكنكم تخيلها. فقد كان ابي يضربني كلما رآني ابكي حتى لو كنت نائماً و قد خلقت هذه التجربة البشعة شعوراً سلبياً بداخلي والان انا غير قادر على البكاء او التعبير عن مشاعري الا وانا بمفردي." "كشخص بالغ، هذه القيود تمنعني من القيام بالعديد من الاشياء، عل سبيل المثال، لا يمكنني استخدام نبرة صوتي الحقيقية او تناول الطعام او المشي او استخدام ايماءات يدي بالطريقة التي اريد. لا يمكنني التعليق على معظم المواضيع بحرية، واذا ما فعلت فيجب علي ان اراقب تعابيري بحذر." يعتقد جيك ان وسائل التواصل الاجتماعي و التلفاز طريقتان يمكن من خلالهما احداث تأثير كبير على المجتمع لذا يجب استخدامهما لتغيير تعريف الذكورية في اذهان الناس.و يقول، "اذا تغير معنى الذكورية من كونه تعبير عن العدوانية الى تعبير عن الاعتدال و الليونة فسوف تحدث العديد من الاشياء الجيدة." "بالاضافة الى استعمالنا لوسائل التواصل و التلفاز، يمكننا ان نستعين برجال من مراجع دينية يمثلون الذكورية الغير السامة مثل يسوع و يوسف بن يعقوب." كقارئ، كيف تعتقد ان تعريف الذكورية يمكن ان يتغير في مجتمعنا؟ ماذا تطلب من المنظمات الغير حكومية و الحكومة التركيز على القيام به من اجل التقدم للامام بضع خطوات لتكوين مجتمع متفهم و مراعي؟ و اخيراً، ما هي المساعدة التي يمكنك كعراقي أو عراقية ان تقدمها للافراد الذين تؤذيهم الذكورية السامة؟ رند عراق کویر ١٦ يوماً من النشاط ضد العنف القائم على اساس النوع الاجتماعي: قابلوا/ن ناشطا/ةً: آية القيسي12/6/2020 على مدى عقود و بسبب القيود الثقافية التي تحكم المجتمع العراقي فأن الأدوار التي يمكن أن تلعبها النساء و الفتيات العراقيات في المجتمع محدودة للغاية. بالمقارنة مع الرجال و الفتيان، لا تُمنح النساء و الفتيات العراقيات فرص متساوية تساعدهن على تحقيق استقلاليتهن او دعم عوائلهن.
بعد حرب ٢٠٠٣، حدثت العديد من التغيرات في البلاد والتي فتحت الباب أمام النساء ليكنَ جزء من القوة العاملة. مساعدة و تعاون النساء كان مطلوباً حيثُ قُتل الكثير من الرجال اما خلال حرب ٢٠٠٣ او لاحقاً في عام ٢٠١٤ حينما ظهرت داعش و أستولت على عدة مدن عراقية. تكيفت النساء العراقيات على العمل في داخل المنزل و خارجه ولكن مع ذلك لم تقترب النساء من الحصول على المساواة التي تستحقها مع الرجال في الحقوق و الرواتب. فقد حدد المجتمع بعض المجالات التي يمكن تشغلها النساء بشكل رئيسي كالتعليم أو التمريض مما ادى لخلق فجوة ملأها الرجال. حتى يومنا هذا، ما زلنا نلاحظ غياب المرأة في مجالات معينة بما فيها السياسة و الإدارة و التكنلوجيا. على الصعيد العالمي، غالباً ما نرى ان النساء و الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة يعانين من مستوى اعلى من التمييز و العراق ليس مستثنى من القائمة. بالإضافة للقيود الاجتماعية التي تواجهها النساء و الفتيات العراقيات بشكل عام، فأن ذوات الاحتياجات الخاصة لديهن المزيد من العقبات التي عليهن تخطيها. لهذا السبب، يحتاج مجتمعنا العراقي لناشطات يساعدن على تمكين النساء الاخريات على اعادة تشكيل القوالب الأجتماعية بطريقة تسمح لهن بأكتساب المزيد من السيطرة على حياتهن.. اية القيسي وهي مقدمة برام ج و ناشطة عراقية ستكون ضيفة الشرف لهذا اليوم للحديث عن شجاعتها التي الهمتها لتحقيق حلمها. رغم معاناة اية من مرض السرطان في سن مبكرة من حياتها، الا انها كبرت لتصبح عضوة ناشطة في المجتمع العراقي من خلال تشجيعها النساء على تولي مسؤولية قيادة حياتهم و العمل على صنع تغيرات ايجابية. هل يمكنكِ اعطائنا مقدمة عن نفسكِ و عملك؟ انا اية القيسي من مدينة بغداد. درست الأدب الانجليزي في الجامعة و الان انا اعمل كمقدمة برامج تلفزيونية لقناة العراقية. UTV اخبرينا عن قصتكِ مع سرطان النخاع و الدروس المهمة التي تعلمتها من تلك التجربة المؤلمة؟ بدأت قصتي مع مرض السرطان في سن مبكرة. كان عمري ست سنوات فقط عندما تم تشخيصي بسرطان النخاع في ساقي اليمنى مما دفع لبترها و لتلقي جرعات العلاج الكيميائي الاشعاعي. افضل طريقة لوصفها هي القول انها كانت تجربة بريئة كوني اختبرتها عندما كنت طفلة صغيرة و ما يمكنني قوله هو انها كانت مرحلة مليئة بالتساؤلات. اخبرينا بقصتكِ مع الاعلام. متى نما شغفكِ لهما و كيف قادكِ ذلك للعمل في هذا المجال؟ على الرغم من ان رحلتي بدأت منذ عامين فقط، الا ان شغفي بمجال الاعلام بدأ خلال سنوات دراستي الثانوية. امضيت عاماً كاملاً في البحث و التعلم حول هذا المجال. بعد ذلك، اتيحت لي أتيحت لي الفرصة للعمل في احدى منصات التواصل الاجتماعي و بعدها انتقلت لاحد القنوات التلفزيونية. خلال سنوات عملكِ في مجال الاعلام، هل واجهكِ اي تمييز كونكِ امرأة أو بسبب امتلاكِك لساق صناعية؟ لقد واجهت بالفعل العقبات لسببين، السبب الأول كان بسبب صغر سني عندما دخلتُ مجال الاعلام فقد كنت حينها ابلغ ٢١ سنة. السبب الثاني يعود لكوني امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة تعمل في هذا المجال على الشاشة العراقية. ساعدني العمل المستمر و الاصرار على الصمود و العمل بجدية اكبر. بعيداً عن موضوع تقبل المجتمع، كيف كان تقبل و ردة فعل أسرتكِ لموضوع دخولكِ في مجال الاعلام؟ كانت ردة فعلهم متوترة جداً في بداية عملي في هذا المجال، لكن الان يمكنني القول ان الأمر اصبح عكس ذلك. بناءً على تجربتك، كيف تعتقدين ان دخول المرأة العراقية لمجال الاعلام و الصحافة يمكن ان يكون له اثر ايجابي على المجتمع العراقي؟ يمكن لمشاركة المرأة في جميع المجالات و دخولها لسوق العمل ان يحدث فارقاً كبيراً لأن النساء بشكل علم يمتلكنَ عقلية و افكار و وجهات نظر خاصة و يتطلب مجال الاعلام و الصحافة على وجه الخصوص من النساء ان يكنّ متعلمات جيداً و متميزات حتى يكنّ قادرات على النجاح في مجالهن. ما هي رسالتكِ لكل الناشطات العراقيات الشجاعات مثلك؟ رسالتي لهن هي الصمود دائماً و ابداً و تحدي انفسهن و المجتمع و حتى العائلة لان اي امرأة او فتاة هي قادرة على ان تكون السبب الذي يدفع على تغيير اخرى نحو الأفضل... ١٦ يوماً من النشاط ضد العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي هي حملة دولية سنوية تبدأ في الخامس و العشرين من شهر تشرين الثاني حتى اليوم العاشر من شهر كانون الأول. خلال هذه الحملة السنوية يتم القيام بأنشطة متعددة في جميع انحاء العالم لتوعية الناس حول كيفية انهاء العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.بصفتها منظمة غير حكومية داعمة للمساواة، تقف عراق كوير مع جميع النسويات اللاتي يناضلن يومياً لكسر دائرة الصمت. الفكرة هي توضيح ان الأذى بجميع اشكاله سواء كان جسدياً او نفسياً او جنسياً لا يسمح بممارسته بغض النظر عن الهوية الجندرية و/أو التوجه الجنسي للشخص. على الرغم من أن ١٦ يوماً من النشاط ضد العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي يلاقي اهتماماً دولياً، الا انه غالباً ما يتم أستثناء افراد مجتمع الميم. العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي ليس مجرد عنف يمارس ضد المرأة لكن هو عنف يمارس على أساس الهوية الجندرية و الميول الجنسية.