انتقل كالي وهو ناشط عراقي من مجتمع الميم-عين, للعيش خارج العراق بعد أن عانى من رهاب المثلية داخل البلد و يزور كالي العراق بين حين واخر لكن زيارته الأخيرة ،التي حصلت مؤخرًا، كانت مختلفة تمامًا عن زياراته الأخرى
يشرح لنا كالي في هذه المقالة كيف ان البيئة العراقية اصبحت اكثر خطرا لافراد الميم-عين في غضون أشهر. كما يعلم جميع العراقيين من مجتمع الميم أن الحكومة العراقية تحاول جاهدة اصدار قانون رسمي يجرم المثلية الجنسية. على الرغم ان القانون ليس رسميًا ، إلا أن الحكومة بدأت بالفعل بتطبيقه ،وكالي هنا ليصف لنا تجربته في زيارته الأخيرة بصفتك شخص اعتاد زيارة العراق من وقت لآخر، كيف تجد الوضع مختلفًا هذه الزيارة مقارنة بالوضع في زياراتك السابقة؟ الوضع بالنسبة للاشخاص الذين يعملون كناشطين صعب جدا. أنا على تواصل مع العديد من الأشخاص الذين يعملون في منظمات للمثليين وأيضًا أشخاص آخرين يعملون في المنظمات النسوية. على الرغم من عدم إقرار قانون تجريم المثلية، إلا أن القانون يُمارس على أرض الواقع والافراد الذين تعلم الشرطة أو قوات الأمن بتشاطاتهم في الموضوعات المذكورة يتم استجوابهم ومحاسبتهم هل واجهت أي صعوبات في المطار العراقي عندما دخلت أو غادرت البلاد؟ لا ، لم تكن لدي أي مشكلة في دخول المطار. مظهري وتعبيري الجندري لا يختلف كثيراً عما هو معتاد وسائد في المجتمع العراقي لذلك لا أواجه هذا النوع من المشاكل في اغلب الأحيان، لكن الكثير من أصدقائي أخبروني عن المضايقات والتحقيقات التي حصلت معهم في المطار. شخصياً ما ازعجني هو نقاط التفتيش الموجودة بين المدن كيف تعتقد أن التغييرات الأخيرة قد أثرت على أصدقائك الذين يعيشون في العراق؟ كما ذكرت سابقا، تم استجواب أصدقائي واعتقالهم وتهديدهم بسبب مشاركتهم في نشاطات كويرية. المجتمع الكويري حاليا ضعيف للغاية واحتمالية التعرض للاعتقال أو القتل أو التعذيب أعلى من أي وقت مضى والعمل في النشاط الكويري له تبعات سلبية اكبر هل يمكنك أن تصف لنا مشاعر القلق أثناء زيارتك الأخيرة؟ بصراحة، لم أشعر بهذا القلق في العراق من قبل. لقد واجهت الكثير من المشاكل من قبل مع أشخاص حاولوا مهاجمتي أو تهديدي بسبب افكاري وعملي ، لكنني لم أشعر أبدًا بعدم الأمان في الاماكن العامة حيث يوجد الكثير من الأشخاص من مختلف الأجناس والخلفيات الاجتماعية. لكن هذه المرة، شعرت أن أفراد الميم مراقبين. ربما كان هذا شعورا خاطئا بسبب القلق الذي كنت اعاني منه ولكن علينا ان نضع في الحسبان ان الأمور في العراق تتغير بين يوم وليلة ما هي بعض الأشياء التي سوف تكون أكثر حذرا منها في زياراتك المستقبلية للعراق؟ في زيارتي القادمة ، سوف أتأكد من أنني لا أعبر عن ميولي في مكان عام أو في مكان أشعر أنه ليس آمنًا بما يكفي للقيام بذلك وسأحرص على التواصل مع الأشخاص الذين أثق بهم لطلب النصيحة بشأن هذه المسالة. ما زلت لا أستطيع الاستمتاع بالحياة خلال زيارتي للعراق بطريقتي الخاصة ولا العمل بحرية وانا بحاجة إلى أن أكون أكثر حرصًا بشكل عام ما الذي تنصح افراد مجتمع الميم الذين يعيشون في العراق بتوخي الحذر منه؟ أنصح جميع أصدقائي وزملائي في العراق بتوخي الحذرعند التعبيرعن انفسهم فمن المهم ان لا يظهروا ميولهم واختلافهم للعلن. هم لا يزالون قادرين على التعبيرعن انفسهم ولكن عليهم ان يقوموا بذلك في الوقت والمكان المناسبين وان يحاولوا أيضًا العثور على اصدقاء من داخل مجتمع الميم ليكونوا قادرين على مشاركة مشاعرهم معهم والتعبيرعن انفسهم بكل حرية. بناء دائرتك الخاصة من الاصدقاء سيساعدك على ان تكون أكثر أمانًا
0 Comments
ما هي حمى القرود؟
لم يمر على جائحة كورونا سوى فترة بسيطة عندما بدأت مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الاخبارية بتداول العديد من الاخبار حول حمى القرود. فما هي حمى القرود؟ حمى القرود هي من الامراض المعدية ومن اعراضها هي حالات من الصداع وارتفاع في درجة حرارة الجسم والم في العضلات ثم يلي ذلك ظهور بثور في كامل اجزاء الجسم. حاليا, ليس هنالك علاج لحمى القرود ولكن في اغلب الحالات يتشافى الشخص المصاب بالحمى بعد اسبوعين الى ثلاث اسابيع من الاصابة من تلقاء نفسه. اما عن طريقة انتقال الحمى، فيمكن للحمى ان تنتقل بين الاشخاص خلال الممارسات الجنسية بين المغايرين او المثليين على حد سواء وكذلك يمكن ان تنتقل الحمى من الام الى طفلها خلال مرحلة الحمل او من خلال مخالطة الدماء بين شخص يعاني من الحمى وشخص اخر سليم. يمكن للجميع بمختلف الاعمار والميول والجنس ان يصابوا بها وان ينقلوا المرض لشخص اخر. مرض حمى القرود ليس جديدا ولم يبدأ بسبب الممارسات الجنسية المثلية خلافا لما تتناقله بعض الاخبار وما يدعمه ويصدقه البعض من الاشخاص. حسب منظمة الصحة العالمية, المرض بدأ لاول مرة في السبعينات واول اصابة تم تسجيلها كانت لصبي عمره تسع سنوات ومن بعدها انتشر المرض في عشر دول افريقية. المرض جاء بسبب مخالطة الصبي لسوائل حيوانية وهكذا بدأ ينتقل بين البشر حتى تمت السيطرة عليه في ذلك الوقت. لماذا يربط بعض الناس حمى القرود بالمثلية؟ ظهرت حمى القرود مرة اخر خلال هذه السنة, وقد قام البعض من الناس هذه المرة بربط وجوده في عدة دول بالممارسات الجنسية المثلية وذلك بسبب ارتفاع نسبة انتشاره بين المثليين مقارنة بنسبة انتشاره بين المغايرين جنسيا. وكان بداية الهجوم ضد المثليين عندما تم اعلان اصابتين للمثليين في دولتين مختلفتين داخل اوروبا وهكذا تم القاء اللوم بشكل مباشر على الرجال المثليين و ثنائيي الميول الجنسية الذين يمارسون الجنس بشكل اكبر مع الرجال. هذا سمح للاشخاص الذين يعانون من رهاب المثلية بمهاجمة الرجال المثليين وثنائيي الميول الجنسية واستعمال هذه الحمى كسبب لاخافة الناس ولانتقاد افراد مجتمع الميم-عين. هذه الحالة مشابهة لما حصل في الوقت الذي انتشر به مرض الايدز والذي اعتبره البعض كعقاب سمائي للممارسات الجنسية المثلية التي اشار اليها بعض الناس الى انها غير طبيعية وغير مقبولة. ماذا عن المثليين في العراق؟ كالعادة، المثليين في العراق لم يسلموا من الانتقادات او التخويف بسبب الاصابات والاخبار الخاطئة التي تم تداولها بين البعض عن الحمى. اعلن مقتدى الصدر، وهو رجل دين وزعيم للتيار الصدري في العراق، عبر حسابه على تويتر ان حمى القرود هي عقاب للمثليين وقد دعاهم للتوبة وللتغير ولاصلاح انفسهم. كما واشار مقتدى الصدر الى اهمية ان يكون هنالك يوم خاص لمناهضة المثلية والمثليين. بسبب الاخبار المغلوطة عن الحمى, فان المصابين حتى لو لم يكونوا مثليين ولم يصابوا بسبب الممارسات الجنسية بشكل عام فانهم لن يسلموا من الانتقادات او التعنيف. الناس غير مستعدين للدخول في دوامة جديدة من الخوف والقلق كالتي سببتها جائحة كورونا والتي قد وضعت الكثير من افراد الميم-عين في موقف الضعف حيث تعرضوا للكثير من الاضطهاد والاكتئاب حينها. فما بالكم اذا كانت هذه الحمى مرتبطة بالميول المثلية؟ ما هي فكرة تطبيقات المواعدة؟
