يعاني الأشخاص غير ثنائي الجندر الى الاضطهاد المستمر في العراق، حيث لا يعرف المجتمع هويتهم الجندرية اصلا، ولا يروهم الا اشخاص "متشبهين بالنساء" أو "مسترجلات"، كما يسميهم المجتمع العراقي، وبسبب ذلك فإن العديد من الأفراد غير الثنائيين يحاولون إخفاء هويتهم والالتزام بالقوالب الجندرية للرجال والنساء ، خصوصا مع القانون الاخير
ولكن حتى قبل القانون فلم يكن الوضع جيدا بالنسبة للأفراد غير الثنائيين، فتعرض العديد منهم للقتل والاختطاف والتعذيب والاغتصاب من قبل المليشيات في العراق، والتي لا تراهم الا مثليين/ات، حتى وان كان هؤلاء الأشخاص ينجذبون الى الجنس الاخر، تقول اليكس وهي لا ثنائية مولودة كذكر تستخدم ضمائر (هو/هي/هم/هن): من الصعب جدا العيش في مجتمع يضع لكل شيء قالب وصورة معينة لكل شيء يجرد نفسه من الإنسانية في تعامله مع الأشخاص عادةً ما يكون التعامل معي بأسلوب جنسي أغلب الأحيان من الذكور أو بأسلوب التحقير هذا لاني لا أشبه الفتيات ولا أشبه الشبان في شكلي وطريقة تعبير يمتد هذا التهميش من الأسرة إلى المجتمع انتهاءً بالحكومة هل يستطع المجتمع التعامل معي كإنسان بدون استخدام قوالب تقوم على تهميش النساء والمثليين من المجتمع يقف المجتمع الذكوري الذي تقوده شهوته في التعامل مع الغير ثنائيين والنساء على أنهم سلعه جنسيه دون ثمن المؤسف أن ترى أشخاص من مجتمع الميم يتبعون نفس التعامل مع الأشخاص الغير ثنائيين الكثير من الأشخاص يجهلون حتى من أفراد مجتمع الميم أن الجنس البيولوجي ليس له علاقة بجندر و التعبيره وفي ضمائر المخاطب والمتكلم عادتا اطلب من المقربين مني استخدام صيغة الجمع أو المؤنث أيضا إني يستخدمون اسمي (Alex) كذلك تمتد الصعوبة حتى في الحصول على ملابس أو أشياء تمكن اليكس من التعبير عن نفسها في تقول : أجد صعوبة كبيرة في إيجاد ملابس أو الأغراض الاتي تصف شخصيتي كغير ثنائي أو التي تساعدني في التعبير عن هويتي الكويرية كما ولا تنتهي التحرشات والمضايقات الجنسية التي تواجهها اليكس بسبب مظهرها وهويتها الغير معيارية فهي تقول ايضاً : لقد قالت لي صديقه مقربه في الجامعة بأن الذين كانوا معي في المرحلة يصفونني بأنني أعمل في الدعارة بسبب شكلي أيضا كنت أتعرض للتحرش من أشخاص من مراحل أخرى أو محاولة النظر إلي بصورة تقليل الشأن أو الغباء من قبل الزملاء أو الذين التقي بهم وضحت لنا اليكس جزء بسيط من معاناتها اليومية والتي هي تعطي صورة لما يتعرض له الأفراد اللاثنائيين داخل العراق، ونتمنى ان يصبح الوضع أفضل لهم وان يستطيعوا العيش بكل حب وسلام
0 Comments
من الحماقة أن تشعر بالفخر بصفات لا تمتلكها بنفسك، اما بالنسبة للأشياء الطبيعة التي تمتلكها، من مقبول تماماً ان تشعر بالفخر من ذلك."
كتاب المختصر، فصل 6، فقرة 53. هذه عبارة وردت في كتاب (المختصر) للفيلسوف الرواقي، إبكتيتوس، وكما هو واضح من نص الاقتباس او عبارة، يخبرنا إبكتيتوس قبل أكثر من 2000 سنة، أنك يجب ان تشعر بالفخر بسبب امتلاكك للأشياء الطبيعية، المتفردة في ذاتك، وهنا نقصد بكل تأكيد، المثلية الجنسية، كونك مثلي الجنس فهذا امر طبيعي جداً أي ان طبيعة وهبتك هذا اختلاف، لا كطفرة جينية او خطأ بيولوجي، وانما كهبة مميزة، وكما نعرف ان هذا العالم مليء بكل أنواع الميول واختلاف سواء الجنسية او ثقافية او سياسية او الاجتماعية او الحضارية. مع ذلك، يجب ان نفتخر بالأشياء التي نمتلكها، يجب ان نفتخر بالمثلية كونها امر طبيعي وكونها نابعة من ذات مصدر الذي منه جئنا واليه سنعود، الطبيعة. ربما تسألني، ان اغلب الناس لا يحبون المثلية الجنسية وينظرون لها على انها طفرة جينية خاطئة او خطأ بيولوجي او حتى مجرد غسيل مخ تم استيراده من قبل ثقافات الغربية، فكيف توضح ذلك لهم؟ أحب ان أوضح ان مثلية الجنسية، موجودة منذ الازل، وكما يقول ماركوس اوريليوس في كتابة (التأملات): " لا شيء يحدث للإنسان خارج نطاق خبرة الطبيعية للإنسان، كذلك الامر في الثور، لا شيء في خبراته غريب على طبيعية الثور، فاذا كان كل شيء يخبر ما هو معتاد وطبيعي بالنسبة له، ففيم تشكو؟ ما دامت الطبيعة لم تجلب لك شيئاً فوق احتمالك". تأملات ماركوس اوريليوس، فصل 8، فقرة 46. كما هو واضح من هذا اقتباس، ان الطبيعة لا تجلب شيء غريب من خارج هذا العالم، المثلية الجنسية موجودة عند البشر كما هي موجودة عند الحيوان، ومثلية الجنسية ضاربة بالجذور التاريخية منذ ان بدأ البشر بتكوين القرى وتجمعات الصغيرة، لذلك أين هو شذوذ الحقيقي الذين يتحدثون عنه؟!