تتجلى أهمية هذه الحملة السنوية في دعم مجتمعنا لهدم الأعراف الاجتماعية الضارة التي تقيد اعضائه و تقيد سلوكهم. في حملة هذا العام سلطت عراق كوير الضوء على العمل المنقذ للحياة الذي تقوم به النسويات العراقيات لحماية حقوق الانسان و المساواة بين الجنسين. في هذه المقابلة، تشارك عراق كوير صوت الناشطة الكوردية العراقية شوخان حمة رشيد أحمد التي تعمل في منظمة المساعدات القانونية للنساء للحديث عن تجربتها و نصائحها: هل يمكنكِ اعطائنا مقدمة عن نفسك؟ أنا شوخان حمه رشيد أحمد و اعمل كمحامية و مدربة في قضايا النوع الاجتماعي و مناصرة حقوق المرأة. منذ متى وانتِ تعملين في مجال العنف القائم على اساس النوع الاجتماعي؟ أنا اعمل في قضايا العنف القائم على أساس النوع الأجتماعي منذ ١٥ سنة و أملك العديد من الشهادات الدولية و الأقليمية في التدريب و أدارة الحالة و القانون الدولي. ماذا كان مصدر الألهام الذي شجعكِ لتصبحِ ناشطة؟ اللامساواة، الظلم و انتهاك حقوق المرأة، و قلة الوعي في المجتمع جميعها اسباب دفعتني لأصبح ناشطة. من هم الأشخاص الذين تساعدينهم؟ هل هم من النساء فقط؟ هل يوجد فيهم اعضاء من مجتمع الميم؟ يمكننا القول انه مزيج من كل هذا لأنني اعمل لمساعدة النساء و الفئات المهمشة و ذوي الاحتياجات الخاصة. هل ترينَ ان الأمور تتحسن ام تسوء؟ و هل لديكِ امل؟ لسوء الحظ، الأمور تزداد سوءاً كل يوم. لكن هذا لا يمنعنا من أن نكون متفائلين. سنواصل عملنا حتى يحصل التغير. هل تلقيتِ أي تهديدات أو تعرضتِ للخطر بسبب عملك؟ اذا كانت اجابتكِ نعم، اخبرينا عنها. بكل تأكيد. نحن نواجه التهديدات بشكل يومي سواء كان ذلك وجهاً لوجه او عبر الرسائل او الهاتف. لقد تلقيت عدة تهديدات امام القاضي بسبب مساعدتي للنساء و تلقينا ايضاً تهديدات بالقتل. ما هي رسالتكِ لكل الناشطين و الناشطات العراقيين/ات؟ رسالتي لهم و لهن هي الأستمرار في الدفاع عن جميع الفئات المهمشة ونشر الوعي وحماية النساء. أطلب منهم جميعاً ان لا يتركوا اي عقبة تعرقلهم لان عدداً كبيراً من الأشخاص بحاجة الى مساعدتنا. رند عراق کویر يعد اليوم العالمي لاحياء ذكرى المغايرين جنسياً، الذي يحُتفل به سنوياً في یوم ٢٠ تشرین الثاني، فرصة لتذكر الافراد الذين قُتلوا على يد من يعانون رهاب مغايري الهوية الجنسية. تم احياء هذا اليوم لأول مرة في عام ١٩٩٩ من قبل جويندولين آن سميث لتكريم ذكرى ريتا هيستر التي قُتلت في عام ١٩٩٨. منذ ذلك الوقت يحتفل الافراد المغايرين جنسياً بهذا اليوم في جميع انحاء العالم لتذكر ضحاياهم. العراق يعتبر من البلدان التي لا تقدم اي شكل من اشكال الدعم لمجتمع الميم بشكل عام. يتضمن التقرير الذي تم تجميعه و كتابته من قبل عراق كوير معلومات حول الخطر الذي يحيط بالعراقيين المغايرين جنسياً. العراق من البلدان التي لا تعتبر فيها العلاجات الهرمونية او جراحات تأكيد الجنس قانونية مما يعرض الافراد الذين يقررون القيام بها لخطر كبير. اذا قرر الافراد اجراء الجراحة خارج العراق، فمن المحتمل ان يواجهوا مشاكل في الحصول على الوثائق القانونية التي تعكس هويتهم الجنسية. تشارك هذه المدونة واحدة من اكثر القصص المأساوية عن امرأة مغايرة جنسياً شجاعة تدعى ورود.
" قصتي حزينة للغاية فقد تعرضت طوال هذه السنوات للتعذيب و الاستغلال. لقد نمت في الشوارع و الحدائق في الوقت الذي لم يكن لدي مكان للبقاء فيه، اكلت من حاويات القمامة للبقاء على قيد الحياة، تم استغلالي من قبل اقاربي جسدياً و جنسياً، و اضطررت لممارسة الجنس مع البعض للحصول على الطعام او المال. رفضت فعل ذلك في بعض الاحيان و اضطررت ان اقبل في احيان اخرى للبقاء حية. على الرغم من انني اعيش في بلدي الام، الا انني اشعر بالخوف الدائم من الناس حولي لأنهم يرونني و من مثلي على اننا مذنبون و وشواذ لا نستحق الوجود. يمنح الناس انفسهم الحق في ايذائنا بالطريقة التي يحبون، فهم يريدون قطع رؤوسنا او