يمكن ان نعتبر تطبيقات المواعدة على انها ادوات جيدة تسعمل من قبل الأشخاص المهتمين بالمواعدة والعلاقات. تسهل هذه التطبيقات عملية البحث عن شريك او شريكة فهي جيدة للأشخاص الخجولين الذين يخافون عادة من اخذ الخطوة الأولى والمبادرة وهي طريقة سريعة للتواصل مع الاخرين. تيندر يعتبر من اكثر تطبيقات المواعدة شيوعا ولكن هنالك تطبيقات عديدة اخرى مثل بامبل و هير وجرايندر وغيرها الكثير. بعض هذه التطبيقات متاحة للمغايرين وكذلك لافراد مجتمع الميم-عين بينما بعضها الاخر يستعمل حصرا من قبل افراد الميم-عين حيث يعتبر مساحتهم الخاصة الخطر الذي يحيط بالمثليين العراقيين الذين يستخدمون تطبيقات المواعدة؟ يتعرض افراد الميم-عين في العراق لخطر أكبر إذا استخدموا تطبيقات المواعدة مقارنة بالمغايرين جنسيا. إذا ذكرت ميولك الجنسية وتفضيلاتك في حسابك ووجد أحد أصدقائك أو أقاربك حسابك ، فستواجه مشكلة كبيرة غالبية المراهقين والبالغين الذين يعيشون في العراق والذين يستخدمون تطبيقات المواعدة لا يشعرون بالراحة الكاملة في استخدامها ويصبح الخوف أكثر إذا كانوا افراد من مجتمع الميم-عين. لهذا السبب، يميل الكثير من الناس إلى وضع صور مزيفة لحساباتهم أو إعطاء موقع خاطئ حتى يبعدوا الخطر عن انفسهم لبعض الوقت حتى يتعرفوا على اشخاص يشعرون بالراحة معهم كريم هو كوير من العراق ويخبرنا عن تجربته الشخصية مع تطبيقات المواعدة. يقول كريم إنه بدأ في استخدام تطبيقات المواعدة منذ حوالي عشر سنوات ، واستخدم عدة انواع مختلفة من التطبيقات منذ ذلك الحين بعضها كان حصرا لافراد الميم-عين وبعضها الاخر عامة لجميع الاشخاص ، بما في ذلك كرايندر وهورنيت وتيندر. ويوضح ، "من وجهة نظري، أرى أن بعض هذه التطبيقات مفيدة لذا أستخدمها عندما أشعر بالملل لمقابلة أشخاص جدد. في بعض الأحيان ، ينتهي بي الأمر بتكوين صداقات جديدة مع الأشخاص الذين أتحدث معهم على هذه التطبيقات ، لذلك نشارك حسابات الانستقرام الخاصة بنا ونبقى على تواصل. بصفتي عراقي يعيش داخل البلد، أقول إنه أمر مخيف جدًا أن تظهر نفسك كليا وأن تكون على طبيعتك في تطبيقات المواعدة. عليك دائمًا إخفاء القليل من نفسك وميولك الى تكوين رابطة قوية مع شخص معين. إذا طلبت نصيحتي، فساخبرك ان تبتعد عن تطبيق جرايندر لانه تطبيق سام جدا حيث اغلب مستخدميه مههوسين بانتقاد بعضهم البعض وسماعك للانتقادات مرارا وتكرارا سيوثر سلبا على صحتك النفسية ويجعلك تكره مظهرك ونفسك. اما تطبيق تيندر فهو أحد أفضل التطبيقات التي يمكن للأشخاص المثليين استخدامها في العراق. على الرغم من أنه ليس حصريًا لمجتمع الميم-عين، إلا أنه لا يزال بالإمكان من خلال إعدادات التطبيق جعله يريك افراد من مجتمع الميم-عين حصرا حيث يمكنك اختيار "الإناث فقط" أو "الذكور فقط" لقاء اي اشخاص مغايرين. نصيحتي للجميع، بغض النظرعن المدينة التي تعيشون فيها ، ألا تخرجوا في موعد مع شخص لا تعرفون الكثيرعنه. أولاً، عليكم قضاء بعض الوقت في محاولة فهم عقليته ونظرته عن مجتمع الميم-عين. عندها فقط، يمكنكم التفكير في اتخاذ الخطوة التالية لا يمكنكم ان تثقوا في شخص ما فقط لانكم تحدثتم معهم لبضعة ايام او لانكم تبادلتم معهم حساباتكم على مواقع التواصل فالاشخاص يمكن ان يكونوا مختلفين حقا على مواقع التواصل مقارنة بما هم عليه في الحياة الواقعية. انا ارتكتب خطا كبير عندما تعرفت على رجل على تطبيق مواعدة واستمرت المحادثات بيننا لشهر. ظننت حينها انني تعرفت عليه بشكل كافي يجعلني قادرا على مقابلته وجها لوجه والذهاب معه في موعد لكني صدمت لأن الرجل كان مختلفًا تمامًا عن الشخص الذي تحدثت إليه على التطبيق. اتضح أنه يعاني من رهاب المثلية على الرغم من أنه كان فردا من مجتمع الميم-عين. ظل يخبرني كيف أستحق أن أقتل لكوني كوير ولكوني ادعم مجتمع الميم-عين كانت تلك التجربة مرعبة وساعدتني في تعلم درس جيد. لهذا السبب أنصحكم بتوخي الحذر لأن تطبيقات المواعدة متاحة للجميع ولهذا فهي لا تساعدكم في اكتشاف الحقيقة الكاملة عن اي شخص العراق لا يؤمن بفكرة تطبيقات المواعدة العراق ما زال يعتبردولة محافظة، لذلك لا يزال العراقيون الذين يعيشون فيه غير قادرين على التعبيرعن أنفسهم بحرية. لا يزالون تحت سيطرة أسرهم وعشائرهم ودينهم. كل هذه الامور يمكن أن تنهي حياة أي منهم في أي لحظة حتى يومنا هذا ، لا يمكن حتى لمغايري الجنس استخدام تطبيقات المواعدة علانية وغالبيتهم لن يجدوا اي دعم من عائلاتهم إذا واجهوا مشكلة مع شخص قابلوه على تطبيقات المواعدة. يصعب على افراد الميم-عين حل أي مشاكل يواجهونها على تطبيقات المواعدة ولهذا السبب فإن توخي الحذر الشديد هو أفضل شيء يمكنهم القيام به تختلف آراء الأشخاص حول تطبيقات المواعدة حيث يعتقد البعض أنها مفيدة لانها تساعد في العثورعلى شركاء جيدين بينما يعتقد الآخرون أنها وسيلة للترفيه أو حتى مساحات مفتوحة للانتقاد يميل بعض الأشخاص إلى استخدام تطبيقات المواعدة للحصول على معلومات حول المستخدمين الآخرين ثم ينتهي بهم الأمر بابتزازهم. هذه المسالة بمفردها يمكن أن تعرض حياة الناس لخطر كبير. أيضًا ، تطبيقات المواعدة هي أحد الأسباب التي تدفع الناس ليصبحوا سطحيين من خلال تعليمهم كيفية الحكم على الآخرين من خلال مظهرهم فقط. قد يكون أحد المخاطر الأخرى لاستخدام تطبيقات المواعدة هو خطر الإصابة بالاكتئاب وتدني احترام الذات نتيجة سماع أحكام سيئة من الغرباء مرارًا وتكرارًا في النهاية, مسالة استعمال او عدم استعمال تطبيقات المواعدة يعود للافراد فهم احرار في استعمالها او تجنبها. عراق كوير تهتم بسلامة افراد الميم-عين و لهذا نحن ننصح بالتفكير مليا قبل التحدث بصراحة عن ميولكم مع الاخرين الذين تقابلونهم على تطبيقات المواعدة. تجنبوا اعطاء ثقة كاملة لاي شخص وتجنبوا الخروج معهم ما لم تكن لديكم معلومات كافية عنهم نشرت وكالة الأنباء العراقية اليوم ، أن اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي تنظم حركة داخل البرلمان لتشريع قانون يحظر المثلية الجنسية في العراق ويمنع أي نوع من النشاطات المتعلقة بمجتمع الميم عين . قام أفراد مثل مقتدى الصدر بالتغريد في وقت سابق باقتراح ليوم مخصص لمكافحة المثلية الجنسية. زعم خبراء قانونيون رسميون أن قانوناً صدر عام 2001 يعاقب بالإعدام على المثلية الجنسية.
