المجلات، الصحف، الإنترنت، التلفزيون، والراديو جميعها وسائل إعلامية تهدف للتواصل مع جمهور معين من الناس والعراق كحال باقي الدول، يعتمد على هذه الوسائل لنقل الأخبار لمواطنيه .....سؤالنا هو، الى اي مدى يمكننا الأعتماد على هذه الوسائل الأعلامية والأخبار التي تنقلها في دولة مثل العراق؟ بشكل أو بأخر، يؤثر الإعلام على رأينا ونظرتنا لحياتنا وحياة الاخرين حولنا وعلى تقبلنا أو رفضنا للأحداث التي تجري داخل وخارج البلد كما أن الإعلام، بأستمرار، يجعلنا نغير الزاوية التي ننظر فيها لما حولنا وربما احيانا يجعلنا نصل لمرحلة نصبح فيها متطرفين في افكارنا وغير متقبلين للأختلاف أو العكس تماما. التعرض المستمر للمحتوى الي يفرض آراء سلبية حول مجموعة من الناس غالبًا ما يزيد إحتمالية نشر الكره ضدهم وهذا بالضبط ما يجري مع الإعلام العراقي ومجتمع الميم-عين العراقي. تخيل أن وسائل الأعلام قادرة على اقناع النساء بإستعمال كريم وجه محدد أو الرجال بإختيار ماكنة حلاقة من شركة معينة من خلال النشر المستمر لأعلانات تتحدث بأيجابية حول منتجات شركة معينة و/أو لأعلانات تتحدث بسلبية حول منتجات شركة اخرى. و الوضع يزداد سوءًا عند معرفتنا إن الأعلام لا يؤثر فقط على ما نريد شراءه بل وعلى امور تشكل تاثيرا و اهمية اكبر على حياتنا وحياة من حولنا كالميول الجنسية والدين والتوجهات السياسية وغيرها الكثير. من الامور المهم ذكرها هو أنه ليست كل المعلومات التي نحصل عليها من وسائل الأعلام كاذبة ولكن علينا الحذر عند أختيار المصادر التي نحصل منها على المعلومات لتفادي تكوين آراء خاطئة. هل يتطرق الأعلام العراقي لموضوع المثلية ومجتمع الميم-عين؟ تعطي وسائل الأعلام العراقية المساحة الكاملة لمن يريد التحدث بسلبية عن مجتمع الميم-عين وبدون توفير اي رقابة لتحديد ما اذا كانت المعلومات التي تنشر صحيحة من الاساس. لهذا نرى انه من السهل في العراق نشر الشائعات حول مجتمع الميم-عين ولكن من الصعب جدا الدفاع عنه أو محاولة تصحيح الأفكار الخاطئة حيث يتلقى من يريد الدفاع و المساعدة الكثير من التهديد الاهانات والكراهية أو حتى القتل. يصور الإعلام العراقي مجتمع الميم-عين بصورة سلبية ومريضة حيث نرى خطابات الكراهية والتحريض التي لا تجعل من كراهية أفراد الميم-عين شيئًا طبيعيا فقط بل وتشجع على ضرورة قتلهم وتعنيفهم واجبارهم على تغير قناعاتهم. وهنالك عدة سلبيات وافكار مغلوطة ينشرها الاعلام العراقي حول مجتمع الميم-عين للأساءة. احدى الطرق التي يسيء بها الاعلام العراقي لمجتمع الميم-عين العراقي هي عن طريق نشره لأفكار ليس لها اي أساس علمي. ومن احد اكثر الأفكار المغلوطة سوءًا التي يتطرق لها الأعلام العراقي هي فكرة إن الميول الجنسية يمكن التحكم بها وتغيرها في حال رغبة الشخص بذلك. بمعنى اخر، الرجل المثلي الذي ينجذب لأشخاص من نفس جنسه اختار ذلك بنفسه ولو كانت لديه الاخلاق الكافية لكان قد غير ميوله واختار ان ينجذب للنساء. لهذا السبب نرى أن الكثيرين من أفراد الميم-عين يتم لومهم وتعنيفهم ظنا أن ذلك سيجعلهم يغيرون ميولهم ويفكرون بالعودة لما يسميه المجتمع العراقي بالميول الطبيعية التي خلق الناس بها. غير ذلك، يستعمل الأعلام العراقي الفاظ قاسية وغير محترمة للإشارة لمجتمع الميم-عين والتي بدورها تجعل من الأساءة لافراد المجتمع امرا طبيعيا ومقبولا بل وحتى واجبا لكل من يصف نفسه بحسن الاخلاق. بالاضافة لذلك، غالبا ما يربط الأعلام العراقي الميول الجنسية ومجتمع الميم-عين بموضوع البيدوفيليا أو بمواضيع الدعارة والانحلال الأخلاقي والتي تشكل صورة في اذهان الناس أن المثليين مهووسين جنسيا وغير طبيعيين وان العلاقات التي تجري بينهم مبنية على اساس جنسي فقط ولا يوجد فيها حب. ولهذا نرى أن اغلب الامهات والاباء يرفضون بناتهم وابنائهم من مجتمع الميم-عين ويرون أنهم عار يجب غسله فيقومون بقتلهم أو في احسن الاحوال، لا يتم قتلهم لكن يتم حبسهم او اجبارهم على الزواج. كما ذكرنا سابقا، كثرة تعرض العراقيين للأخبار التي تحوي كم كبير من الاساءة والكراهية ضد مجتمع الميم-عين مع عدم وجود حرية للمنظمات والناشطين للتوعية حول الميول الجنسية وحول معنى أن يكون الفرد من مجتمع الميم-عين يتسبب في خلق أجيال متعطشة لممارسة العنف ضدهم ظنًا أن ذلك سيساعد المجتمع العراقي في الحفاظ على أخلاقه وقيمه. فهمنا الصحيح لما تعنيه الميول الجنسية والهوية الجندرية و لحقوق الانسان والحريات سيساهم بشكل كبير في تقليل العنف وحالات الانتحار والزواج القسري ويساعد في بناء مجتمع اكثر مرونة واكثر تسامحا. قد لا تكون المدارس في العراق ولا العائلات ولا وسائل الاعلام العراقية داعمة لفكرة المثلية وحرية الاختيار ولكن الانترنت يسهل علينا اكتشاف الكثير من الامور و فهم موضوع المثلية بطريقة علمية وصحيحة. ولهذا نحن نشجع الافراد على القراءة والتعمق بالموضوع من خلال الاعتماد على مصادر موثوقة ومحاولة بناء مرونة فكرية تسهل تقبل الاختلاف.
0 Comments
Leave a Reply. |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
May 2023
Categories |