كما نعلم جميعنا، يواجه الجميع صعوبات في ايجاد عمل في العراق. نظراً للوضع الاقتصادي و التوترات التي تضرب البلاد منذ سنوات طويلة. الى جانب الصعوبات التي تواجه الجميع بشكل عام هناك صعوبات اضافية تواجه افراد مجتمع الميم. معظم افراد مجتمع الميم يميلون الى اخفاء ميولهم و يتجنبون بناء صداقات وثيقة مع زملائهم في العمل ليتجنبوا بذلك الاسئلة الشخصية التي يمكن ان تكشف عن ميولهم. يمكن ان يتم طرد افراد مجتمع الميم او معاملتهم بشكل سيىء من قبل رؤسائهم او زملائهم اذا ما حاولوا التصرف على سجيتهم في مكان عملهم. لهذا السبب، يختار افراد مجتمع الميم الحل الامن الذي يضمن لهم بيئة عمل هادئة بعيداً عن النكات السيئة و الاحكام. مؤخراً، اجريت مقابلات مع ثلاثة افراد من مجتمع الميم من مدن مختلفة في البلد لأعرف ما اذا كان مكان عملهم امن بشكل كافي ليكونوا انفسهم او ما اذا كانوا مضطرين الى التظاهر بأنهم اشخاص مختلفين لتجنب المشاكل.
نياز، وهي فتاة من افراد مجتمع الميم من مدينة اربيل، تعمل في النظام المالي والمصرفي في مدينة اربيل. تقول لي انها لم تواجه مشاكل في عملها لأنها لم تخبر احد عن ميوها فهي تحتفظ بذلك سراً. نظراً لان جميع الاشخاص في مكان عملها يظنون انها ذات ميول مغايرة، تخبرني نياز انها ليست متاكدة من ردود افعالهم في حال اخبارها لهم عن ميولها بصراحة. و تقول، "امتلاكي لبنية انثوية يجعل المجتمع غير مهتم بميولي بقدر اهتمامهم لو كانت ذكورية. مع ذلك، لا اظن انه سيتم معاملتي بنفس الطريقة اذا ما علم الناس في مكان عملي عن ميولي. قد اتعرض للطرد او اعامل بشكل مختلف." تخبرني نياز ان هناك شخص واحد فقط يعلم عن حقيقة ميولها في مكان عملها. ذلك الشخص هو صديقها المقرب وهو يعاملها و يحترمها مثل الاخرين في الشركة. بخلاف ذلك، تعتقد نياز انه من الافضل الاحتفاظ بأمر ميولها سراً لان ذلك اكثر اماناً لها. روخير الذي يعمل ويعيش في مدينة بغداد يخبرني قصته. يوضح انه واجه مشاكل في مكان عمله من قبل حيث كان زملائه و رئيس عمله يتنمرون عليه. اجبره التنمر على عزل نفسه لكن ذلك لم يضع حداً للمشاكل. ذات يوم، سمع روخير رئيس عمله يتحدث عنه و يصفه لواحدة من الموظفات بأنه مخنث. ذلك التصرف دفع روخير لتقديم استقالته رغم ان وظيفته كانت في منظمة حكومية وكان محيط العمل جيد. يقول روخير، "الجميع يعرف مدى صعوبة ايجاد عمل في العراق، لكن شعوري بأني غريب وعدم تقبل الاخرين لي جعلني اترك وظيفتي." تلك التجربة السيئة جعلته اكثر حذراً عند تحدثه بموضوع مثليته لان الحديث عن ذلك يسبب له ولأسرته المشاكل ويجلب لهم السمعة السيئة. روزا، وهي امرأة مثلية تبلغ من العمر ٢٢ سنة من دهوك، تخبرني عن عملها. تقول ان المنظمة التي تعمل فيها ودودة وداعمة لمجتمع الميم ومتقبلة لهم. لذلك، تقول روزا انه لا يوجد احتمال انها يمكن ان تطرد من العمل في حال علمت رئيسة عملها بشأن ميولها وليس من المحتمل ان يتجنبها زملاء عملها بسبب ذلك ايضاً. مع ذلك، تبقي روزا امر ميولها سراً فهي تحاول ان لا تتصرف بشكل صبياني