يشكل هذا القانون المقترح هجومًا آخر من قبل المسؤولين العراقيين على مجتمع الميم عين. منذ ما يقرب من عقدين من الزمن كان افراد الميم عين العراقيون ضحايا للاغتصاب والتعذيب والقتل. لم تفشل الحكومة العراقية في وضع حد لهذه الجرائم فحسب ، بل ارتكبت بالفعل العديد منها من خلال قوات الشرطة والجماعات المسلحة. لقد استخدم المسؤولون العراقيون بشكل مستمر أفراد مجتمع الميم لنشر الخوف بين العراقيين وإلهاءهم عن المشاكل الحقيقية التي يواجهها العراق بما في ذلك الفشل في تشكيل الحكومة والفشل في توفير أبسط الخدمات للعراقيين. إن إقرار هذا القانون سيعرض المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والعابرات والعابرين والعراقيين لخطر كبير لأنه سيسمح للحكومة العراقية والجماعات المسلحة بالحماية القانونية عند ارتكاب هذه الجرائم. سيعرض مثل هذا القانون أيضًا دعاة وحلفاء مجتمع الميم عين في خطر ، مما يقلل من المساحات المحدودة بالفعل المتاحة لمناصرة مجتمع الميم عين داخل العراق ويهدد حركة المثليين الشباب في العراق. حياة المثليين والعراقيين على المحك. ندعو الحلفاء في الحكومة العراقية والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري. إننا نحث المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والسفارات والمنظمات الدولية للضغط على العراق للامتناع عن إصدار هذا القانون. كما ندعو افراد الميم عين العراقيين للانضمام إلى الكفاح من أجل حقوق المثليين في العراق. IraQueer مكرسة للدفاع عن افراد الميم عين والعراقيين ونحتاج إلى تكثيف جهودنا كمجتمع لمحاربة هذه الهجمات. إذا كانت لديك أسئلة ، فيرجى التواصل مع: [email protected] مع التضامن فريق عراق كوير قبل أيام قليلة، نشرت جامعة الكوفة العراقية خبرعن إجراء كلية الهندسة فيها ندوة توعوية تحت عنوان "الاثر النفسي للمثلية الجنسية لدى الطالب في السلك الأكاديمي" كطريقة لتحذير الحاضرين من امهات واباء على ضرورة ابعاد بناتهم وأولادهم عن المواقع الالكترونية والتطبيقات والافلام الكرتونية التي تتضمن مواضيع المثلية الجنسية أو كما سميت ببعض أجزاء الخبر "بالشذوذ الجنسي" كوسيلة للمحافظة على اخلاقهم. الجدير بالذكر ان احد المتحدثين في الندوة وصف المثلية الجنسية على انها حرب ناعمة تستعمل ضد المجتمعات ولاسيما المسلمة منها. كيف يتعلم الأطفال والمراهقين في العراق عن المثلية الجنسية؟ من المهم الاشارة الى ان النظام التعليمي العراقي لا يملك اي مناهج تتحدث عن المثلية بصورة علمية وصريحة، فنحن لا نملك اي كتب مدرسية تطرح الموضوع وفي نفس الوقت لا نملك معلمات ومعلمين يتجاوبون بشكل سليم مع اسئلة طلابهم عن هذا الموضوع. اذا كيف يتعلم الاطفال والمراهقين عن المثلية؟ في أغلب الاحيان، يتعلم الأطفال والمراهقين عن المثلية أو كما يسميها البعض "بالشذوذ" من خلال تحذيرات الأمهات والآباء وتخويفهم منها فتتكون فكرة سلبية عن المثلية وعن الكلمة من الإساس. لهذا نرى ان بعض الأطفال والمراهقين بل وحتى بعض البالغين في العراق يستعملون كلمة "مثلي" كوسيلة للإساءة أو الانتقاص من بعضهم البعض للتعبيرعن وجود خلل أو علة. الوسيلة الاخرى التي يتعلم بها الاطفال والمراهقين عن المثلية تكون من خلال شاشات اجهزتهم فجميعنا يرى عدد الاطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم الا سنوات قليلة وهم حاملين اجهزة الكترونية ومن خلالها يكونون قادرين على فتح مئات من الفديوهات والمواقع والحسابات والتي يحمل بعضها معلومات خاطئة عن مواضيع مثل الجنس والمثلية وغيرها. للاسف، اصبح الكثيرون يتعلمون عن الجنس من خلال المواقع الاباحية وعن المثلية من حسابات تشوه صورة مجتمع الميم-عين وتربط المثلية بشكل مباشر بالانحلال الاخلاقي. الكراهية التي يتعلم الاطفال حملها ضد المثلية والمثليين لن تختفي فهم سيكبرون وبداخلهم الرغبة للتعبير عنها متى ما سنحت لهم الفرصة. المشكلة ان بعضهم سينتهي بهم الحال لاكتشاف ان اقرب الاشخاص لهم هم من مجتمع الميم-عين فربما يكون اخوهم او اختهم او اقرب اصدقائهم مثليون او الاسوء هو ان يكبر هولاء الاطفال ليدركوا انهم انفسهم مثليون ويبدء عندها كره الذات او الخوف من معرفة الاخرين بميلوهم كيف يمكن للمراكز التعليمية في العراق أن تقسم العلم لقسمين، قسم تعلمه للطلاب بفخر وقسم تربطه بالانحلال الاخلاقي؟ توجد في العراق الكثير من المدراس والمعاهد والجامعات وتتوفراقسام وتخصصات جامعية مختلفة كالتربية والهندسة والطب والتمريض وغيرها والتي تخرج الاف من الخريجين كل عام. المناهج في هذه المراكز التعليمية مبينة على أسس وقوانين علمية بحتة جاءت من تجارب وابحاث ودراسات. السؤال هو، كيف لجامعات تؤمن بالعلم ان ترفض حقيقة ان المثلية الجنسية علميًا لا تعتبر مرضا عقليًا أوعلة؟ ما الفرق بين من يجادل ان واحد زائد واحد يساوي ثلاثة وبين من يقول أن المثلية مرض!؟ ربط المثلية بالجينات والبيئة والحالة النفسية ليس مبنيا على إي أساس علمي ونشر المعلومات الخاطئة بين الطلاب لن يزيد المثليات والمثليين منهم الا خوفًا وكرها لأنفسهم. ماذا لو كان احد ابناء، بنات، أقارب المتكلمين أو الحاضرين فردًا من مجتمع الميم-عين؟ المثليات والمثليين في كل مكان، فهم موجودين كافراد ضمن اغلبية العوائل العراقية. نحن غالبًا لا نفكر بالامر من هذه الزاوية لأننا لا نسمع عن أعدادهم وجميعنا نعرف السبب، فمن المستحيل لافراد مجتمع الميم-عين أن يظهروا انفسهم للعلن عندما تكون حياتهم مهددة بالخطر. كيف تتصورون أن بنات وأبناء الحاضرين والمتحدثين سيشعرون لو كانوا من مجتمع الميم-عين؟ كم تتوقعون أنهم يحملون من الخوف والحزن عندما يعلمون أن أمهاتهم وابائهم هم أول الاشخاص الذين ينشرون الكراهية ضدهم ويحثون الاخرين على اذيتهم. ما هي مخاطر اقامة ندوات كهذه؟ العراق يعاني من الكثير من المشاكل التي لا تعد ولاتحصى لهذا فان اقامة ندوات كهذه للتحريض والتشجيع على الكراهية لن يجعل الامور في العراق افضل. يحتاج الاباء والامهات العراقيين انفسهم للتوعية بصورة علمية وصحيحة عن معنى المثلية ويحتاجون لتعلم تقبل الاختلاف وتقبل وجهات النظرالمختلفة لانهم لن يكونوا قادرين على تربية اجيال منفتحة وسعيدة اذا لم يكونوا قادرين على تقبل بناتهم وابنائهم كما هم من دون اجبارهم على التغير. العراق يحتاج لامهات واباء يعطون الحب الغير مشروط لبناتهم وابائهم ويشجعونهم على الافتخار بانفسهم.