، كيف تصف ميول طبيعي على انه شاذ لمجرد ان غالبية العظمى من الناس، ميولهم تجاه جنس ثاني؟! أي منطق هذا.. وثانياً، حتى لو افترضنا جدلاً، ان ميول الجنسي غير طبيعي، ماذا سنفعل بالمثليين او افراد من مجتمع الميم – عين، هل سنقتلهم؟ لأنهم اقلية ومشوهين من ناحية بيولوجية ام علينا احتواهم وتقبلهم كما هم لأن في اول والأخير، هم بشر. في الختام، أحب ان تتذكر كلام الفيلسوفان ابتكيتيوس وماركوس اوريليوس، حول ميول الطبيعية وإنك يجب ان تشعر بالفخر لأن تمتلك ميول جنسية مختلفة عن غالبية العظمى من الناس، تقبل اختلافك يا فتى في البداية، لا يمكن ان تتعرضوا إلى أي عقوبة دون وجود دليل، وعليه فيمكنكم تقليل خطر القانون على حياتكم بدرجة كبيرة، من خلال مسح اثاركم وعدم ترككم لدليل عليكم، وفي العراق الذي يصعب به تعبير أفراد مجتمع الميم عين عن نفسهم، لذلك يلجأون الى العالم الافتراضي، مما يجعل الأمن الرقمي واحد من اهم المواضيع التي ننصح أفراد مجتمع الميم عين بقرائتها ومعرفة تفاصيلها، ولكننا هنا سنقدم عدة خطوات بسيطة بإمكانها إنقاذ حياتكم ولا تحتاج الى ان تقوموا بشيء صعب من أجل تحقيقها:
-لا تعطي هاتفك الى عناصر الأمن ابدا، وان اضطررت فقم بكسره أو رميه من نافذة السيارة او غيرها، المهم ألا تعطيهم دليل، -لا تتحدثن عن اي شيء يخص مجتمع الميم عين في مواقع التواصل الاجتماعي بحساباتكن الشخصية، وكذلك لا تتدخلن في نقاشات عن الموضوع مع اشخاص اخرين في قسم التعليقات، لكي لا يقوم شخص بتصويرها واعتبارها كدليل من الممكن أن يستخدم ضدكن مستقبلا. -تجنب مشاركة موقعك ورقمك مع أي شخص، وحتى طلبات التوصيل، ننصحكم بالطلب من جهاز اخر من الأجهزة الموجودة في المنزل، كأن تطلب من اخيك ان يقوم هو بالطلب. -عدم استخدام تطبيقات المواعدة قدر الإمكان، ولا تخرجوا في مواعيد مع أشخاص لا تعرفونهم انتم او اخد اصدقائكم معرفة شخصية قوية. -ازالة جميع الصور والملفات والتطبيقات الموجودة في هواتفكن التي من الممكن أن تستخدم كدليل ضدكن، او نقلها الى ذاكرة خارجية والاحتفاظ بها في مكان آمن لا يعرفه الا انت فقط. -لا تنشروا صورا او فيديوهات لكم قدر الامكان، وان نشرتم فحاولوا ألا تكون هويتكم الكويرية واضحة فيها -عدم ارسال صوركن لأشخاص لا تجمعكم بهم علاقة وثيقة، حتى وان لم تكن تلك الصور كويرية. -تحويل حساباتكم الى خاصة، وإلغاء كل حساب وهمي او شخص لا تعرفونه معرفة قوية. -عدم ترك اجهزتكن دون رمز مرور، بالإضافة إلى ذلك ضعنها بالقرب منكن دائما، لكي لا يستطيع أحد تفتيشها من وراء ظهركن. -عدم الضغط على اي رابط او صورة يرسلها لكم شخص لا تعرفونه. لأنها قد تكون ملغمة وفي الوقت الذي تضغطون عليه يحصل المرسل على معلوماتكم وموقعكم واسمكم ونوع جهازكم والعديد من المعلومات الحساسة الأخرى. -تجنبن استخدام شبكات الواي فاي العامة، أو التي لا تحتوي على رمز مرور. -استخدام المصادقة الثنائية لجميع حساباتكم، من أجل حماية اكبر -تغيير رموز المرور لحساباتكن، واختيار رموز جديدة ومعقدة. -استخدام تطبيقات vpn عند استخدامكم للإنترنت -تحديث البرامج والنظام بشكل دوري ومستمر، لسد جميع الثغرات الموجودة -حذف التطبيقات التي لا تستخدمنها ولكنها لا تزال موجودة في هواتفكن. -استخدام تطبيقات مراسلة اكثر اماناً، مثل تطبيق سيغنال للتواصل مع اصدقائكم، بدلاً من واتساب او الماسنجر. لأن هذه التطبيقات توفر محادثات مشفرة وآمنة لا يستطيع احد اختراقها -حذف الرسائل والمحادثات بينكن وبين اصدقائكن بشكل دوري ومستمر، لكي لا يكون هناك دليل ضدك في حال أصابك مكروه. -التواصل مع المنظمات المحلية أو الموجودة في دول المنطقة والتي تختص بتقديم الدعم الرقمي في حال التعرض الى اي طارئ، ولكن قبلها يجب ان تكون متاكدا بان هذه المنظمة امنة لأفراد مجتمع الميم عين. -عدم بيع اجهزتكن الرقمية، والأفضل أن تبقيها عندك اوتتخلصي منها، لكي لا يستطيع احد الوصول الى محتواها المحذوف والذي يحتوي على معلوماتك الخاصة والحساسة -جعل ساعة أو نصف ساعة من كل يوم وقت خاص للقراءة أكثر حول موضوع الأمن الرقمي وتفاصيله الكثيرة. في حال طبقتكم الملاحظات أعلاه فانتم بذلك استطعتم تقليل خطر القانون على حياتكم الى أكثر من ٩٠٪ من خطره الحقيقي رقميا فقط، وقللتم فرصة حصول اي شخص على دليل عليكم بامكانه استخدامه ضدكم، كما نأمل منكم انت تتخذوا هذه الخطوات كنمط حياة في هذا الوضع الصعب للحفاظ على أمنكم وسلامتكم. تعديل قانون ٨ لسنة ١٩٨٨هو انتهاك صارخ وخطير لحقوق الانسان في العراق واعطاء الشرعية لعميات القتل الممنهج التي تقوم بها الجماعات المسلحة