حرقنا او تعذيبنا حتى الموت. انا يتيمة من كلا الجانبين، و قد تخلت عني اختاي اللتان شجعتا العديد من افراد قبيلتي على قتلي. بناءً على اعراف القبيلة، يعتبر قتلي غسلاً للعار مما يعني ان لهم الحرية المطلقة بأختيار طريقة قتلي بدون ان يتم معاقبتهم على فعلتهم. منذ ان كنت في العاشرة من عمري، اعتاد ابي و امي تعذيبي بأستمرار بطرق مختلفة. اتذكر حتى الان كيف كانت امي تخنقني و تضع سكينة او ملعقة حارة على بشرتي لحرقها. لو كان والدي على قيد الحياة لكنت ميتة منذ وقت طويل فقد كان يعتقد انني اجلب العار له و للعائلة لكوني ما اما عليه. على الرغم من تعرضي للتعذيب و الاغتصاب عدة مرات من عدة اشخاص، انا لا زلت اتقبل نفسي بهذه الطريقة و لا اعتقد اني اشكو من اي مشاكل عقلية. بأعتباري من المغايرين جنسياً، عثوري على عمل هي واحدة من الصعوبات العديدة التي اتعامل معها. انا لم اعمل قط و من الصعب كذلك علي بناء علاقات و صداقات مع الناس. بعض الاشخاص الذين التقي بهم يتخلون عني في مرحلة ما بينما يلعنني اخرون و يسمعونني كلما بذيئة في اللحظة التي يعلمون بها انني من المغايرين جنسياً. ما زلت اتذكر مدى سوء معاملة خالتي لي عندما كنت اعيش معها. لقد اجبرتني على الطهي و التنظيف والقيام بكل ما تريد والا فأنها كانت تحرمني من الطعام في ذلك اليوم. عاملتني كعبدة و في النهاية اخبرتني انها ستطردني من المنزل اذا لم اقم ببيع كليتي لطبيبة كانت قد اتفقت معها مسبقاً. في البداية رفضت الفكرة لكن رفضي كان يعني انني سأكون بلا مأوى. لهذا السبب قمت بزيارة تلك الطبيبة و سلمتني ورقة لأوقعها للتخلي عن اجزاء متعددة من جسمي مقابل اثنا عشر مليون لكل جزء. لم استطع توقيع الورقة لأنني اذا فعلت فسوف اموت، لذلك عدت لمنزل خالتي و تواصلت حرفياً مع جميع المنظمات غير الحكومية التي تناضل من اجل حقوق المرأة و حقوق مجتمع الميم لطلب المساعدة. لحسن الحظ، ساعدني شخص اعتبره ملاكي الحارس و على الرغم من انني اعيش في مكان آمن حالياً الا انني لا استطيع الشعور بالأمان لوجودي في العراق و اشعر انني سجينة تريد الهروب. اريد ان اذهب لمكان يمكنني فيه ان اكون على طبيعتي واقول ما احتفظت به في داخلي لسنوات. لا امانع المغادرة لعام واحد فقط و الموت بعدها لأنني اريد حقاً اخذ استراحة من هذا الالم. على الرغم من كل الاحكام و الكراهية التي يتلقاها المغايرون جنسياً، اعتقد انه يجب ان يكونوا قادرين على ان يقرروا هويتهم. الشخص مسؤول عن ميوله و هويته الجندرية ويجب ان لا يمنح السلطة لشخص اخر لتقرير ذلك لأنه في النهاية، كل منا مسؤول عن نفسه. في هذا اليوم المميز اود ان ارسل رسالتي لجميع المغايرين جنسياً و جميع افراد الميم لأطلب منهم ان يثقوا ان الرب و الكون سيمنحونهم القوة للعيش بأرواحهم النقية و الجميلة. سيأتي اليوم الذي سيعيشون فيه بسلام ويحصلون على الحياة التي لطالما حلموا بها بعيداً عن القتل و العنف. لا تحزنوا لأنكم ستجدون السعادة قريباً فهنالك الكثير من المنظمات التي ترغب بحمايتكم. احبوا انفسكم، احبوا بعضكم، وحاولوا حماية بعضكم والبقاء معاً. لا تنتحروا، لا تؤذوا انفسكم، لا تسرقوا ولا تؤذوا احداً. انتم لستم الاشرار الذين يتصوركم الاخرون. بالعكس، انتم اصحاب قلوب نقية لذا ابقوا اقوياء وسترون اعدائكم يسقطون يوماً ما بينما تجدون انتم السعادة و السلام. " رند عراق کویر الفن هو اداة اداة للتواصل لا تعتمد على الكلمات. بدلاً من ذلك، يقدم الفن الافكار بطريقة تبقي الاعمال الفنية ثابتة في اذهان الناس لفترة طويلة و تجعلهم يتسائلون عن افكار معينة. الانسة باخان هي عضوة في منظمة ارت ١٥ تخبرنا عن هذه المبادرة و الافكار التي يتم التركيز عليها.