او ان تستعمل اي كلمات مثلية. توضح لي روزا انه رغم كون مكان عملها داعماً للمثليين، فأن البيئة خارج المنظمة ليست داعمة للمثليين، لذا هي تفضل ان تخفي امر ميولها. الصعوبة التي تواجه افراد مجتمع الميم العراقيين هي انهم مضطرين لاخفاء جانب معين من شخصياتهم تبعاً للمكان الذي هم فيه. حتى يومنا هذا، افراد مجتمع الميم العراقيين لا يستطيعون ان يكونوا انفسهم بشكل كامل بسبب الاحكام و الكره الذي يواجهونه من الاغلبية حولهم. مواصلتهم للتظاهر انهم اشخاص اخرون يعتبر اكثر اماناً لهم ولعائلاتهم من ان يطردوا من اعمالهم او يقتلوا. التغيير يحصل بشكل بطئ ونحن نأمل انه في يوم ما لن يضطر افراد مجتمع الميم لارتداء قناع لكي يرضوا الاخرين حولهم. حتى يأتي ذلك اليوم، منظمة عراق كوير تشجع افراد مجتمع الميم ان يضعوا سلامتهم اولاً ويحاولوا ان يتفادوا اي جدالات مع الاخرين يمكن ان تسبب مشاكل تؤذيهم وتؤذي عوائلهم. رند عراق کویر
0 Comments
اليوم هو يوم ثنائيوا/ات الميول الذي يتم الاحتفال به في بعض البلدان بينما لا يتم ذكرهُ في بعض البلدان الاخرى. كما هو معروف، العراق ليس بلداً يرحبُ او يدعمُ مجتمع الميم بشكل عام. نحن، ذو/ات الميول المزدوجة، نواجه تحديا اكبر في محاولة تقبل انفسنا و التعبير عن ميولنا للاشخاص حولنا. نحن نعتبر مشوشين/ات و غير واثقين/ات مما نريد. يطلبُ الناس منا باستمرار تحديد الجنس الذي نفضل مواعدته و يخبرنا الناس ان ما نمر به هو مجرد مرحلة.
انا امرأة ثنائية الميول، عمري ٢٤ سنة. اصبحت عضوة في عراق كوير مؤخراً. استغرقني اكتشاف هويتي الجنسية سنوات عديدة لانه في المجتمع الذي اعيش فيه الاشخاص الطبيعيين يجب ان يقعوا في حب اشخاص من الجنس المغاير. اذا لم يكن الامر كذلك، ههذا يعني انكَ/كِ أنسان/ة مريض/ة. خلال طفولتي ومراهقتي، لم يكن مسموحاً لي النقاش بشأن موضوع المثلية الجنسية بشكل عام. المرة الوحيدة التي صفق الناس بها لي عند الحديث بهذا الموضوع كان اذا القيت النكات حوله. لذلك، انا لم اطرح على نفسي أو الاخرين الكثير من الاسئلة. المرة الاولى التي كانت لدي مشاعر اتجاه فتاة كانت خلال سنوات المدرسة، لكنني لم اخبرها بذلك او اشك في ميولي. بعد ذلك بوقت قصير، التقيت بأشخاص من عمري واكبر ناقشوا معي موضوع المثلية بطريقة حضارية. مع كل الدعم الذي تلقيته، اصبحت صورة المثلية اكثر وضوحاً بالنسبة لي، وقد منحني ذلك فرصة لفهم نفسي وحبها كما هي. الى جانب قصتي، سألت ثنائيوا/ات الجنس من مدن مختلفة من العراق عن تجاربهم/ن الخاصة لأفهم شعورهم/ن اتجاه انفسهم/ن و المشاكل التي تواجههم/ن. سالي كانت من ضمن الاشخاص الذين قابلتهم. هي امرأة ثنائية الميول تبلغ من العمر ٢٨ عاماً من مدينة كربلاء. سالي ليست فقط ثنائية الميول، بل ايضاً متحولة جنسياً. قبل تغيير جنسها، كانت سالي تنجذب لكلا الجنسين. لم تتغير الامور بعد تغيرها لجنسها كونها لا تزال تنجذب لكلا الجنسين. تقول سالي، "غالباً ما يتم نسيان ثنائيوا/ات الميول، وبصفتي امرأة متحولة، غالباً ما يتم نسيان توجهي الجنسي ايضاً. لا املك مساحة للتعبيرعن هويتي. ليس فقط في العراق، بشكل عام، في كل مصدر قرأته عن النساء المتحولات، لا يتم التحدث ابداً عن ميولنا." توضح فرح، و هي امرأة ثنائية الميول تبلغ من العمر ٢٧ عاماً من مدينة كركوك، انها متزوجة من الشخص الغلط. تقول، "انا احب زوجي. انه رجل طيب، لكنه ليس حب حياتي." وتقول، "كوني ثنائية الميول و كوني احب الرجال، قد تسألينني لماذا لستُ سعيدة مع زوجي؟ واقول القلب يريد ما يريد و قلبي مُلك لاحدى صديقاتي. قرار من احب ليس عائدا لي." يشرح لي شفان، وهو رجل ثنائي الميول يبلغ من العمر ٢٢ عاماً من مدينة اربيل، مدى صعوبة كون المرء ثنائي الميول في العراق. يقول شڤان، "ان تكونَ/ي ثنائي/ة الميول يشبه وجود شخصين بداخلكَ/كِ، و احياناً يجعلني ذلك اشعر بالجنون. عندما كنت طفلاً، ظننت اني ملعون او كان بداخلي شيطان، لذلك كرهت نفسي. فقدت ثقتي بنفسي وتجنبت مصادقة احد. طوال ذلك الوقت، كنتُ افكر انني لا استحق الحب." اخبرني شڤان انه عندما بدأ بمشاهدة الافلام وقراءة قصص تدور حول ثنائيوا/ات الميول الاخرين، بدأ بفهم نفسه اكثر. بعد فترة، بدأ يتقبل نفسه اكثر لكنه ما زال يبقي امر ميوله سراً عن اسرته و معظم اصدقائه لانه لا يعتقد انهم سيظهرون له اي دعم. توضح لي سارة، وهي امرأة ثنائية الميول تبلغ من العمر ٢٣ عاماً من مدينة بغداد، ان الخوف من اراء الناس يدفعها للتظاهر عكس ميولها. و اوضحت ان كونها ثنائية الميول و امرأة في نفس الوقت يضع الكثير من الضغط عليها لان هذا لا يعني انها تقف ضد ثقافة وتقاليد المجتمع فقط، بل ضد معتقداته الدينية ايضاً. "لا اشعر بالامان لادخل في علاقة مع امرأة، ببساطة لان ذلك يجلب لي العديد من المتاعب وقد اتعرض للقتل. لذلك، افضل الاحتفاظ بميولي سراً." هي اجابتها لسؤالي عن عدم دخولها في علاقة عاطفية مع امرأة. يخبرني ارام، وهو رجل ثنائي الميول يبلغ من العمر ٢٤ عاماً من مدينة اربيل، ان الاشخاص الذين يعرفون بشأن ميوله يخبرونه انه محظوظ لانه قادر على الحصول على الافضل من كلا العالمين، لانه قادر على الاختيار من كلا الجنسين وهذه تعتبر ميزة. يوضح ان كونه ثنائي الميول ليش ميزة كونه يعيش في مجتمع لا يسمح له بمواعدة الرجال او التعبير عن نفسه بحرية، ولا حتى لحبيبته. يقول، "اسمع الكثير من التعليقات السيئة حول تدني احترامي لذاتي او عدم معرفتي لما اريد." كانت صديقة ارام السابقة تتجاهل حقيقة ميوله وكانت تعتقد انها مجرد مرحلة سيتجاوزها. اما عن مشاعره الان، يذكر لي ارام انه رغم الوحدة وقلة الدعم الذي يمر به، فهو يقبل نفسه و هو محظوظ لانه وجد نفسه ولهذا هو لا يحتاج لموافقة احد. نحن، ثنائيوا/ات الميول، نتمنى ان تتحسن الامور في النهاية. نأمل ان يتم تقبلنا يوماً في المجتمع وان نتخلص من الضغوطات والتوترات اليومية التي نتعامل معها لمجرد محاولتنا ان نكون انفسنا. نأمل ان يحبنا ويتقبلنا مجتمعنا تماماً مثلما نحب و نتقبل انفسنا. رند عراق کویر |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
May 2023
Categories |