بيان عراق كوير حول التعديل الاول لقانون مكافحة البغاء في الوقت التي تتسابق فيه الدول من اجل تقديم افضل الخدمات الي مواطنيها ومن بينها سن قوانين تضمن الحرية والمساواة للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين نتفاجأ اليوم بتصويت مجلس النواب العراقي على مقترح قانون التعديل الأول لقانون مكافحة البغاء منتهكا بذلك الدستور العراقي الذي نص في المادة: أولا ب- لا يجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية ج- لا يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور المادة ١٤ العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الاصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي. ان تشريع هكذا قانون هو إعطاء الشرعية الى الجماعات المسلحة من اجل استمرار استهدافها المثليين لكن هذا المرة تحت سلطة القانون وأيضا تبرير واضح لعملها طيلة السنوات الفائتة من حملات القتل والتعذيب حيث يتعرض مجتمع الميم في العراق الى إبادة جماعية بدأت منذ عام ٢٠٠٩ عندما قامت الجماعات المسلحة بقتل العشرات من المثليين في شوارع بغداد وبقية المدن وامام انظار الدولة دون اي تحرك جاد من قبل الدولة لحمايتهم تبعها بعد ذلك حملات القتل والتعذيب التي قامت بها داعش في الموصل والمناطق التي سيطرت عليها واستمر القتل والتعذيب والبطش من قبل الجماعات الخارجة عن القانون مستمرا حيث وثقت عراق كوير وبالتعاون مع هيومن رايتس ووتش حالات لمحاولات القتل ، والقتل خارج نطاق القانون ، والعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي ، والمضايقات عبر الإنترنت ضد أفراد مجتمع الميم من قبل الجماعات المسلحة العراقية اضافة الى حالات القتل والتعذيب لمجتمع الميم من قبل الاهل او العشيرة تبعها بعد ذلك حملات إعلامية كانت تربط العديد من الكوارث التي تحدث في العالم بالمثلية من دون ان يكون هنالك تحرك حكومي جاد لوقف تلك الحملات المظللة واخر تلك الحملات القانون المجحف والخطير والمنتهك لحقوق الانسان في العراق القانون السيئ الصيت الصادر من مجلس النواب العراقي لتجريم المثلية. في الوقت نفسة لم تتخذ الحكومة العراقية خطوات مهمة لحماية أفراد مجتمع الميم أو توفير ضمانات قانونية ضد التمييز. ونتيجة لذلك ، يواجه أفراد مجتمع الميم في العراق تحديات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية والتوظيف والإسكان ، حيث غالبًا ما يتم حرمانهم أو تهميشهم اننا في عراق كوير نأكد اننا ماضون في عملنا ولن تثنيا أي قوة عن المطالبة بحقوقنا ومساواتنا مع بقية افراد المجتمع العراق واحترامنا كبشر لهم الحق في العيش بحرية وكرامة كما اننا ندعوا مجلس النواب الى العدول عن قراره هذا والالتفات الى اصدار القوانين المهمة التي تهم الانسان العراق والتي ما تزال معطلة منذ سنوات في مجلس النواب . . كما اننا ندعوا المجتمع الدولي والحكومات الدولية لمساندة العراق في قضاياه والوقوف بحزم ضد تشريع هكذا قانون والعمل معنا من اجل استخدام كل الطرق اللازمة من اجل وقف هذا القانون وفي الوقت نفسه نذكر ان العراق جزء من المجتمع الدولي وإصدار كهذا نوع من القوانين هو انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية التي وقع عليها العراق ومنها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية١٩٧١ مخالفة المادة ٢ اولا- الاتفاقية الدولية الخاصة بقمع ومعاقبة جريمة الفصل العنصري - الاتفاقية الدولية للقضاء على اشكال التمييز العنصري ككاتبة مقالات, قصة احمد كانت ملهمة جدا لكن في نفس الوقت أحسست بألم كبير عند سماعي لها وعند كتابتها حيث تصور وتلخص كمية المعاناة التي يمر بها العابرين في المجتمع العراقي. أحمد هو شاب عراقي عابر يبلغ من العمر ثمان عشرة سنة ولكنه, ورغم صغر سنه, مر بالكثير من التجارب الصعبة والصدمات النفسية. ما يجعلني سعيدة, هو ان احمد ما زال موجودا بيننا وما زال يكافح للخروج سليما من هذه الحرب البشعة التي بدأ أهله والمجتمع العراقي بها ضده بسبب كونه عابرا.