المجلات، الصحف، الإنترنت، التلفزيون، والراديو جميعها وسائل إعلامية تهدف للتواصل مع جمهور معين من الناس والعراق كحال باقي الدول، يعتمد على هذه الوسائل لنقل الأخبار لمواطنيه .....سؤالنا هو، الى اي مدى يمكننا الأعتماد على هذه الوسائل الأعلامية والأخبار التي تنقلها في دولة مثل العراق؟ بشكل أو بأخر، يؤثر الإعلام على رأينا ونظرتنا لحياتنا وحياة الاخرين حولنا وعلى تقبلنا أو رفضنا للأحداث التي تجري داخل وخارج البلد كما أن الإعلام، بأستمرار، يجعلنا نغير الزاوية التي ننظر فيها لما حولنا وربما احيانا يجعلنا نصل لمرحلة نصبح فيها متطرفين في افكارنا وغير متقبلين للأختلاف أو العكس تماما. التعرض المستمر للمحتوى الي يفرض آراء سلبية حول مجموعة من الناس غالبًا ما يزيد إحتمالية نشر الكره ضدهم وهذا بالضبط ما يجري مع الإعلام العراقي ومجتمع الميم-عين العراقي. تخيل أن وسائل الأعلام قادرة على اقناع النساء بإستعمال كريم وجه محدد أو الرجال بإختيار ماكنة حلاقة من شركة معينة من خلال النشر المستمر لأعلانات تتحدث بأيجابية حول منتجات شركة معينة و/أو لأعلانات تتحدث بسلبية حول منتجات شركة اخرى. و الوضع يزداد سوءًا عند معرفتنا إن الأعلام لا يؤثر فقط على ما نريد شراءه بل وعلى امور تشكل تاثيرا و اهمية اكبر على حياتنا وحياة من حولنا كالميول الجنسية والدين والتوجهات السياسية وغيرها الكثير. من الامور المهم ذكرها هو أنه ليست كل المعلومات التي نحصل عليها من وسائل الأعلام كاذبة ولكن علينا الحذر عند أختيار المصادر التي نحصل منها على المعلومات لتفادي تكوين آراء خاطئة. هل يتطرق الأعلام العراقي لموضوع المثلية ومجتمع الميم-عين؟ تعطي وسائل الأعلام العراقية المساحة الكاملة لمن يريد التحدث بسلبية عن مجتمع الميم-عين وبدون توفير اي رقابة لتحديد ما اذا كانت المعلومات التي تنشر صحيحة من الاساس. لهذا نرى انه من السهل في العراق نشر الشائعات حول مجتمع الميم-عين ولكن من الصعب جدا الدفاع عنه أو محاولة تصحيح الأفكار الخاطئة حيث يتلقى من يريد الدفاع و المساعدة الكثير من التهديد الاهانات والكراهية أو حتى القتل. يصور الإعلام العراقي مجتمع الميم-عين بصورة سلبية ومريضة حيث نرى خطابات الكراهية والتحريض التي لا تجعل من كراهية أفراد الميم-عين شيئًا طبيعيا فقط بل وتشجع على ضرورة قتلهم وتعنيفهم واجبارهم على تغير قناعاتهم. وهنالك عدة سلبيات وافكار مغلوطة ينشرها الاعلام العراقي حول مجتمع الميم-عين للأساءة. احدى الطرق التي يسيء بها الاعلام العراقي لمجتمع الميم-عين العراقي هي عن طريق نشره لأفكار ليس لها اي أساس علمي. ومن احد اكثر الأفكار المغلوطة سوءًا التي يتطرق لها الأعلام العراقي هي فكرة إن الميول الجنسية يمكن التحكم بها وتغيرها في حال رغبة الشخص بذلك. بمعنى اخر، الرجل المثلي الذي ينجذب لأشخاص من نفس جنسه اختار ذلك بنفسه ولو كانت لديه الاخلاق الكافية لكان قد غير ميوله واختار ان ينجذب للنساء. لهذا السبب نرى أن الكثيرين من أفراد الميم-عين يتم لومهم وتعنيفهم ظنا أن ذلك سيجعلهم يغيرون ميولهم ويفكرون بالعودة لما يسميه المجتمع العراقي بالميول الطبيعية التي خلق الناس بها. غير ذلك، يستعمل الأعلام العراقي الفاظ قاسية وغير محترمة للإشارة لمجتمع الميم-عين والتي بدورها تجعل من الأساءة لافراد المجتمع امرا طبيعيا ومقبولا بل وحتى واجبا لكل من يصف نفسه بحسن الاخلاق. بالاضافة لذلك، غالبا ما يربط الأعلام العراقي الميول الجنسية ومجتمع الميم-عين بموضوع البيدوفيليا أو بمواضيع الدعارة والانحلال الأخلاقي والتي تشكل صورة في اذهان الناس أن المثليين مهووسين جنسيا وغير طبيعيين وان العلاقات التي تجري بينهم مبنية على اساس جنسي فقط ولا يوجد فيها حب. ولهذا نرى أن اغلب الامهات والاباء يرفضون بناتهم وابنائهم من مجتمع الميم-عين ويرون أنهم عار يجب غسله فيقومون بقتلهم أو في احسن الاحوال، لا يتم قتلهم لكن يتم حبسهم او اجبارهم على الزواج. كما ذكرنا سابقا، كثرة تعرض العراقيين للأخبار التي تحوي كم كبير من الاساءة والكراهية ضد مجتمع الميم-عين مع عدم وجود حرية للمنظمات والناشطين للتوعية حول الميول الجنسية وحول معنى أن يكون الفرد من مجتمع الميم-عين يتسبب في خلق أجيال متعطشة لممارسة العنف ضدهم ظنًا أن ذلك سيساعد المجتمع العراقي في الحفاظ على أخلاقه وقيمه. فهمنا الصحيح لما تعنيه الميول الجنسية والهوية الجندرية و لحقوق الانسان والحريات سيساهم بشكل كبير في تقليل العنف وحالات الانتحار والزواج القسري ويساعد في بناء مجتمع اكثر مرونة واكثر تسامحا. قد لا تكون المدارس في العراق ولا العائلات ولا وسائل الاعلام العراقية داعمة لفكرة المثلية وحرية الاختيار ولكن الانترنت يسهل علينا اكتشاف الكثير من الامور و فهم موضوع المثلية بطريقة علمية وصحيحة. ولهذا نحن نشجع الافراد على القراءة والتعمق بالموضوع من خلال الاعتماد على مصادر موثوقة ومحاولة بناء مرونة فكرية تسهل تقبل الاختلاف. "معوق" أو "مشوه" هي الكلمات التي قد يستعملها البعض من العراقيين لوصف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. سماع هذه الكلمات بحد ذاتها يسبب الم نفسي وشعور بالأختلاف فما بالك بوجود شخص من ذوي الاحتاجات الخاصة ومثلي في بلد كالعراق حيث لا تحترم فيه لا ميوله الجنسية ولا أحتياجاته، يبدوا الالم مضاعفا وصعبا جدا.