ما هو مشروع ارت ١٥ و ما هي اهم التفاصيل التي يجب ان يعرفها الناس عن الفن الذي يقدم من خلاله؟ مشروع ارت ١٥ هو مبادرة اجتماعية تهدف للجمع بين الناس من خلال مشاركة تجارب المجتمعات المهمشة من خلال الفن. تم انشاء المبادرة لتحدي الصور النمطية و المعايير الثقافية، لخلق مساحة شاملة للتنوع و التعبير. تتناول المنصة قضايا متعلقة بحقوق المرأة، مجتمع الميم، و الحريات الشخصية التي تعتبر من المحرمات في مجتمعاتنا. يجتمع عدة فنانين شباب معاً لأنشاء مادة فنية كشكل من اشكال المحتوى التعليمي لتعزيز القبول و التعايش. متى تأسس مشروع ارت ١٥؟ تأسس المشروع في بدايات عام ٢٠٢٠ و بدأ العمل رسمياً في مارس ٢٠٢٠ ما هو الغرض من الفن المقدم في ارت ١٥؟ الغرض من استخدام الفن هو التواصل مع الاشخاص من خلال المحتوى المرئي، في ايامنا هذه، لا يحب الناس غالباً قراءة فقرات طويلة ولكنهم يميلون للتوقف عند المنشورات الجذابة بصرياً. انها ايضاً طريقة لطرح القضايا الحرجة و المناقشة بطريقة فنية. لدينا الكثير من الفنانين الموهوبين وغير المعروفين في مجتمعاتنا. هذه هي المنصة التي تجمعهم معاً للتصميم و الدفاع بطريقة خلاقة عن القضايا التي يؤمنون بها. من ينتج الاعمال الفنية في ارت ١٥؟ يقوم فنانون عدة من المجتمع المحلي برسم و تصميم المحتوى التابع لارت ١٥ ما هي الرسالة التي يركز ارت ١٥ في الغالب على ايصالها ؟ ينصب التركيز الرئيسي على نشر الوعي حول القضايا الحرجة. اعتقد ان الوقت الحالي هو الوقت الذي يجب ان يحدث فيه النقاش حول المواضيع غير المقبولة ثقافياً. يطمح شبابنا الى المزيد من المعرفة، و لتعلم قبول التنوع، و بالتالي فأنه الوقت المناسب لاحداث تغير. يهدف مشروع ارت ١٥ لتوفير منصة يكتسب فيها مجتمع الميم و الاقليات الاخرى شعوراً بالأمان و حرية التعبير عن انفسهم دون خوف من التعرض للتمييز. ايضاً، نطمح لزيادة ظهور مجتمع الميم في العراق من خلال منصات التواصل الاجتماعي و نأمل لبدء حوار بين مجتمع الميم و الحلفاء لمناقشة الوضع الحالي و الاحتياجات و الخطط المستقبلية. اخبرينا عن رد فعل المجتمع. هل تلقى مشروع ارت ١٥ انتقادات ام دعم من المجتمع؟ المنصة جديدة نوعاً ما، لقد تلقينا دعماً، لكننا نتوقع ردود فعل مختلفة ايضاً كيف تعتقدين ان الفن يغير الطريقة التي ينظر بها المجتمع لأفراد الميم؟ نحن نشجع على الحب و القبول، ما هي الطريقة الاخرى للوصول الى ذلك بدون لمسة فنية؟ اعتقد ان الفكرة جاءت من تجربة شخصية حينما تأثرت خلالها بقطعة فنية اكثر من تأثري خلال ورش العمل او قراءة المقالات الطويلة. التصميم الابداعي و اللوحات و الافلام و المشاريع المسرحية تربطنا جميعاً دون كلمات. القصص التي نرويها هي قصص تم اختبارها و يتم سردها من خلال القطع الفنية. اعتقد ان هذه طريقة لفرد الميم للتعبير عن نفسه بطريقة جريئة دون خوف من العواقب. في نفس الوقت، هي وسيلة للوصول للمجتمع دون تحديهم بمواضيع غير مألوفة. اين يمكن ان يجد الناس الفن الذي يقدمه ارت ١٥ او التواصل معكم؟ نحن متواجدون حالياً على كل من تويتر و انستغرام، و يمكن التواصل معنا مباشرة او عن طريق البريد الالكتروني التالي: art15project.info@gmail.com تابعوا/ن ارت ١٥ علی تویتر و انستغرام. رند عراق کویر من المثير للاهتمام دائما معرفة كيف ينظر الاجنبي القادم من بلاد اخرى والذي يناضل من اجل الحرية و الاستقلال للحياة في المجتمع العراقي و للتغيرات التي تحصل في البلد. هذه المرة، اجريت مقابلة مع الاستاذة لين روز، و هي نائبة مدير مركز دراسات النوع الاجتماعي و التنمية في الجامعة الامريكية في العراق، السليمانية، و هي ايضاً استاذة قسم العلوم الاجتماعية. لين روز تعيش في السليمانية منذ خمسة سنوات و عاشت سابقاً في مدن متعددة في الشرق الاوسط و اوروبا و المكسيك. ادناه، تصف لي لين روز الوضع في العراق، خصوصاً وضع مجتمع الميم و قلة الدعم الذي يواجهه المجتمع منذ سنوات طويلة.