احمد اكتشف ميوله ورغبته بالعبور في سن الثالثة عشرة وبدأ حينها بتغيير ملسبه وشكله الخارجي ولكنه ايضا بدأ يعاني من مشاكل نفسية ولهذا قرر اللجوء لطبيب نفسي. شرح الطبيب النفسي لاحمد ان شعوره بأنه ذكر في جسد انثى لا يعني انه يعاني من خلل أو مرض بل بأنه فقط ولد في جسد لا يشعر فيه بالراحة ولا يعبر عن ما في داخله. الامر المفرح كان استجابة الطبيب الايجابية لكلام أحمد والذي جعل احمد يشرح وضعه بكل صراحة. بعد مقابلة الطبيب, استقبلت الأم ابنها أحمد بشكل سلبي وتهجمت عليه ودفعه ذلك لأخذ كل حبوب الاكتئاب التي كان يستعملها لمحاربة أفكاره الانتحارية والسلبية دفعة واحدة ومحاولة الانتحار. استيقظ احمد في المستشفى وأخبر الأطباء أنه لا يريد إجراء غسيل للمعدة رغم المخاطر والأعراض السلبية التي يمكن ان تظهر عليه لاحقا بسبب عدم تخلص جسمه من تأثير الدواء بشكل كامل. امه لم تتوقف عن مهاجمته رغم وضعه الصحي الحرج وكانت تقول لوالده "شنو بنتك تريد تصير ولد". احمد لطالما كان معنفا من قبل والده وهذا التعنيف والضرب الذي تعرض له من قبل والده بعد محاولته الانتحار لم يكن الاول ولا الاخير. أحمد كان قد وصل لمرحلة صعبة من الاكتئاب حيث ما عاد يشعر بأي مشاعر ولهذا اعتاد على ان يدخن ويطفئ السجائر على يديه. في محاولة لإصلاحه, قام والداه باخذه للسحرة والدجالين وهناك اتهمه السحرة أنه مسكون من الجن وانه عليه ان يلتزم دينيا ويرتدي العباءة. استمر والداه باخذه للأطباء لاختيار دواء لتغيره وإصلاحه وتم حرمانه من هاتفه حيث فقد بذلك اتصاله بكل العالم وقد حرم من الاحتفاظ بدوائه حيث كان يعطى دواء خاصا تم وصفه له و يجبر على أخذه أمام أهله وبعد فترة اكتشف احمد ان الدواء الذي كان يجبر على أخذه هو دواء للانفصام. حياة احمد انتقلت من السيئ الى الاسوء حينما تطلق والداه. كان أحمد يشعر بعدم راحة شديدة في منزل والده لأن والده كان يتحرش به باستمرار ووالدته لم تكن ترغب باستقباله. وحتى بعد الطلاق, كانا والداه مصرين على التخلص من أحمد من خلال إجباره على الزواج. عندما وصل احمد لمرحلة اليأس مرة اخرى, حاول الانتحار من خلال رمي نفسه من شقة والديه في احدى البنايات بعد مشاجرة بينه وبين والديه. بعد سقوطه على الأرض, اصيب احمد بجروح عديدة لكنه استمر بالمشي بعيدا عن والديه الذان حاولا حبسه داخل الشقة. والدة أحمد هي امراة ذات نفوذ وسلطة في المناطق الكردية من العراق ووالده ذو سلطة ونفوذ في المنطقة العربية من العراق ولهذا كان على احمد الحذر من محاولات كلا الطرفين لإيجاده. تواجد أحمد في العراق بصورة عامة كان خطرا شديدا على حياته. بعد كل الخوف والمعاناة, قرر احمد ان لا يعود ابدا لوالديه وقام بالبحث عن عمل هنا وهناك حتى يتحمل تكاليف المعيشة. عمل أحمد في عدة مكانات وكلما شكل العمل خطر على حياته بسبب إدراك أصحاب العمل عن هويته, كان يقرر أن يترك العمل ويذهب لمكان آخر بحثا عن فرصة للرزق. بدأ أحمد بالعمل في مكان جديد ولاحظ تواجد رجل أربعيني في مكان عمله ومجيئه بين فترة وأخرى. كسر الرجل صمته بعد مدة من الزمن وعرض على احمد التبنى كونه كان تحت السن القانونية. شرح الرجل لاحمد انه غير متزوج وليس لديه اطفال ويحب أن يتبنى احمد ويعرفه على عائلته. كانت أول فترة مرحلة جيدة بين الاثنين حيث التقى أحمد بعائلة الرجل وبدا يسكن في منزله. لم تدم هذه المرحلة الجيدة فترة طويلة حيث بدأ الرجل بالتحرش بأحمد حتى انتهى الموضوع بينهما بالشجار والعنف وترك حينها احمد المنزل وهرب. باختصار, حياة احمد كاملة هي عبارة عن قلق ومعاناة وخوف. أحمد لم يقدر ولا مرة ان ينام في فراشه او يمشي في الشارع أو يغير ملابسه براحة تامة. عمله لم يكن ابدا مستقرا وكان يجبر على الانتقال بين عمل وآخر بسبب المضايقات والتحرش واضطر احمد دوما للعمل في المكانات والمناطق الشعبية لأن العمل فيها لا يحتاج اي مستمسكات لأنه لا يملك سوى مستمسكاته القديمة قبل عبوره. الحكومة العراقية لا تمنح العابرين أي مستمسكات على الرغم انه حاول التقديم على مستمسكات جديدة عن طريق محامي لكن الموضوع كان مجرد كذبة. رغم أن أحمد لم يدخل العشرينات من عمره بعد إلا أنه عاش كما هائلا من البؤس والخوف. شخص مثل احمد, بشجاعته وصبره وإيمانه بنفسه, لن يستطيع المجتمع العراقي القضاء عليه. يشتكي العديد من الأشخاص من أن نيتفلكس قد تمادت جدا وتجرأت على إضافة العديد من الشخصيات المثلية والعابرة إلى افلامها ومسلسلاتها التي تنتجها و توفرها على منصتها في السنوات القليلة الماضية . يشتكي هؤلاء - الذين يعانون وبشكل واضح من رهاب المثلية والعبور، من أنهم لم يعودوا قادرين على مشاهدة فيلم أو مسلسل مع عائلاتهم أو حتى على اقتراح اي شي ليشاهده أصدقائهم بسبب كثرة الشخصيات والمشاهد المثلية. هؤلاء