في السابع عشر من شهر مايو، سنة ١٩٩٠، اعلنت منظمة الصحة العالمية ان المثلية الجنسية لم تعد في قائمة الاضطرابات العقلية وذلك بعد سنوات من تصنيفها كاضطراب عقلي و بعد سنوات من العنف ضد مجتمع الميم.
ابتداءً من السابع عشر من شهر مايو من سنة ٢٠٠٥، احتفلت العديد من الدول حول العالم بهذا اليوم والذي عرف لأول مرة باليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية. وفي وقت لاحق، تمت إضافة كل من "رهاب العبور الجنسي" و "رهاب ازدواج الميل" إلى عنوان الاسم "IDAHOBITوبدأ الناس بالأشارة اليه بالأختصار " يُعد السابع عشر من شهر مايو من كل عام موعدًا مهمًا لمئات الأشخاص لأنهم يستغلون هذا اليوم للتوعية بالتمييز والعنف الذي يتعرض له ثنائيوا الميل والمثليون والمثليات و العابرين جنسيا. كيف سارت الأمور يوم الاحتفال في العراق؟ تم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية، العبور الجنسي، و ازدواجية الميل مرة واحدة في العراق حتى الان ولم تسر الامور على ما يرام. في السابع عشر و شهر مايو، سنة ٢٠٢٠، رفعت سفارات كل من المملكة المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي علم قوس القزح في مدينة بغداد للاحتفال بهذا اليوم المميز ولكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى انتشرت الأخبار في كل مكان وكان الجميع يعلق حول ما حصل. كانت القنوات الإخبارية المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي مشغولة بما فعلته السفارات حيث كان بعض الناس سعداء وفخورين بينما رفضت الأغلبية تمامًا مثل هذا السلوك. استنادا الى تقرير اليكس مكدونالد على موقع "مدل ايست اي"، لم يمض وقت طويل على رفع علم المثلية حتى أعرب السياسيون العراقيون عن رفضهم لمثل هذه الأفعال من خلال وصف المثلية الجنسية بأنها "مرض عقلي" أو من خلال القول أن العراق يقف ضد مفهوم المثلية الجنسية حتى لو كان القانون العراقي لا يعتبره غير قانوني. وأصدرت وزارة الخارجية العراقية، مساء الأحد، بيانا قالت فيه إن المثلية تتعارض مع "الأخلاق النبيلة لجميع الأديان السماوية" ، وقالت إن جميع البعثات في العراق يجب أن تلتزم بقوانين البلاد وتتبع الأعراف الدبلوماسية. ما يزال العراق حتى يومنا مدرجًا في قائمة البلدان التي تعاني من رهاب المثلية و ما يزال مكانًا خطرا للمثليين للعيش فيه او زيارته. تتبع التهديدات افراد مجتمع الميم العراقيين في كل مكان داخل البلد، فيمكن لهم ان يفقدوا حياتهم أو حريتهم أو اماكن سكنهم إذا ما علم الاشخاص الخطا عن ميولهم. الأمر لا يتعلق فقط بقوانين العراق أو السياسيين المعادين للمثلية! المشكلة أكبر من ذلك وتكمن في الطريقة التي تعرف بها العائلات العراقية المثلية الجنسية وتحكم عليها. تسيطر التقاليد والدين بشكل أساسي على العراق، في حين أن القانون ليس لديه الكثير ليقوله عن التمييز الذي يواجهه مجتمع الميم وهذا يثير التساؤلات حول ما يُسمح للعائلات بفعله بأولادهم و بناتهم من مجتمع الميم؟ و حول ما تفعله الحكومة العراقية إذا ما حصلت أي حالات قتل أو عنف ضد هؤلاء الأفراد؟ غالبية العائلات العراقية تكون مدعومة من قبل العشائر وهناك عشرات العشائر المختلفة في العراق التي لديها قوانينها الخاصة لضمان استمرار انتقال معتقداتها من جيل إلى آخر. تتمتع هذه العشائر، في بعض الأراضي العراقية أكثر من غيرها، بسلطة أكبر من الحكومة مما يعني أنها قادرة على اتخاذ قرارها حول كيفية معاقبة افرادها من المجتمع. قد يُقتل البعض بينما قد يُجبر البعض الآخر على الزواج. والقصص تختلف من عشيرة لأخرى. يمكننا أن نقول أن رهاب المثلية موجود في كل هذه العشائر وهذا يجعل العنف ضد المثليين والمثليات ومزدوجي الميل و العابرين جنسيا امرا شائعًا وطبيعيًا. لا عجب أن عدد الذين يعانون من رهاب المثلية في العراق لا يزال مرتفعا، يجد الأطفال الذين لم تتجاوز اعمارهم بضع سنوات أنه من الممتع إلقاء نكات سخيفة عن المثليين أو العابرين جنسياً. وعادة ما يعلم الآباء أطفالهم معاداة المثليين والتعبير عن الكراهية بأبشع الطرق. لا يُنظر إلى مسألة قتل الأشخاص أو تهديدهم لأنتمائهم لمجتمع الميم على أنها تصرفات خاطئة. فيتم تعليم الأطفال منذ سن مبكرة أن يكرهوا كل شيء يجدونه غير مألوف ولذلك تنمو الكراهية في قلوبهم حتى يصلوا إلى سن معين يستطيعون فيه التعبيرعن تلك الكراهية بالتنمر و العنف. وهنا، في بلد مثل العراق، المشكلة بهذا السوء لأنه لا يوجد من يوقف الكارهين و المتنمرين. من جانب، لا توفر الحكومة أي حماية لمجتمع الميم ومن الجانب الآخر، يمكن للعائلات التي لديها دعم عشائري أن تفعل ما تريد لأولئك الذين يقفون ضد تقاليد العشيرة وبذلك يمكنهم التعبير عن كراهيتهم من دون اي عواقب. رند عراق کویر
0 Comments
|
Archives
October 2024
Categories |