منذ متى وانتِ تحاربين من اجل حقوق مجتمع الميم؟ لقد مر على كوني ناشطة في حقوق الانسان، يما في ذلك حقوق مجتمع الميم عقود طويلة. عملي ليس من النوع الذي يأخذني الى الشوارع، رغم اني شاركت في المسيرات و المظاهرات في ايام شبابي. اما الان، فقد تم دمج نشاطي مع عملي الاكاديمي و العلمي. ما هو نوع الدعم الذي تقدمينه لمجتمع الميم كنائبة في المركز؟ على الرغم من ان المركز ليس منظمة غير حكومية لتقديم الخدمات، فأننا ندعم مجتمع الميم بطرق عدة. في ورش العمل الخاصة بنا، نطرح موضوع الهوية الجنسية و الجندرية كسلسلة متصلة تكون فيها المثلية الجنسية و المغايرة الجنسية مجرد طرفين من السلسلة، وليسا الاختيارين الوحيدين. من بين الافلام القصيرة التي صنعناها كجزء من مشاريعنا الممولة من الاتحاد الاوربي، سلسلة الهوية الجنسية المرتبطة بالهوية الجندرية. واحدة من ملفاتنا الخاصة بنفس المشروع هي عبارة عن مقابلة مع طبيب نفسي يحاول ازالة الخرافات الموجودة حول المتحولين جنسياً. نحن نعمل ايضاً على ترجمة مواد اكاديمية في دراسات النوع الاجتماعي لتتضمن مواضيع الميول الجنسية و مجتمع الميم. ماذا يطلب اغلب اعضاء مجتمع الميم ان يقوم المركز بتزويدهم به؟ لا يطلب افراد الميم اي شي من المركز كوننا لا نقدم الخدمات. ما يصلنا هو طلبات لربط او ايصال افراد الميم لمنظمات تقدم لهم الخدمات و الدعم. ما هو التحدي الاصعب الذي ادركتي انه يواجه مجتمع الميم؟ معرفتي بشان تفشي رهاب المثلية امر صعب للغاية. يواجه الكثير من اعضاء الميم الخوف من رفض عائلاتهم لهم بسبب ميولهم، ان لهذا الخوف و عدم التقبل عواقب اجتماعية واقتصادية و حتى عواقب حياة و موت عديدة. من خلال تجربتي المحدودة في السليمانية، وجدت فقط مجموعة صغيرة من الاشخاص المتقبلين لميولهم للحد الذي يجعلهم يعترفون بها. اما الاخرون فيمنعهم الخوف من جلب العار لعوائلهم او من عدم تقبل عوائلهم لهم من التحدث بشأن ميولهم. من تلاحظين انه يتعرض للظلم اكثر، نساء الميم ام رجال الميم؟ و لماذا تعتقدين ان الامر على تلك الحال؟ بسبب كوني اجنبية و بسبب فترة بقائي القصيرة في البلد، يصعب علي الحكم بشأن هذا الموضوع. لكنني افترض انه نفس الوضع للجميع كما هو الحال في باقي انحاء العالم: ينظر المجتمع الى النساء المثلييات على انهن غير جديات بشأن موضوع ميولهن، او انهن لسن سوى اداة لترفيه الرجال، بالتالي لا يرى المجتمع انهن يشكلن تهديداً حقيقياً. من الجانب الاخر، يُنظر الى الرجال على انهم تهديد حقيقي كون افراد الميم منهم يمثلون استهزائا بسلطة و قوة الجنس الذكوري. الى اين تتجه الامور برأيك بخصوص حقوق مجتمع الميم في العراق؟ هل اصبح المجتمع اكثر دعماً؟ بصفتي اجنبية اعتقد ان هناك تغيرات ايجابية تحدث، قد تكون هذه وجهة نظري لاني الان اراقب الاشياء بتفاصيل اكثر مما قد فعلت اول مرة عندما جئت للعراق. ليس لدي منظور طويل الامد مثل شخص عاش هنا لسنوات طويلة. هل تظنين ان الامور يمكن ان تصبح اسوء؟ ما اذا كانت الامور قد تحسنت ام لا، نعم هي تحسنت ولكن يمكن ان تسوء - هنا وفي اي جزء من العالم. كلما حصل تقدم للامام، يجب ان تكون هناك ردة فعل تدفعنا للخلف. تحركنا للامام خطوتين، يدفعنا للخلف خطوة، لكن في بعض الاحيان قد يسبب تحركنا خطوة للامام رجوعا خطوتين او اكثر للخلف. ما هو نوع التغيير الذي يمكن ان يجعل المجتمع العراقي اكثر دعماً؟ ربما تكون هذه وجهة نظري كوني استاذة، لكنني اؤمن ايماناً قوياً بأن التعليم هو اقوى اداة. يمكن للتعليم ان يتخذ اشكالاً عديدة - ليس بالضرورة ان يكون تعليماً داخل الصفوف، على الرغم ان ذلك هو مكون مهم. واحدة من اهم التجارب التعليمية هي الخروج و قضاء وقت مع اشخاص نخافهم او نكرههم. ما نجده عادة بعد هذه التجربة اننا جميعنا بشر متعددوا الابعاد. ما هو افضل جزء في وظيفتك؟ نحن نقوم بالعمل البطئ للغاية الذي يساعد على تغيير المناخ السلوكي من خلال التعليم الذي يقلل من الصعوبات التي يواجهها افراد المجتمع. افضل جزء في عملي هو رؤيتي لهذا التغير يحصل. معرفتي اننا احدثنا تغييراً طفيفاً حتى لو كان في شخص واحد كان لولا ذلك كارها للمثلية تماماً يعطيني شعوراً رائعاً. كما ذكرت سابقاً، يحدث التغيير بشكل بطئ و غالباً ما يتم بطريقة "خطوتين للامام و خطوة للخلف." رند عراق کویر كونكِ سيدة، هذا يجعلك محط انظار الجميع دائماً. سواء كنتِ ترتدين بما تسمى بالملابس الانثوية ام لا، لا يزال مروركِ بجانب مجموعة من الناس معاناة كونهم ينظرون اليكِ ليتفحصونكِ من رأسكِ حتى اصابع اقدامك. قد تُعرضكِ انثوتك الزائدة في اللبس والمشية والتصرف للتحرش، ولكن اظهار اقل مقدار من انثوتكِ يمكن ان يثير المزيد من الاسئلة في اذهان الناس.