الأشخاص يقلقون بشأن الأحكام التي تطلق عليهم من قبل أصدقائهم او عائلاتهم اذا ما علموا عن مشاهدتهم لمسلسلات وافلام تتضمن شخصيات مثلية أو عابرة. قد لا يتم سؤال بعض هؤلاء الأشخاص عن ميولهم او سبب مشاهدتهم لهكذا مسلسلات، لكنهم سيظلون يشعرون بالعار والإحراج من الآخرين لدينا أخبار سيئة لهؤلاء الاشخاص الذين يشعرون بالعار من هذه الشخصيات المثلية والعابرة. نحن نقول لكم انكم إذا ما كنتم تشعرون بالخزي من أن يطلق عليكم احدهم لقب مثلي الجنس، فمن المحتمل أنكم بالفعل تعانون من رهاب المثلية لأنكم تعتبرون المثلية والعبور إهانة. سؤال نحب ان نطرحه, ألم نتعب جميعًا من مشاهدة المغايرين جنسياً حصرا على شاشاتنا؟ جميعنا تعرفنا وتقبلنا هذه الفئة منذ طفولتنا! روميو وجولييت، جاك وروز، تروي وغابرييلا، والقائمة تستمر. ما رأيكم أن نحاول جعل برامجنا التلفزيونية أكثر واقعية من خلال تقديم المثليين والعابرين, والنسويات، ، والرجال ذوي الانوثة الطاغية ,والنساء ذوات الذكورة الطاغية, والمزيد ممن أجبرنا على عدم مشاهدتهم على شاشة التلفزيون أو القراءة عنهم في الكتب أو السماع عنهم في الأغاني. لماذا يجب أن تكون الرومانسية بين شخصين مغايرين فقط؟ ولماذا يتم انتقاد نيتفلكس لمحاولتها إعطاء مساحة أكبر لأشخاص لم يتمكنوا من إثبات وجودهم وحقوقهم سوى في الفترة الاخيرة لقد نشأنا جميعًا، حتى نحن كأشخاص مثليين ونحن نشاهد الرومانسية مشاهد بين المغايرون وتربط الرومانسية والحب بهم بينما تم ربط الشهوة الجنسية المثلية. على الرغم من أننا نشأنا جميعًا دون إمكانية مشاهدة أي عروض أو أغاني أو قطع فنية تشير إلينا أو تمثلنا كمجتمع كويري، إلا أننا مازلنا كوير وما زلنا نعرف من نحن ونحن متأكدون بشأن من نريد أن نكون معه. دعونا نتخيل مدى سعادة أطفالنا وأحفادنا عندما يتربون في بيوت يستطيعون فيها التحدث عن موضوع المثلية دون خجل ومشاهدة رجلين يقبلان بعضهما على شاشة التلفزيون وبدلا من تغييرهم القناة أو إطفاء التلفزيون فإنهم يعطون هذا المشهد ابتسامة كبيرة ويكملون مشاهدنهم. قول ذلك بحد ذاته شئ جميل لذا تخيل كم سيكون جميلًا أن يحدث في الحياة الواقعية في بلد مثل العراق. العنف الاسري في العراق غالبا ما يكون صادرا من الرجل اتجاه المرأة في عائلته كزوجته او اخته او امه او اتجاه اطفاله. كون العراق لا يملك اي قوانين صارمة تقف في وجه الرجل العراقي, نحن غالبا ما نرى الرجل يعطي لنفسه الحق الكامل بممارسة ما يحلو له من اساليب العنف والتهديد ضد نسائه واطفاله كوسيلة للتربية والمحاسبة. هكذا حالات تستمر لعقود في بعض العوائل وتنتشر لدرجة ان هولاء الاطفال الذين تربوا في بيوت يسود فيها العنف يصبحون اشخاص ممارسين للعنف ضد نسائهم واطفالهم في المستقبل.
وفقا لتقرير صدر من منظمة اليونيسيف فقد كشف أن نحو٩٠% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد واربعة عشر عاماً في العراق يتعرّضون للعنف باشكاله المختلفة ذلك اضافة لنسبة كبيرة من النساء اللاتي يتم تعنيفهن وتهديدهن وقتلهن من افراد العائلة او الزوج. تركز هذه المقالة بشكل خاص على النساء العراقيات المعنفات ذوات الميول المزدوجة وهنا نطرح سؤالنا لقراء المقالة, هل تظن ان العنف الذي تتعرض له المرأة مزدوجة الميول يؤثر بشكل جدي على نظرتها للرجال وعلى اختياراتها العاطفية؟ عراق كوير ترحب باجوبة المتابعات والمتابعين لجمع اراء اكثر حول هذا الموضوع. تقول الابحاث ان النساء اللاتي يتعرضن في مرحلة الطفولة والمراهقة بشكل مباشر للعنف او يكبرن في بيوت غير مستقرة حيث تتعرض فيها امهاتهن او اخواتهن للعنف,يكون لديهن ميل اكبر للدخول في علاقات عاطفية غير صحية في الكبر مقارنة باللاتي عشن طفولة مستقرة. الصدمات النفسية التي تتعرض لها النساء في الطفولة والمراهقة تبقى محفورة في عقولهن وتظهر اثارها بعدة اشكال على حياتهن العاطفية عندما يصلن لعمر يقررن فيه الارتباط . تقول لميس, "تربيت في منزل لم اعرف فيه معنى الهدوء والاطمئنان فلقد كان أبي قاسيًا في كلامه وعنيفًا ويملي علينا انا واخوتي و امي الاوامر حول كل شي واذا لم نلتزم فاننا سنضرب ونهان من قبله. عشت على هذا الحال كل سنوات طفولتي ومراهقتي وسنوات عدة من عشريناتي. ابي هو اول رجل مقرب لي في حياتي ورؤيتي له يتصرف بهذا الشكل اثر على نظرتي لجميع الرجال الاخرين. لقد خلق التوتر الذي عشته بسبب ابي نوعًا من الرعب داخلي اتجاه الرجال بصورة عامة. ورغم انني مزدوجة الميول واميل في علاقاتي الرومانسية الى الرجال اكثر من النساء، الا ان حياتي العاطفية لطالما كانت فاشلة مع الرجال. انا غالبا اهرب من الرجال لو حاولوا التقرب مني ولكنني في نفس الوقت اتالم لعدم قدرتي على بناء علاقة قوية مع اي رجل. انا اتوخى الحذر الشديد كلما