تشمل خدمات الصحة النفسية مجموعة من الخدمات التي تهدف إلى معالجة أي شيء ابتداءاً من تحديات الصحة العقلية اليومية إلى الأمراض العقلية المزمنة. تشمل الخدمات طرق عدة للعلاج مثل مجموعات الدعم، والأدوية، والعلاج النفسي وغيرها الكثيرويشمل الأشخاص الذين يقدمون هذه الخدمات الأخصائيين الاجتماعيين وعلماء النفس والأطباء النفسيين. غالبًا ما يتم تقديم هذه الخدمات المختلفة بواسطة متخصصين مختلفين. مثلا، في حين أن المعالجين النفسيين مجهزين ومدربين لتقديم العلاج النفسي، فإن معظمهم غير مؤهل لوصف الأدوية. وبالمثل، في حين أن الأطباء النفسيين مؤهلين لوصف الأدوية، فإن معظمهم غير مدرب على تقديم العلاج النفسي
يُطلق على العلاج النفسي أيضًا اسم الاستشارة النفسية، وهو عبارة عن عملية يجري خلالها العمل مع متخصص مرخص، وجهاً لوجه أو عبر الإنترنت، لتحديد المشاكل العاطفية والسلوكية والنفسية التي يعاني منها شخص ما والعمل على حلها. يوفر العلاج النفسي للناس مساحة آمنة للتحدث عن عواطفهم ومشاعرهم الصعبة، وصحتهم العقلية، وتجاربهم الحياتية المؤلمة مثل الحرب، والطلاق، وصدمات الطفولة، والعنف، وموت شخص مقرب، والعديد من التجارب الصعبة التي لا يستطيع الشخص وحده التشافي منها او التعامل معها. يمكن استخدام العلاج النفسي بمفرده أو مع الأدوية والوسائل الأخرى للمساعدة على تشافي المريض. خدمات الصحة النفسية للجميع، وهي أداة رائعة يمكن للناس استخدامها في أي وقت من حياتهم لمساعدة أنفسهم على إيجاد السلام، والشفاء من المعتقدات والأفكار التي تسبب لهم الألم والخوف. على مدى عدة أجيال، مر العراقيون بالعديد من الأحداث المأساوية بما في ذلك الحروب والفقر وانعدام الاستقرار الاقتصادي وتهديد الميليشيات والجرائم ضد المثليين والعابرين/العابرات. ربما تكون بعض هذه الأحداث قد انتهت ولكن آثارها وذكرياتها ما زالت باقية في أذهان الناس. كل هذه الذكريات السلبية تجعل الناس أكثر عنفًا واكتئابًا وميلًا للانتحار. لهذا السبب فإن خدمات الصحة النفسية مهمة للغاية لأنها تمنح الناس فرصة لمعالجة تجاربهم السلبية وفهم سبب تصرفهم بطريقة معينة أو سبب شعورهم بمشاعر معينة الحصول على هذه الخدمات مثل العلاج النفسي لن يكون دائمًا ممتعًا أو سهلاً. أثناء جلسات العلاج، قد تشعر بمشاعر مثل الغضب أو الحزن والتي تتكون عندما تتحدث مع معالجك النفسي عن المشاعر المؤلمة التي ربما كنت تخفيها لسنوات طويلة. رغم ذلك، يجب أن تكون قادرًا على التمييز بين أخصائي الصحة النفسية الجيد والسيئ. أخصائي الصحة النفسية الجيد لن يجعلك تشعر بالحزن أو الذنب عمدًا، بل سوف يسير معك عبر التفاصيل المؤلمة لتجربة معينة ثم يعطيك نصائح حول كيفية التغلب عليها والشفاء منها. بخلاف ذلك، فإن أخصائي الصحة النفسية السيئ والغير مؤهل سيلومك على مشاعرك التي تشعر بها ويحاول تغييرك. ضع في اعتبارك أنه ليس كل متخصصي الصحة النفسية مؤهلين لأن بعضهم قد يكون مرخصًا ومعروفًا ولديه سنوات من الخبرة ولكن لا يزال يفشل في فهم ومساعدة مرضاه قد يسبب لك بعض المتخصصين مزيدًا من الألم من خلال اصدارهم للاحكام أو من خلال تصرفاتهم الغير اخلاقية. إن مرورك بهذه التجربة مع شخص تعتقد أنه داعم لك قد يعطيك انطباعًا سلبيًا عن خدمات الصحة النفسية بشكل عام. عندما يكون اخصائيي الصحة النفسية غير مؤهلين، فإنهم عادةً ما يستخدمون معتقداتهم الشخصية للحكم على مرضاهم، لذا إذا كانت معتقدات هذا المعالج تقف ضد المثلية الجنسية على سبيل المثال، فأنه