خلال سنوات طفولتي، كنت اقرب لأخي من اي فرد اخر من العائلة. لعب كرة القدم، قضاء ساعات في لعب العاب الفيديو، ركوب الدراجة، و امتلاك شعر قصير كانت اموراً تمنحني الثقة والسعادة. لم اكن اعلم حينها ان الحاجة لتلك الامور سيكبر بتقدمي في العمر. اصبحت الامور اكثر تعقيداً بعض الشي حينما اصبحت فتاة بالغة لان الناس الان لديها احكام اكثر لتطلقها حول ملابسي و شعري القصير. في بعض الاحيان، يمكنني رؤية الناس وهم يحكمون علي بمجرد النظر الى وجوههم. يجد من حولي صعوبة في تقبل فكرة ان فتاة يمكن ان تكون مهتمة بارتداء التيشيرتات و الهوديز الكبيرة الحجم اكثر من اهتمامها بارتداء التنانير و الفساتين. امشي في الشارع و ما الاحظه هو نظرات الناس الذين يهمسون لبعضهم، "هل هذا فتى ام فتاة؟" اعتقد ان اغلب من يراني يشكك في ميولي الجنسية و هذا لا يغضبني بقدر ما يقلقني. يجبرني القلق في بعض الايام على تغيير ملابسي او التفكير مرتين قبل زيارة متجر او مقهى معين. حالياً وبعد فهمي لميولي بشكل افضل من اي وقت مضى، تاكدت انه لا يوجد خطب بي. في بعض الايام استيقظ و اشعر بالحاجة الشديدة لارتداء فستان و تسريح شعري. بينما في ايام اخرى افضّل ان ارتدي هودي او تيشرت كبير الحجم و اصافح كل صديق اقابله. اعترف ان ظهوري بملابس يبرز اقل قدر من انثوتي يجعلني دائما اشعر بالثقة و الحرية. مع ذلك، هذا لا يجب ان يسلب حقي في ارتداء التنانير و الفساتين. لم اعد مشوشة بشأن ميولي لكنني مشوشة بشأن الطريقة التي يمكنني فيها التعبير عنها من خلال ملابسي بدون وضع نفسي في المشاكل. يتعلق الامر بتعلم كيفية تعدي الخطوط المرسومة من دون وضع نفسي في مشاكل خطيرة مع اي احد. يتم اختيار اسلوب لباسك كما هو الحال لي و للجميع وفقاً للاعراف الاجتماعية التي تحكم مجتمعنا العراقي. هنالك ملابس معينة مسموحة للرجال و اخرى للنساء. تأتي هذه القيود من الاعتقاد بأن ابقاء ثقافتنا حية يتحقق من خلال اختيار ملابس والوان معينة ليرتديها كل جنس. انا متأكدة انك لاحظت ان بعض الرجال يتجنب ارتداء اللون الوردي او الاحمر و يميل الى اختيار الالوان الداكنة كوسيلة للتعبير عن رجولتهم. من ناحية اخرى، من المتوقع من النساء ان تعبر عن جانبها الانثوي من خلال شعرها الطويل و ملابسها الانثوية التي تميزها بسهولة عن الرجال. انا هنا لأخبرك انه لا ينبغي ان تكون هناك قواعد تتحكم في ما يمكن ان يرتديه الشخص. هذه القيود ليست قواعد كونية لأننا لم نولد مع القناعة ان اللون الوردي للفتيات و اللون الازرق للصبيان. نحن نتعلم هذه القواعد من بيئتنا التي تشمل الحي، المدرسة، العائلة، و حتى التلفاز و وسائل التواصل الاجتماعي. بالنسبة لي الدعم الي اتلقاه من الاصدقاء و المعلمين الذين يتقبلونني كما انا يساعدني على الشعور بتحسن. بعض الاحكام التي اتلقاها من الناس ما زالت تؤذيني خاصة تلك التي يصدرها افراد عائلتي. مع ذلك، انا اعلم ان المشكلة الحقيقة تكمن في المذاهب التي يستند عليها الناس ليقرروا مقدار الاحترام الذي يمنحونه حسب لباسهم و مظهرهم. الامر الاخر الذي يساعدني على الشعور بتحسن هو انني سبق وحاولت ان اكون على كلا الجانبين. حاولت ان اكون انثوية للغاية في لباسي و سلوكي و ايضاً حاولت ان اظهر اقل قدر من انثوتي. في كلا الحالتين لم تتوقف المضايقات و الانتقادات بشكل كامل سواء من عائلتي و بعض اصدقائي او حتى الغرباء. هذا يثبت وجهة نظري انه لا يمكن لاحد الهروب من النقد و لكن ما يمكنك فعله هو حماية نفسك من خلال لبسك وفعلك للاشياء التي تجلب لك اقل قدر من الالم. ضع في اعتبارك ان افراد مجتمع الميم العراقيين ليسوا متماثلين في ظروفهم فبعضهم يعاني من قيود وخوف اكثر من البعض الاخر. تعلم ان تتصرف وفقاً لظروفك الخاصة عن طريق وضع حياتك و سلامتك اولاً. تذكر عدم القيام بشي او ارتداء شي يعرضك للخطر ولكن اذا ما سنحت لك الفرصة للتعبير عن ميولك من خلال لباسك، فافعل ذلك دون الشعور بالخجل او العار. رند عراق کویر كعراقية، ربما ستقولين انكِ لك تسمعي بهذا اليوم من قبل او ربما سمعتي به لكنكِ غير قادرة على الاحتفال به بأي شكل من الاشكال. لا في منزلك مع عائلتك، ولا مع اصدقائك و حبيبتكِ، ولا حتى مع الغرباء في الشارع. مع ذلك، عراق كوير لا تزال تؤمن ان الامور ستتغير حالما يصبح العراقيون اكثر دعماً لمجتمع الميم. حتى ذلك اليوم، عراق كوير تريدكِ ان تعرفي انكِ كفرد من مجتمع الميم، قوية و مهمة لنا. كوني فخورة بنفسك لنجاتك بشكل يومي من دون تلقي الدعم الكافي الذي تستحقينه. التغيرات الايجابية تحصل حينما نؤمن انها ممكن، لذا كوني فخورة بهويتك.