ذوي الاحتياجات الخاصة هم اشخاص يعانون من مشاكل جسدية أو عقلية والتي يمكن أن يولد الشخص معها أو تكون قد نتجت بسبب حادث أو اصابة بمرض معين. ذوي الأحتياجات الخاصة في العراق نادرا ما تتوفر لهم بيئة ايجابية خالية من التنمر حيث أن اغلب الاشخاص من حولهم حتى البالغين غالبا ما ينفرون منهم أو يسيؤون لهم. بالاضافة لهذا، هم يعانون من صعوبة في الحصول على مساعدات حيث أن الدولة لا تقدم لهم اي خدمات طبية وعلاجية تذكر أو تسهيلات تمكنهم من عيش حياتهم براحة. يعاني اصحاب الاحتياجات الخاصة طوال حياتهم حيث انهم يتعرضون الى التنمر والاساءة خلال مراحل الدراسة ومن ثم من قلة فرص العمل بعد حصولهم على الشهادة الدراسية بعد عناء طويل. حسب مقال نشر سنة ٢٠٢١ على موقع "ناس" فأن ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق بلغت نسبتهم ١٣% وهذا يعني اكثر من خمسة مليون شخص. من بين هؤلاء الملايين، حسن يروي قصته لنا ويخبرنا بصعوبة الوضع كونه مثلي من ذوي الاحتاجات الخاصة. حسن هو شاب عراقي يسكن في محافظة بابل ويبلغ من العمر ١٩ عامًا وينتمي لعائلة مكونة من سبع افراد والتي يصفها بكونها متشددة دينيًا وعشائريًا كحال غالبية عوائل القرى. لفهم معاناة حسن، نحتاج الى العودة الى الوراء عدة سنوات وتحديدا لطفولته فرغم أن حسن ولد بحالة صحية جيدة ولم يكن يشكو من اي مرض، تم تشخيصه بمرض نادر جداً يدعى سرطان شبكية العين بعد سنتين فقط من ولادته. ادت اصابته بالمرض الى قلع عينه اليسرى وازالة أجزاء من عضلات وعضام وجهه وانتهى به الحال بعين واحدة. عدم امتلاك حسن لعينه اليسرى سبب له الكثير من المشاكل على المستوى الاجتماعي لأن شكله تغير كثيرًا عن باقي الاولاد في عمره وادى ذلك لتعرضه للكثير من الاساءة من قبل زملائه في الحي والمدرسة ووصل الحال الى التفرقة عند المدرسين والأهل. يقول حسن، " بسبب معاناتي المستمرة، فكرت عدة مرات في ترك المدرسة والجلوس في المنزل لتجنب الالم النفسي ولكني اقنعت نفسي باهمية الاستمرار والمحاولة وهذا كان ما فعلته. فرغم الصعوبات التي تعاملت معها لسنوات، كنت قادرًا على التخرج من المدرسة ووصلت للمرحلة الجامعية حيث تم قبولي في كلية الصيدلة. مرضي لم يكن اختلافي الوحيد عن الاغلبية حولي فلو عدنا بالزمن الى عمر الرابعة عشر حينما بدأ اختلافي يصبح واضحا اكثر، سنرى أن الاختلاف يتمثل ايضا بميولي الجنسية وميلي للشخصية الأنثوية. احببت دائما ارتداء ملابس تصنف على أنها نسائية ولاحظت عدم انجذابي للجنس الاخر. في البداية، تصورت أن هذه الاحساسي سببها مشكلة نفسية نتجت بسبب التهميش الذي تعرضت اليه طوال حياتي. لهذا بدأت البحث عن الموضوع بدون اخبار احد واكتشفت في النهاية موضوع الميول الجنسية وتعلمت ان هنالك ما يسمى بالمثلية الجنسية والعبور الجنسي وغيرها من التصنيفات. بحثي عن موضوع الميول الجنسية ومعرفتي ان هنالك اشخاص اخرين يمتلكون نفس الرغبات والميول ولد عندي شعورًا جميلا وساعدني على فهم انني لم اكون وحيدًا رغم انني لم التقي باحد منهم. حصلت الكثير من الاشياء في تلك المرحلة العمرية لأنني كنت قد دخلت سنوات المراهقة وبدأ حينها اهلي بتربيتي وتحضيري لأصبح رجلا واستعد لحمل اسم العائلة ولهذا بدأ والدي بزرع افكار الرجولة والانوثة في عقلي. ولأنني، كما ذكرت سابقا، اميل للجانب والشخصية الانثوية في لبسي وتصرفي كان على اهلي أن يمارسوا العنف ضدي كوسيلة لتهذيبي وتغيري. بدأ اهلي بتعنيفي تعنفيا مبرحا حيث كان يتمثل ذلك بربط اطرافي الاربعة بحبل وثيق وجلدي ومن ثم حبسي في الغرفة لأيام أو لأسابيع ورغم حاجتي للهروب، منعني الخوف حينها من محاولة طلب المساعدة من منظمة أو من جهة معينة لأن طلب المساعدة كان يعني الموت. حصل كل ذلك التعنيف بدون علم اهلي بميولي الجنسية، كل ذلك التعنيف كان يجري بسبب قصة شعر أو شرائي لكريم لمعالجة حب الشباب أو لأستعمالي لنوع شامبو معين. اي من هذه الأمور كانت كافية جدا عند اهلي لحبسي وتعنيفي. عندما وصلت لعمر السابعة عشر امتلكت اول هاتف محمول فاستعملته لتكوين صداقات على مواقع التواصل الاجتماعي مع اشخاص يشبهونني من حيث طريقة التفكير. البعض منهم ساعدني نفسيا ووقفوا الى جانبي والبعض الاخر تنمروا علي و لم يتقبلني لكن التجربة كانت مفيدة بكل الاحوال. كانت معاناتي مع اهلي تزداد شيئا فشيئا ووصلت لمرحلة متعبة بعد أن فتش والدي هاتفي في احد الايام حيث وجد اشياء تخص المثلية وبدأت الشكوك حول ميولي الجنسية تكبر عنده وعند باقي افراد عائلتي وبدء جزء اصعب من حياتي حيث اصبح الضرب اقوى وفترات الحبس اطول واضطررت بسبب ذلك للتغيب عن مدرستي لفترات اطول. "معاق ومتشبه بالنساء" كانت هذه هي الصفات التي يصفونني بها اهلي وكانوا يؤمنون أن قتلي حلال ولهذا، وللبقاء حيا، اضطررت لتقديم الكثير من التنازلات حين وصلت لقناعة انني لن استطيع تغيرهم أو الانتصارعليهم فسلمت امري للحياة ووبدأت بمجاراتهم واتباع قوانينهم لاكون قادرا على متابعة دارستي. لحسن الحظ، بدأت الامور تتحسن نسبيا بعد التحاقي بالجامعة. انا الان اتعرض لتعنيف اقل ومشاكل اقل وذلك بسبب ساعات الدوام الطويلة التي تبقيني خارج البيت وبعيدا عن افراد عائلتي. اما بالنسبة لظروفي في الجامعة فهي افضل بكثير من ظروفي في فترة المدرسة فعلاقتي بالطلاب والاساتذة جيدة حيث انني ورغم سماعي دوما للانتقادات حول مظهري الانثوي الا أنني لا اتعرض للتنمر بسبب عيني وهذا امر جيد بالنسبة لي." تطمح عراق كوير الى التعرف على عراقيين اكثر من ذوي الاحتياجات الخاصة من مجتمع الميم-عين لسماع قصصهم ونشرها ليتعرف الاخرين من داخل وخارج المجتمع على الصعوبات التي يمرون بها ولنشر الوعي حول اهمية التعايش وتقبل الاختلاف بكل انواعه. تشمل خدمات الصحة النفسية مجموعة من الخدمات التي تهدف إلى معالجة أي شيء ابتداءاً من تحديات الصحة العقلية اليومية إلى الأمراض العقلية المزمنة. تشمل الخدمات طرق عدة للعلاج مثل مجموعات الدعم، والأدوية، والعلاج النفسي وغيرها الكثيرويشمل الأشخاص الذين يقدمون هذه الخدمات الأخصائيين الاجتماعيين وعلماء النفس والأطباء النفسيين. غالبًا ما يتم تقديم هذه الخدمات المختلفة بواسطة متخصصين مختلفين. مثلا، في حين أن المعالجين النفسيين مجهزين ومدربين لتقديم العلاج النفسي، فإن معظمهم غير مؤهل لوصف الأدوية. وبالمثل، في حين أن الأطباء النفسيين مؤهلين لوصف الأدوية، فإن معظمهم غير مدرب على تقديم العلاج النفسي