تقرب مني شاب فعقلي وجسدي لطالما ربطا التجارب مع الرجال بالقسوة والعنف والكلام المؤذي. كلما سنحت لي فرصة بالتقرب من شاب، ذكرني عقلي الباطن بالذكريات السئية وتنتهي القصة بابتعادي عنه. انا لا اقصد التصرف ببرود او مزاجية ولكن كل ما فالامر انني خائفة بل وحتى مرعوبة ما يفكر به غالبية الناس ان مزدوجي ومزدوجات الميول هم المجموعة التي تحظى باكبر قدر من المتعة في العلاقات لانهم/ن يرتبطون بالرجال والنساء على حد سواء. سماعي لهذا يجعلني أكثر حزنًا فأنا لم انل قدرا كافيًا من الحب من الرجال رغم انجذابي لهم بقدر اكبر من انجذابي للنساء ولا اعلم ان كنت ساكسر حاجز الخوف يومًا واكون قادرة على عيش تجربة طبيعية مع اي رجل. كل ما انا متاكدة منه انني لن اقبل ان اعامل بنفس الطريقة التي عامل ابي امي بها ولن اقبل ان اضرب او اهان ابدا. العنف لن يغير ميولك الجنسية لكنه سيجعلك عاجزا عن بناء علاقات عاطفية سليمة وصحية مع الاشخاص الذين تنجذب لهم. لدي مشوار طويل امامي لاصلاح نفسي حتى اكون قادرة على تصديق ان هناك رجال طيبون وانه من الممكن في يوم من الايام ان تسنح لي الفرصة بالارتباط باحدهم. علي التصديق ان ابي ليس المثال الافضل لما يمكن للرجل ان يكون عليه. جميعنا نستحق ان نشفى من الالم الذي تعرضنا له ونستحق ان نعطي لانفسنا الحرية والحق لاختيار شركاء يحترموننا ويحبوننا على ما نحن عليه" انتقل كالي وهو ناشط عراقي من مجتمع الميم-عين, للعيش خارج العراق بعد أن عانى من رهاب المثلية داخل البلد و يزور كالي العراق بين حين واخر لكن زيارته الأخيرة ،التي حصلت مؤخرًا، كانت مختلفة تمامًا عن زياراته الأخرى
يشرح لنا كالي في هذه المقالة كيف ان البيئة العراقية اصبحت اكثر خطرا لافراد الميم-عين في غضون أشهر. كما يعلم جميع العراقيين من مجتمع الميم أن الحكومة العراقية تحاول جاهدة اصدار قانون رسمي يجرم المثلية الجنسية. على الرغم ان القانون ليس رسميًا ، إلا أن الحكومة بدأت بالفعل بتطبيقه ،وكالي هنا ليصف لنا تجربته في زيارته الأخيرة بصفتك شخص اعتاد زيارة العراق من وقت لآخر، كيف تجد الوضع مختلفًا هذه الزيارة مقارنة بالوضع في زياراتك السابقة؟ الوضع بالنسبة للاشخاص الذين يعملون كناشطين صعب جدا. أنا على تواصل مع العديد من الأشخاص الذين يعملون في منظمات للمثليين وأيضًا أشخاص آخرين يعملون في المنظمات النسوية. على الرغم من عدم إقرار قانون تجريم المثلية، إلا أن القانون يُمارس على أرض الواقع والافراد الذين تعلم الشرطة أو قوات الأمن بتشاطاتهم في الموضوعات المذكورة يتم استجوابهم ومحاسبتهم هل واجهت أي صعوبات في المطار العراقي عندما دخلت أو غادرت البلاد؟ لا ، لم تكن لدي أي مشكلة في دخول المطار. مظهري وتعبيري الجندري لا يختلف كثيراً عما هو معتاد وسائد في المجتمع العراقي لذلك لا أواجه هذا النوع من المشاكل في اغلب الأحيان، لكن الكثير من أصدقائي أخبروني عن المضايقات والتحقيقات التي حصلت معهم في المطار. شخصياً ما ازعجني هو نقاط التفتيش الموجودة بين المدن كيف تعتقد أن التغييرات الأخيرة قد أثرت على أصدقائك الذين يعيشون في العراق؟ كما ذكرت سابقا، تم استجواب أصدقائي واعتقالهم وتهديدهم بسبب مشاركتهم في نشاطات كويرية. المجتمع الكويري حاليا ضعيف للغاية واحتمالية التعرض للاعتقال أو القتل أو التعذيب أعلى من أي وقت مضى والعمل في النشاط الكويري له تبعات سلبية اكبر هل يمكنك أن تصف لنا مشاعر القلق أثناء زيارتك الأخيرة؟ بصراحة، لم أشعر بهذا القلق في العراق من قبل. لقد واجهت الكثير من المشاكل من قبل مع أشخاص حاولوا مهاجمتي أو تهديدي بسبب افكاري وعملي ، لكنني لم أشعر أبدًا بعدم الأمان في الاماكن العامة حيث يوجد الكثير من الأشخاص من مختلف الأجناس والخلفيات الاجتماعية. لكن هذه المرة، شعرت أن أفراد الميم مراقبين. ربما كان هذا شعورا خاطئا بسبب القلق الذي كنت اعاني منه ولكن علينا ان نضع في الحسبان ان الأمور في العراق تتغير بين يوم وليلة ما هي بعض الأشياء التي سوف تكون أكثر حذرا منها في زياراتك المستقبلية للعراق؟ في زيارتي القادمة ، سوف أتأكد من أنني لا أعبر عن ميولي في مكان عام أو في مكان أشعر أنه ليس آمنًا بما يكفي للقيام بذلك وسأحرص على التواصل مع الأشخاص الذين أثق بهم لطلب النصيحة بشأن هذه المسالة. ما زلت لا أستطيع الاستمتاع بالحياة خلال زيارتي للعراق بطريقتي الخاصة ولا العمل بحرية وانا بحاجة إلى أن أكون أكثر حرصًا بشكل عام ما الذي تنصح افراد مجتمع الميم الذين يعيشون في العراق بتوخي الحذر منه؟ أنصح جميع أصدقائي وزملائي في العراق بتوخي الحذرعند التعبيرعن انفسهم فمن المهم ان لا يظهروا ميولهم واختلافهم للعلن. هم لا يزالون قادرين على التعبيرعن انفسهم ولكن عليهم ان يقوموا بذلك في الوقت والمكان المناسبين وان يحاولوا أيضًا العثور على اصدقاء من داخل مجتمع الميم ليكونوا قادرين على مشاركة مشاعرهم معهم والتعبيرعن انفسهم بكل حرية. بناء دائرتك الخاصة من الاصدقاء سيساعدك على ان تكون أكثر أمانًا ما هي حمى القرود؟