في هذا اليوم الخاص، نريد ان نحكي لكِ قصص فتيات من مجتمع الميم يكافحن مثلكِ تماماً في عدة مدن في العراق. سارة، و هي فتاة من مجتمع الميم تبلغ من العمر ٢٨ سنة من البصرة، تتحدث عن الحب والخوف الذي تعيشه مع حبيبتها. تقول سارة، "قابلتُ حبيبتي منذ عامين عن طريق تطبيق مواعدة. و تشرح لي صعوبة كونها فتاة و مثلية في نفس الوقت وتقول، "ليس لدينا فرصة للتعبير عن اي من هويتنا. وبسبب ذلك، لم افكر ابداً انني سالتقي بشخص يعرف كلتا هويتي و يقبلهما بل ويحبني بسببهما" تذكر سارة ان التواجد مع حبيبتها يمنحها السلام والفرح لكن في نفس الوقت هنالك دائما خوف من عائلتها و عائلة حبيبتها. ذلك الخوف من معرفة احد منهم بكونهن اكثر من صديقات. ذلك الخوف من القتل او عدم الحصول على فرصة لرؤية بعضهن مرة اخرى. بصفتهن فتيات في البصرة، لا يسمح لهن بقضاء الكثير من الوقت خارجاً في الشارع او المقاهي ، لذلك هن يزرن بعضهم كثيراً. هذا هو المكان الذي تتاح لهن فيه فرصة لمشاهدة فيلم معاً او التحدث عن الشعر و الحب و الموسيقى. تقول خولة انها اضطرت لخوض تجربة طلاق مؤلمة قبل ان تتاح لها الفرصة لفهم هويتها الجنسية و من هي حقاً. "بعد ست سنوات من زواجي من ابن عمي تطلقت. الزيجات المرتبة شائعة جداً في كربلاء حيث اعيش انا. ليس مسموحاً للفتاة ان تبقى عزباء لعمر ال٣٠ في عائلتي. من المفترض ان تتزوج الفتيات في عمر معين ويجب ان يؤدين واجباتهن الزوجية و ان ينجبن و يربين الاطفال و ان يبقين في المنزل ويكونن زوجات صالحات." بعد طلاقها، عزلت خولة نفسها عن عائلتها وجميع من حولها. و في ذلك الوقت بدأت بالتشكيك في ميولها وادركت انها ليست ذات ميول مغايرة. عندما التقت بجارتها، وقعت على الفور في حبها وكان لدى كليهما مشاعر اتجاه الاخرى. لذلك، استمرت خولة وجارتها بالاجتماع و التحدث حول حياتهما و مشاركة تفاصليهما الشخصية. لم تشك اسرة اي منهما بما يحصل لان والدتيهما كانتا صديقتان و كانت الزيارات بينهما سهلة. في البداية لم تكن لخولة الشجاعة الكافية لاخبار جارتها بشأن مشاعرها ولكن في يوم ما استجمعت شجاعتها وقررت اخبارها. "ذات يوم كنت انا وجارتي مستلقيتان ع فراشها نستمع لاغنية شيرين "انكتبلي عمر" بدأت ايدينا تتلامس و هذه كانت قبلتنا الاولى. كانت هذه المرة الاولى في حياتي التي اشعر فيها بالخوف و الامان في نفس الوقت. ومنذ ذلك الحين نحن معا"ً هاتان القصتان هما مثال لمئات من القصص المماثلة الاخرى. كفتاة مثلية، ضعي في اعتباركِ انك لستِ تقاتلين بمفردك وان الامور يمكن ان تتحسن يوماً ما. طالما لديك الخيار في اتخاذ القرار، لا تدعي احد يقرر نيابة عنكِ ابداً وتذكري انه من الاعتيادي احساسك بالضياع لفترة. ضعي في الحسبان ان مرحلة افضل يمكن ان تاتي و عندها ستكونين واثقة بشأن هويتك وميولك. اخيراً وليس اخراً، كونك مثلة ليس رادعاً للعثور على الحب. هنالك الكثير من المثليات حولك لا يستطعن اظهار ميولهن بسبب الخوف. انظري بتمعن حولك و بالتاكيد ستجدين حب حياتك ونصفك الثاني. في هذا اليوم، عراق كوير، تريدك ان تعلمي اننا نسمعك ونراكِ لذا لا تترددي ابداً من التواصل معنا في حال احتجتي لاي مشورة او مساعدة. رند عراق کویر |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
January 2024
Categories |