يُطلق على العلاج النفسي أيضًا اسم الاستشارة النفسية، وهو عبارة عن عملية يجري خلالها العمل مع متخصص مرخص، وجهاً لوجه أو عبر الإنترنت، لتحديد المشاكل العاطفية والسلوكية والنفسية التي يعاني منها شخص ما والعمل على حلها. يوفر العلاج النفسي للناس مساحة آمنة للتحدث عن عواطفهم ومشاعرهم الصعبة، وصحتهم العقلية، وتجاربهم الحياتية المؤلمة مثل الحرب، والطلاق، وصدمات الطفولة، والعنف، وموت شخص مقرب، والعديد من التجارب الصعبة التي لا يستطيع الشخص وحده التشافي منها او التعامل معها. يمكن استخدام العلاج النفسي بمفرده أو مع الأدوية والوسائل الأخرى للمساعدة على تشافي المريض. خدمات الصحة النفسية للجميع، وهي أداة رائعة يمكن للناس استخدامها في أي وقت من حياتهم لمساعدة أنفسهم على إيجاد السلام، والشفاء من المعتقدات والأفكار التي تسبب لهم الألم والخوف. على مدى عدة أجيال، مر العراقيون بالعديد من الأحداث المأساوية بما في ذلك الحروب والفقر وانعدام الاستقرار الاقتصادي وتهديد الميليشيات والجرائم ضد المثليين والعابرين/العابرات. ربما تكون بعض هذه الأحداث قد انتهت ولكن آثارها وذكرياتها ما زالت باقية في أذهان الناس. كل هذه الذكريات السلبية تجعل الناس أكثر عنفًا واكتئابًا وميلًا للانتحار. لهذا السبب فإن خدمات الصحة النفسية مهمة للغاية لأنها تمنح الناس فرصة لمعالجة تجاربهم السلبية وفهم سبب تصرفهم بطريقة معينة أو سبب شعورهم بمشاعر معينة الحصول على هذه الخدمات مثل العلاج النفسي لن يكون دائمًا ممتعًا أو سهلاً. أثناء جلسات العلاج، قد تشعر بمشاعر مثل الغضب أو الحزن والتي تتكون عندما تتحدث مع معالجك النفسي عن المشاعر المؤلمة التي ربما كنت تخفيها لسنوات طويلة. رغم ذلك، يجب أن تكون قادرًا على التمييز بين أخصائي الصحة النفسية الجيد والسيئ. أخصائي الصحة النفسية الجيد لن يجعلك تشعر بالحزن أو الذنب عمدًا، بل سوف يسير معك عبر التفاصيل المؤلمة لتجربة معينة ثم يعطيك نصائح حول كيفية التغلب عليها والشفاء منها. بخلاف ذلك، فإن أخصائي الصحة النفسية السيئ والغير مؤهل سيلومك على مشاعرك التي تشعر بها ويحاول تغييرك. ضع في اعتبارك أنه ليس كل متخصصي الصحة النفسية مؤهلين لأن بعضهم قد يكون مرخصًا ومعروفًا ولديه سنوات من الخبرة ولكن لا يزال يفشل في فهم ومساعدة مرضاه قد يسبب لك بعض المتخصصين مزيدًا من الألم من خلال اصدارهم للاحكام أو من خلال تصرفاتهم الغير اخلاقية. إن مرورك بهذه التجربة مع شخص تعتقد أنه داعم لك قد يعطيك انطباعًا سلبيًا عن خدمات الصحة النفسية بشكل عام. عندما يكون اخصائيي الصحة النفسية غير مؤهلين، فإنهم عادةً ما يستخدمون معتقداتهم الشخصية للحكم على مرضاهم، لذا إذا كانت معتقدات هذا المعالج تقف ضد المثلية الجنسية على سبيل المثال، فأنه سيلوم المريض بالتأكيد على ميوله الجنسية، ويجعله يشعر بالذنب، ويحاول تغيره. نصيحتنا لك هي أن تأخذ بعض الوقت لاختيار معالجك أو طبيبك النفسي وان تتوخى الحذر بشأن التفاصيل الشخصية التي تشاركها معهم في جلساتك القليلة الأولى قد يكون الحصول عن خدمات الصحة النفسية مكلفًا للغاية، وحتى مع ذلك، يعاني العراقيين من وجود اخصائيين غير مؤهلين يتقاضون مبالغ ضخمة من المال. نحن لا نقول أن جميع الاخصائيين العراقيين في الصحة النفسية غير مؤهلين ولكن نحن نحاول توضيح ان نسبة معينة من أفراد مجتمع الميم-عين العراقيين يواجهون صعوبة عند البحث عن المعالجين والأطباء النفسيين الذين يعرفون كيفية فصل معتقداتهم الدينية ووجهات نظرهم الاجتماعية عن واجبهم في تقديم المساعدة لمرضاهم في عام ٢٠٢٠، أجرت منظمة عراق كوير استطلاعًا شمل أكثر من ٢٤٠ عراقية وعراقي من مجتمع الميم-عين الذين يسكنون في مدن عراقية مختلفة. يغطي جزء من الاستطلاع موضوع الصحة النفسية لمعرفة عدد الذين سعوا للحصول على خدمات الصحة النفسية وكيف كانت تجاربهم. ذكر بعض الذين زاروا الأطباء النفسيين أو المعالجين النفسيين أنهم رفضوا زيارتهم في المدن التي يسكنون فيها. بمعنى اخر، الشخص الذي يعيش في النجف على سبيل المثال يفضل الذهاب إلى معالج او طبيب نفسي موجود في بغداد بدلاً من زيارة أحدهم في النجف. والسبب ان زيارة معالج او طبيب نفسي في نفس المدينة التي يعيش فيها فرد مجتمع الميم-عين قد يؤدي إلى تعريضه للخطر والتسبب بمشاكل نور هي مثلية عراقية وواحدة من الاشخاص الذين ملأوا استطلاعنا. تصف تجربتها بالقول: "في مرحلة ما من حياتي، شعرت بالحاجة إلى زيارة طبيب نفسي مع حبيبتي، لذلك اخترنا طبيبًا معروفا جدا. افترضنا أنه سيكون محترفًا وداعمًا لنا لكن الأمور لم تسر على ما يرام على الإطلاق. خلال جلستنا معه، طلب مني تقبيل حبيبتي أمامه وأعطاني تلميحات بأنه يريد ممارسة الجنس معي" ويقول مثلي اخر، "وافقت على زيارة طبيب نفسي عراقي فقط لأنني اعتقدت أنه مناصر للمثلية. لم يكن الطبيب مناصرًا للمثلية ولا جيدًا كما توقعته. ذهبت إلى عيادته وبينما كنا نتحدث، فتح خزانته واعطاني بعض الحبوب ونصحني باستخدامها. عندما وصلت إلى المنزل، بحثت على غوغل عن مكونات واستخدام وتأثيرهذه الحبوب. اتضح أنه يتم استخدامهم لعلاج المثليين وتحويلهم الى مغايرين أو كما يحب البعض أن يسميهم بالطبيعيين طلب طبيب نفسي عراقي اخر من رجل من مجتمع الميم-عين زيارته في المنزل بينما نصح الطبيب الاخر مريضه بالصلاة وقراءة القرآن للشفاء من المثلية الجنسية باعتبارك شخصًا عراقيًا من مجتمع الميم-عين، هل مررت يومًا بتجربة سلبية مع معالج نفسي او طبيب نفسي عراقي؟ يمكنك كتابة تجربتك وإرسالها لنا لمساعدتنا في الحصول على صورة واضحة عن الوضع داخل العراق وضع افراد الميم-عين داخل العراق