لم يمر على جائحة كورونا سوى فترة بسيطة عندما بدأت مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الاخبارية بتداول العديد من الاخبار حول حمى القرود. فما هي حمى القرود؟ حمى القرود هي من الامراض المعدية ومن اعراضها هي حالات من الصداع وارتفاع في درجة حرارة الجسم والم في العضلات ثم يلي ذلك ظهور بثور في كامل اجزاء الجسم. حاليا, ليس هنالك علاج لحمى القرود ولكن في اغلب الحالات يتشافى الشخص المصاب بالحمى بعد اسبوعين الى ثلاث اسابيع من الاصابة من تلقاء نفسه. اما عن طريقة انتقال الحمى، فيمكن للحمى ان تنتقل بين الاشخاص خلال الممارسات الجنسية بين المغايرين او المثليين على حد سواء وكذلك يمكن ان تنتقل الحمى من الام الى طفلها خلال مرحلة الحمل او من خلال مخالطة الدماء بين شخص يعاني من الحمى وشخص اخر سليم. يمكن للجميع بمختلف الاعمار والميول والجنس ان يصابوا بها وان ينقلوا المرض لشخص اخر. مرض حمى القرود ليس جديدا ولم يبدأ بسبب الممارسات الجنسية المثلية خلافا لما تتناقله بعض الاخبار وما يدعمه ويصدقه البعض من الاشخاص. حسب منظمة الصحة العالمية, المرض بدأ لاول مرة في السبعينات واول اصابة تم تسجيلها كانت لصبي عمره تسع سنوات ومن بعدها انتشر المرض في عشر دول افريقية. المرض جاء بسبب مخالطة الصبي لسوائل حيوانية وهكذا بدأ ينتقل بين البشر حتى تمت السيطرة عليه في ذلك الوقت. لماذا يربط بعض الناس حمى القرود بالمثلية؟ ظهرت حمى القرود مرة اخر خلال هذه السنة, وقد قام البعض من الناس هذه المرة بربط وجوده في عدة دول بالممارسات الجنسية المثلية وذلك بسبب ارتفاع نسبة انتشاره بين المثليين مقارنة بنسبة انتشاره بين المغايرين جنسيا. وكان بداية الهجوم ضد المثليين عندما تم اعلان اصابتين للمثليين في دولتين مختلفتين داخل اوروبا وهكذا تم القاء اللوم بشكل مباشر على الرجال المثليين و ثنائيي الميول الجنسية الذين يمارسون الجنس بشكل اكبر مع الرجال. هذا سمح للاشخاص الذين يعانون من رهاب المثلية بمهاجمة الرجال المثليين وثنائيي الميول الجنسية واستعمال هذه الحمى كسبب لاخافة الناس ولانتقاد افراد مجتمع الميم-عين. هذه الحالة مشابهة لما حصل في الوقت الذي انتشر به مرض الايدز والذي اعتبره البعض كعقاب سمائي للممارسات الجنسية المثلية التي اشار اليها بعض الناس الى انها غير طبيعية وغير مقبولة. ماذا عن المثليين في العراق؟ كالعادة، المثليين في العراق لم يسلموا من الانتقادات او التخويف بسبب الاصابات والاخبار الخاطئة التي تم تداولها بين البعض عن الحمى. اعلن مقتدى الصدر، وهو رجل دين وزعيم للتيار الصدري في العراق، عبر حسابه على تويتر ان حمى القرود هي عقاب للمثليين وقد دعاهم للتوبة وللتغير ولاصلاح انفسهم. كما واشار مقتدى الصدر الى اهمية ان يكون هنالك يوم خاص لمناهضة المثلية والمثليين. بسبب الاخبار المغلوطة عن الحمى, فان المصابين حتى لو لم يكونوا مثليين ولم يصابوا بسبب الممارسات الجنسية بشكل عام فانهم لن يسلموا من الانتقادات او التعنيف. الناس غير مستعدين للدخول في دوامة جديدة من الخوف والقلق كالتي سببتها جائحة كورونا والتي قد وضعت الكثير من افراد الميم-عين في موقف الضعف حيث تعرضوا للكثير من الاضطهاد والاكتئاب حينها. فما بالكم اذا كانت هذه الحمى مرتبطة بالميول المثلية؟ ما هي فكرة تطبيقات المواعدة؟
يمكن ان نعتبر تطبيقات المواعدة على انها ادوات جيدة تسعمل من قبل الأشخاص المهتمين بالمواعدة والعلاقات. تسهل هذه التطبيقات عملية البحث عن شريك او شريكة فهي جيدة للأشخاص الخجولين الذين يخافون عادة من اخذ الخطوة الأولى والمبادرة وهي طريقة سريعة للتواصل مع الاخرين. تيندر يعتبر من اكثر تطبيقات المواعدة شيوعا ولكن هنالك تطبيقات عديدة اخرى مثل بامبل و هير وجرايندر وغيرها الكثير. بعض هذه التطبيقات متاحة للمغايرين وكذلك لافراد مجتمع الميم-عين بينما بعضها الاخر يستعمل حصرا من قبل افراد الميم-عين حيث يعتبر مساحتهم الخاصة الخطر الذي يحيط بالمثليين العراقيين الذين يستخدمون تطبيقات المواعدة؟ يتعرض افراد الميم-عين في العراق لخطر أكبر إذا استخدموا تطبيقات المواعدة مقارنة بالمغايرين جنسيا. إذا ذكرت ميولك الجنسية وتفضيلاتك في حسابك ووجد أحد أصدقائك أو أقاربك حسابك ، فستواجه مشكلة كبيرة غالبية المراهقين والبالغين الذين يعيشون في العراق والذين يستخدمون تطبيقات المواعدة لا يشعرون بالراحة الكاملة في استخدامها ويصبح الخوف أكثر إذا كانوا افراد من مجتمع الميم-عين. لهذا السبب، يميل الكثير من الناس إلى وضع صور مزيفة لحساباتهم أو إعطاء موقع خاطئ حتى يبعدوا الخطر عن انفسهم لبعض الوقت حتى يتعرفوا على اشخاص يشعرون بالراحة معهم كريم هو كوير من العراق ويخبرنا عن تجربته الشخصية مع تطبيقات المواعدة. يقول كريم إنه بدأ في استخدام تطبيقات المواعدة منذ حوالي عشر سنوات ، واستخدم عدة انواع مختلفة من التطبيقات منذ ذلك الحين بعضها كان حصرا لافراد الميم-عين وبعضها الاخر عامة لجميع الاشخاص ، بما في ذلك كرايندر وهورنيت وتيندر. ويوضح ، "من وجهة نظري، أرى أن بعض هذه التطبيقات مفيدة لذا أستخدمها عندما أشعر بالملل لمقابلة أشخاص جدد. في بعض الأحيان ، ينتهي بي الأمر بتكوين صداقات جديدة مع الأشخاص الذين أتحدث معهم على هذه التطبيقات ، لذلك نشارك حسابات الانستقرام الخاصة بنا ونبقى على تواصل. بصفتي عراقي يعيش داخل البلد، أقول إنه أمر مخيف جدًا أن تظهر نفسك كليا وأن تكون على طبيعتك في تطبيقات المواعدة. عليك دائمًا إخفاء القليل من نفسك وميولك الى تكوين رابطة قوية مع شخص معين. إذا طلبت نصيحتي، فساخبرك ان تبتعد عن تطبيق جرايندر لانه تطبيق سام جدا حيث اغلب مستخدميه مههوسين بانتقاد بعضهم البعض وسماعك للانتقادات مرارا وتكرارا سيوثر سلبا على صحتك النفسية ويجعلك تكره مظهرك ونفسك. اما تطبيق تيندر فهو أحد أفضل التطبيقات التي يمكن للأشخاص المثليين استخدامها في العراق. على الرغم من أنه ليس حصريًا لمجتمع الميم-عين، إلا أنه لا يزال بالإمكان من خلال إعدادات التطبيق جعله يريك افراد من مجتمع الميم-عين حصرا حيث يمكنك اختيار "الإناث فقط" أو "الذكور فقط" لقاء اي اشخاص مغايرين. نصيحتي للجميع، بغض النظرعن المدينة التي تعيشون فيها ، ألا تخرجوا في موعد مع شخص لا تعرفون الكثيرعنه. أولاً، عليكم قضاء بعض الوقت في محاولة فهم عقليته ونظرته عن مجتمع الميم-عين. عندها فقط، يمكنكم التفكير في اتخاذ الخطوة التالية لا يمكنكم ان تثقوا في شخص ما فقط لانكم تحدثتم معهم لبضعة ايام او لانكم تبادلتم معهم حساباتكم على مواقع التواصل فالاشخاص يمكن ان يكونوا مختلفين حقا على مواقع التواصل مقارنة بما هم عليه في الحياة الواقعية. انا ارتكتب خطا كبير عندما تعرفت على رجل على تطبيق مواعدة واستمرت المحادثات بيننا لشهر. ظننت حينها انني تعرفت عليه بشكل كافي يجعلني قادرا على مقابلته وجها لوجه والذهاب معه في موعد لكني صدمت لأن الرجل كان مختلفًا تمامًا عن الشخص الذي تحدثت إليه على التطبيق. اتضح أنه يعاني من رهاب المثلية على الرغم من أنه كان فردا من مجتمع الميم-عين. ظل يخبرني كيف أستحق أن أقتل لكوني كوير ولكوني ادعم مجتمع الميم-عين كانت تلك التجربة مرعبة وساعدتني في تعلم درس جيد. لهذا السبب أنصحكم بتوخي الحذر لأن تطبيقات المواعدة متاحة للجميع ولهذا فهي لا تساعدكم في اكتشاف الحقيقة الكاملة عن اي شخص العراق لا يؤمن بفكرة تطبيقات المواعدة العراق ما زال يعتبردولة محافظة، لذلك لا يزال العراقيون الذين يعيشون فيه غير قادرين على التعبيرعن أنفسهم بحرية. لا يزالون تحت سيطرة أسرهم وعشائرهم ودينهم. كل هذه الامور يمكن أن تنهي حياة أي منهم في أي لحظة حتى يومنا هذا ، لا يمكن حتى لمغايري الجنس استخدام تطبيقات المواعدة علانية وغالبيتهم لن يجدوا اي دعم من عائلاتهم إذا واجهوا مشكلة مع شخص قابلوه على تطبيقات المواعدة. يصعب على افراد الميم-عين حل أي مشاكل يواجهونها على تطبيقات المواعدة ولهذا السبب فإن توخي الحذر الشديد هو أفضل شيء يمكنهم القيام به تختلف آراء الأشخاص حول تطبيقات المواعدة حيث يعتقد البعض أنها مفيدة لانها تساعد في العثورعلى شركاء جيدين بينما يعتقد الآخرون أنها وسيلة للترفيه أو حتى مساحات مفتوحة للانتقاد يميل بعض الأشخاص إلى استخدام تطبيقات المواعدة للحصول على معلومات حول المستخدمين الآخرين ثم ينتهي بهم الأمر بابتزازهم. هذه المسالة بمفردها يمكن أن تعرض حياة الناس لخطر كبير. أيضًا ، تطبيقات المواعدة هي أحد الأسباب التي تدفع الناس ليصبحوا سطحيين من خلال تعليمهم كيفية الحكم على الآخرين من خلال مظهرهم فقط. قد يكون أحد المخاطر الأخرى لاستخدام تطبيقات المواعدة هو خطر الإصابة بالاكتئاب وتدني احترام الذات نتيجة سماع أحكام سيئة من الغرباء مرارًا وتكرارًا في النهاية, مسالة استعمال او عدم استعمال تطبيقات المواعدة يعود للافراد فهم احرار في استعمالها او تجنبها. عراق كوير تهتم بسلامة افراد الميم-عين و لهذا نحن ننصح بالتفكير مليا قبل التحدث بصراحة عن ميولكم مع الاخرين الذين تقابلونهم على تطبيقات المواعدة. تجنبوا اعطاء ثقة كاملة لاي شخص وتجنبوا الخروج معهم ما لم تكن لديكم معلومات كافية عنهم |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
April 2024
Categories |