سيلوم المريض بالتأكيد على ميوله الجنسية، ويجعله يشعر بالذنب، ويحاول تغيره. نصيحتنا لك هي أن تأخذ بعض الوقت لاختيار معالجك أو طبيبك النفسي وان تتوخى الحذر بشأن التفاصيل الشخصية التي تشاركها معهم في جلساتك القليلة الأولى قد يكون الحصول عن خدمات الصحة النفسية مكلفًا للغاية، وحتى مع ذلك، يعاني العراقيين من وجود اخصائيين غير مؤهلين يتقاضون مبالغ ضخمة من المال. نحن لا نقول أن جميع الاخصائيين العراقيين في الصحة النفسية غير مؤهلين ولكن نحن نحاول توضيح ان نسبة معينة من أفراد مجتمع الميم-عين العراقيين يواجهون صعوبة عند البحث عن المعالجين والأطباء النفسيين الذين يعرفون كيفية فصل معتقداتهم الدينية ووجهات نظرهم الاجتماعية عن واجبهم في تقديم المساعدة لمرضاهم في عام ٢٠٢٠، أجرت منظمة عراق كوير استطلاعًا شمل أكثر من ٢٤٠ عراقية وعراقي من مجتمع الميم-عين الذين يسكنون في مدن عراقية مختلفة. يغطي جزء من الاستطلاع موضوع الصحة النفسية لمعرفة عدد الذين سعوا للحصول على خدمات الصحة النفسية وكيف كانت تجاربهم. ذكر بعض الذين زاروا الأطباء النفسيين أو المعالجين النفسيين أنهم رفضوا زيارتهم في المدن التي يسكنون فيها. بمعنى اخر، الشخص الذي يعيش في النجف على سبيل المثال يفضل الذهاب إلى معالج او طبيب نفسي موجود في بغداد بدلاً من زيارة أحدهم في النجف. والسبب ان زيارة معالج او طبيب نفسي في نفس المدينة التي يعيش فيها فرد مجتمع الميم-عين قد يؤدي إلى تعريضه للخطر والتسبب بمشاكل نور هي مثلية عراقية وواحدة من الاشخاص الذين ملأوا استطلاعنا. تصف تجربتها بالقول: "في مرحلة ما من حياتي، شعرت بالحاجة إلى زيارة طبيب نفسي مع حبيبتي، لذلك اخترنا طبيبًا معروفا جدا. افترضنا أنه سيكون محترفًا وداعمًا لنا لكن الأمور لم تسر على ما يرام على الإطلاق. خلال جلستنا معه، طلب مني تقبيل حبيبتي أمامه وأعطاني تلميحات بأنه يريد ممارسة الجنس معي" ويقول مثلي اخر، "وافقت على زيارة طبيب نفسي عراقي فقط لأنني اعتقدت أنه مناصر للمثلية. لم يكن الطبيب مناصرًا للمثلية ولا جيدًا كما توقعته. ذهبت إلى عيادته وبينما كنا نتحدث، فتح خزانته واعطاني بعض الحبوب ونصحني باستخدامها. عندما وصلت إلى المنزل، بحثت على غوغل عن مكونات واستخدام وتأثيرهذه الحبوب. اتضح أنه يتم استخدامهم لعلاج المثليين وتحويلهم الى مغايرين أو كما يحب البعض أن يسميهم بالطبيعيين طلب طبيب نفسي عراقي اخر من رجل من مجتمع الميم-عين زيارته في المنزل بينما نصح الطبيب الاخر مريضه بالصلاة وقراءة القرآن للشفاء من المثلية الجنسية باعتبارك شخصًا عراقيًا من مجتمع الميم-عين، هل مررت يومًا بتجربة سلبية مع معالج نفسي او طبيب نفسي عراقي؟ يمكنك كتابة تجربتك وإرسالها لنا لمساعدتنا في الحصول على صورة واضحة عن الوضع داخل العراق
0 Comments
وضع افراد الميم-عين داخل العراق
لا توجد مدينة واحدة في العراق يمكن أن تعتبر آمنة لأي مواطن عراقي من مجتمع الميم-عين. الخوف من الموت يطارد كل المثليات والمثليين ومزدوجي/ات الميل الجنسي و العابرات والعابرين جنسياً/جندرياً في البلاد في حين يُنظر إلى مدن معينة داخل العراق، ومن ضمنها بغداد ومدن إقليم كوردستان، على أنها أقل تحفظا، وأكثر أمانًا و تحررا، الا أن الوفيات والاعتقالات لا تزال شائعة في كل مكان في العراق لتثبت لنا أن الأمور يمكن أن تهدأ لبعض الوقت ولكن يمكن لكثير من الأمور السيئة إن تحدث في رمشة عين يعتبر اعتقال الأفراد الذين اتهمتهم قوات الأمن في السليمانية على أنهم مثليون في الأول من نيسان من هذا العام أحد الأمثلة على الانتهاكات التي يواجهها المجتمع داخل الإقليم. و الحياة بالتأكيد ليست أسهل بالنسبة لعراقيي مجتمع الميم_عين خارج إقليم كوردستان حيث يستمر الأفراد الساكنين في المدن الاخرى في مطالبة عراق كوير والمنظمات غير الحكومية الأخرى بتوفير المأوى والدعم النفسي والدعم المالي والمشورة لهم للفرار إلى بلد آخر ما الذي يحدث في ليتوانيا؟ "مخيم المهاجرين الليتواني الذي يشبه السجن"، وهو مقال كتبته مايفا بوليه، يشرح الوضع والحياة اليومية البائسة التي يعيشها آلاف المهاجرين منذ شهور داخل المخيمات. يذكر المقال أنه ومنذ بداية عام ٢٠٢١ ، فر حوالي ٤،١٢٤ مهاجرًا من بلدانهم الأصلية ودخلوا ليتوانيا بطرق غير شرعية ويذكر أن نصف هؤلاء المهاجرين تقريبا هم من العراق الأشخاص الذين يعيشون في هذه المخيمات لا يحصلون على وجبات تشبع جوعهم ويضطرون للبقاء داخل المخيمات القذرة ويتعاملون مع كل الأوساخ والضغط والتوتر يقول مارك وهو احد المقيمين في المخيمات و البالغ من العمر ٢٨ عامًا، "إنهم يدفعون الناس للعودة لبلادهم طوعًا، عندما يأتي العملاء إلى مخيماتنا، فهم لا يسألوننا عن ظروفنا المعيشية ولكن يطرحون علينا السؤال "هل قررت العودة إلى بلدك؟" بعد هذه الرحلة بأكملها ... إنه لأمر محبط للغاية أن أسمع هذا السؤال عباس، وهو مهاجر عراقي مثلي الجنس، يخبر عراق كوير عن وضعه وعن الحياة الفوضوية التي يعيشها منذ وصوله إلى المخيمات. يقول عباس، "إنا في ليتوانيا منذ خمسة أشهر و عندما علم الآخرون داخل المخيم أنني مثلي الجنس، بدأوا ينظرون إلي كما لو كنت وحشًا. كنت أتعامل مع الكثير من التنمر والتوتر حتى تم نقلي، مع كثيرين آخرين، إلى مخيم اخر كان من المفترض أن يكون مخصصًا لأفراد مجتمع الميم-عين فقط وكان يضم ٤٥ فردًا لم يتم حل المشكلة أبدًا لأنني، إلى جانب بقية المهاجرين العراقيين من مجتمع الميم-عين، لا نزال نعاني من الكثير من التنمر ورهاب المثلية داخل مخيم كان من المفترض أن يضم مهاجري مجتمع الميم-عين فقط في النهاية، اتضح أن غالبية الأشخاص الذين نشارك المخيم معهم ليسوا حقًا من مجتمع الميم-عين! تقدم هؤلاء الأشخاص بطلب للهجرة كمثليين لأنهم يعلمون أن الحصول على الموافقة على طلباتهم كان أسهل بكثير بهذه الطريقة لان المثليين يُنظر إليهم على أنهم أقلية مهمشة. تكمن المشكلة أن هؤلاء الأشخاص ليسوا كاذبين فحسب، بل في إنهم يعانون من رهاب المثلية أيضًا، وهذا يعني أن علي تجنبهم قدر الإمكان عدا عن الفوضى داخل المخيم مع هؤلاء الأشخاص، فإن الحكومة الليتوانية لا توفر لنا ما يكفي من الطعام وبينما يتقاضى غالبية طالبي اللجوء المال، فإننا لا نحصل على أي شيء ولا نعرف السبب حتى تم رفض طلباتنا للجوء جميعًا، بما في ذلك طلبي، وعندما سألنا عن السبب قالوا إن العراق بلد آمن لأفراد مجتمع الميم_عين ، لذا يمكننا جميعًا العودة إلى هناك والعيش بأمان." الغرض من المقالة هذه المقالة هي مقدمة صغيرة للتقرير الذي تعمل عليه عراق كوير حاليا. الهدف الرئيسي من التقرير هو سرد قصص هؤلاء اللاجئين العراقيين الذين يعيشون داخل هذه المخيمات، وشرح الوضع الحالي والخطر الذي يحيط بمجتمع الميم-عين داخل العراق، والتوضيح للحكومة الليتوانية أن العراق، حتى هذه اللحظة ، ليس بلدًا أمنًا لمجتمع الميم-عين، وان عراق كوير، مع كل جهدها المستمر لمساعدة أفراد المجتمع، غير قادرة على إصلاح الوضع |
Archives
October 2024
Categories |