لا توجد مدينة واحدة في العراق يمكن أن تعتبر آمنة لأي مواطن عراقي من مجتمع الميم-عين. الخوف من الموت يطارد كل المثليات والمثليين ومزدوجي/ات الميل الجنسي و العابرات والعابرين جنسياً/جندرياً في البلاد في حين يُنظر إلى مدن معينة داخل العراق، ومن ضمنها بغداد ومدن إقليم كوردستان، على أنها أقل تحفظا، وأكثر أمانًا و تحررا، الا أن الوفيات والاعتقالات لا تزال شائعة في كل مكان في العراق لتثبت لنا أن الأمور يمكن أن تهدأ لبعض الوقت ولكن يمكن لكثير من الأمور السيئة إن تحدث في رمشة عين يعتبر اعتقال الأفراد الذين اتهمتهم قوات الأمن في السليمانية على أنهم مثليون في الأول من نيسان من هذا العام أحد الأمثلة على الانتهاكات التي يواجهها المجتمع داخل الإقليم. و الحياة بالتأكيد ليست أسهل بالنسبة لعراقيي مجتمع الميم_عين خارج إقليم كوردستان حيث يستمر الأفراد الساكنين في المدن الاخرى في مطالبة عراق كوير والمنظمات غير الحكومية الأخرى بتوفير المأوى والدعم النفسي والدعم المالي والمشورة لهم للفرار إلى بلد آخر ما الذي يحدث في ليتوانيا؟ "مخيم المهاجرين الليتواني الذي يشبه السجن"، وهو مقال كتبته مايفا بوليه، يشرح الوضع والحياة اليومية البائسة التي يعيشها آلاف المهاجرين منذ شهور داخل المخيمات. يذكر المقال أنه ومنذ بداية عام ٢٠٢١ ، فر حوالي ٤،١٢٤ مهاجرًا من بلدانهم الأصلية ودخلوا ليتوانيا بطرق غير شرعية ويذكر أن نصف هؤلاء المهاجرين تقريبا هم من العراق الأشخاص الذين يعيشون في هذه المخيمات لا يحصلون على وجبات تشبع جوعهم ويضطرون للبقاء داخل المخيمات القذرة ويتعاملون مع كل الأوساخ والضغط والتوتر يقول مارك وهو احد المقيمين في المخيمات و البالغ من العمر ٢٨ عامًا، "إنهم يدفعون الناس للعودة لبلادهم طوعًا، عندما يأتي العملاء إلى مخيماتنا، فهم لا يسألوننا عن ظروفنا المعيشية ولكن يطرحون علينا السؤال "هل قررت العودة إلى بلدك؟" بعد هذه الرحلة بأكملها ... إنه لأمر محبط للغاية أن أسمع هذا السؤال عباس، وهو مهاجر عراقي مثلي الجنس، يخبر عراق كوير عن وضعه وعن الحياة الفوضوية التي يعيشها منذ وصوله إلى المخيمات. يقول عباس، "إنا في ليتوانيا منذ خمسة أشهر و عندما علم الآخرون داخل المخيم أنني مثلي الجنس، بدأوا ينظرون إلي كما لو كنت وحشًا. كنت أتعامل مع الكثير من التنمر والتوتر حتى تم نقلي، مع كثيرين آخرين، إلى مخيم اخر كان من المفترض أن يكون مخصصًا لأفراد مجتمع الميم-عين فقط وكان يضم ٤٥ فردًا لم يتم حل المشكلة أبدًا لأنني، إلى جانب بقية المهاجرين العراقيين من مجتمع الميم-عين، لا نزال نعاني من الكثير من التنمر ورهاب المثلية داخل مخيم كان من المفترض أن يضم مهاجري مجتمع الميم-عين فقط في النهاية، اتضح أن غالبية الأشخاص الذين نشارك المخيم معهم ليسوا حقًا من مجتمع الميم-عين! تقدم هؤلاء الأشخاص بطلب للهجرة كمثليين لأنهم يعلمون أن الحصول على الموافقة على طلباتهم كان أسهل بكثير بهذه الطريقة لان المثليين يُنظر إليهم على أنهم أقلية مهمشة. تكمن المشكلة أن هؤلاء الأشخاص ليسوا كاذبين فحسب، بل في إنهم يعانون من رهاب المثلية أيضًا، وهذا يعني أن علي تجنبهم قدر الإمكان عدا عن الفوضى داخل المخيم مع هؤلاء الأشخاص، فإن الحكومة الليتوانية لا توفر لنا ما يكفي من الطعام وبينما يتقاضى غالبية طالبي اللجوء المال، فإننا لا نحصل على أي شيء ولا نعرف السبب حتى تم رفض طلباتنا للجوء جميعًا، بما في ذلك طلبي، وعندما سألنا عن السبب قالوا إن العراق بلد آمن لأفراد مجتمع الميم_عين ، لذا يمكننا جميعًا العودة إلى هناك والعيش بأمان." الغرض من المقالة هذه المقالة هي مقدمة صغيرة للتقرير الذي تعمل عليه عراق كوير حاليا. الهدف الرئيسي من التقرير هو سرد قصص هؤلاء اللاجئين العراقيين الذين يعيشون داخل هذه المخيمات، وشرح الوضع الحالي والخطر الذي يحيط بمجتمع الميم-عين داخل العراق، والتوضيح للحكومة الليتوانية أن العراق، حتى هذه اللحظة ، ليس بلدًا أمنًا لمجتمع الميم-عين، وان عراق كوير، مع كل جهدها المستمر لمساعدة أفراد المجتمع، غير قادرة على إصلاح الوضع منظمة ذا تريفور بروجكت هي منظمة امريكية غير ربحية تركز على منع الانتحار بين افراد مجتمع الميم وتذكر المنظمة ان احتمالية الانتحار لدى افراد مجتمع الميم هي اعلى بخمس مرات من احتمالية انتحار الاشخاص المغايرين
يعتبر الانتحار هو أحد الاسباب الرئيسية للوفاة بين الشباب و استنادًا إلى بيانات مشروع تريفور، يُرجح أن يكون الافراد المثليين الذين ينتمون إلى أسر رافضة لفكرة المثلية هم ٨.٤ مرة اكثر عرضة للانتحار الكراهية التي تأتي من أحد أفراد العائلة تكون الأصعب، ومع عدم وجود دعم من الحكومة للمثليين العراقيين، يصبح التعامل مع الضغط اكثر صعوبة كثير منا لديه اصدقاء أو افراد عائلة من مجتمع الميم ونعلم حجم معاناتهم. نحن نسمعهم يتحدثون عن رغبتهم في الهرب إلى بلد آخر حيث يشعرون بالأمان الكافي للخروج من الخزانة ، والزواج من احبائهم، وإنجاب الأطفال، أو ببساطة تجنب التعرض للقتل ولكن من جهة اخرى، فقد البعض منا هؤلاء الأصدقاء الذين لم يحظوا بأي فرصة للشعور بأنهم مسموعين من قبل الاخرين. كان انتحار هؤلاء الأصدقاء هو رد فعل لكل التنمر ورهاب المثلية والاكتئاب والإساءة الذي تعرضوا له الانتحار ليس مزحة، والناس الذين يفكرون في الانتحار ليسوا مجانين أو ضعفاء. يكون افراد الميم أكثر عرضة للانتحارعندما يعلم أفراد أسرهم وأصدقائهم بميولهم الجنسية. فعندما تعرف الأسرة أن ابنتها أو ابنها مثلي الجنس، فإن الزواج القسري هو أحد الأشياء التي تعتبرها الأسرة حلاً للمشكلة بينما تختار بعض العائلات ارتكاب جرائم الشرف إذا كانت لديهم فتاة مثلية أو الهجر والتخلي إذا كان لديهم فتى مثلي من بين العديد من الوفيات المؤلمة وفاة فتاة عراقية تدعى تارا. كانت تارا ضحية للكراهية ورهاب المثلية مما جعلها تنهي حياتها عندما كان عمرها ٢٠ عامًا فقط. اليوم، تخبرنا كوثر التي كانت صديقة تارا المقربة عن قصة تارا وتقول: "كانت تارا طالبة جامعية عندما انقلبت حياتها رأسًا على عقب. في ذلك الوقت، كانت تدرس الهندسة وكانت تسعى إلى أن تصبح مهندسة ناجحة.، ولو كانت لا تزال على قيد الحياة، لكانت الآن تبلغ من العمر ٢٤عامًا. كانت تارا تحب الحيوانات، وخاصة الطيور، وكانت ألوانها المفضلة هي الأخضر والكستنائي و كانت تحب الغناء وقراءة الكتب وكان لديها أهداف كبيرة كانت تطمح إلى تحقيقها كانت تارا مثلية الجنس و في علاقة مع فتاة تحبها. اتفقت الحبيبتان على الهروب من العراق، وخططتا لكل شيء. خططتا لكيفية الخروج من العراق، واختارتا البلد الذي ستذهبان اليه، وحددتا موعد مغادرتهما، لكن لسوء الحظ، لم تسر الأمور على ما يرام كان لدى تارا قريب قد تقدم لها عدة مرات ولكن تارا رفضته في كل مرة تقدم به لها. علم قريبها أن هنالك شخص ما في حياة تارا، هو فقط لم يكن يعلم ان من كان في حياة تارا هي فتاة. بينما كانت تارا مشغولة بالتخطيط للمغادرة وعيش حياتها اليومية، خطرت لقريبها فكرة اختراق هاتف تارا، وقراءة جميع رسائلها ، ومشاهدة جميع صورها مع شريكها ، ثم عرض كل شيء على والديها ومن ثم التقدم لخطبتها مرة اخيرة. كان قريب تارا يعتقد أن القيام بذلك سيجبرها على القبول به هذه المرة للأسف، حصل قريبها على ما خطط له. فقد اخترق هاتفها، وبالفعل، كانت تارا في علاقة مع شخص ما، ولكن ليس مع رجل كما توقع قريبها. لم يتردد القريب في اخبار كل شيء لوالدي تارا و الذين قاما بضربها وفكرا في قتلها. ولكن عرض القريب عليهما ان يتزوجها و لذلك تقدم لها مرة أخرى ولم تمانع الأسرة في إجبارها على الزواج هذه المرة. بعد فترة من العنف والجدالات ، خطبت تارا له حرصت الأسرة على ألا تهرب تارا أو تطلب المساعدة من اي شخص، لذا أخذوا منها هاتفها وحبسوها في المنزل. لم تستطع تارا أن تطلب من أي شخص المساعدة ولا حبيبتها ايضا، لذا فإن الفتاتين قررتا الانتظار املا ان تجدا حلا ما يبدو أن تارا كانت لديها أفكار اخرى تدور في رأسها عدا فكرة الهروب من المنزل. يبدو أن فكرة الموت كانت في الواقع تجلب لها شعور الطمأنينة و قبل أيام قليلة من زفافها، انتحرت تارا. وبهذه السهولة، لم تعد تارا موجودة! انا لم اعلم بموتها الى ان أخبرتني أختها بذلك. كل ما كنت أعرفه هو أن تارا كانت تفضل الموت على أن يلمسها رجل أتذكر في أيامها الأخيرة، عندما كنا نتحدث، كانت تارا أن تذكر أشياء مثل مدى حبها لي وكم هي فخورة بمعرفتها لي. كانت تخبرني أنه لا يوجد شيء خاطئ في انا و كانت تطلب مني أن أبقى قوية وألا ادع مجتمعنا يدمرني. وكانت ايضا تتحدث عن مدى ارهاقها وتعبها مما يجري. لسوء الحظ ، في الوقت التي كانت فيه تارا لا تزال على قيد الحياة، لم تكن هناك منظمة داخل البلد يمكن أن توفر لها او لحبيبتها المساعدة ولم يكن أي شخص آخر واقف بجانبها. لم يكن هناك أمل كبير لهما لأنه لو كان هناك ما كانت تارا ستختار الموت. انا لم أتخيل أن تارا ستنتحر يوما، لذا فقد كان سماع خبر وفاتها مؤلمًا حقًا لدرجة اني ما زلت لم أتعافى منه حتى يومنا هذا والشيء الأكثر إزعاجًا هو أنه طوال كل هذه السنوات، لم أخبر أي شخص عن قصتها لأنني أيضًا لا املك عائلة يمكن ان تحبني إذا أخبرتهم أنني مثلية. كان علي أن أبقي قصتها سرا لأنني إذا أخبرت الناس عنها فسوف يقولون أشياء مثل أنها تستحق ما حدث لها أو أنها كانت شخصًا سيئًا وابنة سيئة. لذلك اضطررت إلى الاحتفاظ بكل هذا الحزن والغضب في داخلي والاستمرار في العيش وكأن شيئا لم يحدث حتى اليوم، لا أعرف كيف تمكنت من إخراج نفسي من تلك المرحلة المرعبة. كل ما يمكنني قوله هوأنه كان وقتًا عصيبًا للغاية بالنسبة لي ما آمله هو ألا يمر أي شخص بما مرت به تارا واطلب من الجميع ان يضعوا في اعتبارهم أننا سنموت يومًا ما، لذا دعونا لا نتعجل. انا اعلم ان روحها ترقد بسلام وأنها الآن في مكان أفضل كفرد من مجتمع الميم يعيش في بلد يعاني من رهاب المثلية، ضع في اعتبارك أنك تخوض معركة كل يوم وأنك بطل للفوز بها من خلال البقاء على قيد الحياة. اعلم أنك لست وحدك وأن حياتك يمكن أن تتغير ويمكن للأمور أن تتحسن. اذا كنت فردا من مجتمع الميم و ذو افكار انتحارية وتحتاج الى شخص للتحدث معه، قم بالتواصل معنا عن طريق البريد المذكور ادناه وسنحرص على ان يقوم طبيب عراقي من مجتمع الميم بسماعك و بتوفير الدعم النفسي المناسب لك. اعلم دائمًا انك لست وحيدا للتواصل [email protected] |
Archives
March 2025
|