التعريف البسيط للقالب أو الصورة النمطية هي أي فكرة أو اعتقاد خاطئ لدى الناس عن شيء أو عن مجموعة معينة من الناس. يتمثل دور القوالب النمطية بشكل عام في وضع الأشخاص في فئات معينة بحيث يكون من الأسهل للمقابل توقع ماهية الشخص، ونتيجة لذلك، يسهل التحكم فيه. لدينا عشرات القوالب النمطية المختلفة حول العالم والتي هي سامة وغير عادلة. القوالب النمطية الموجودة و المفروضة على أفراد مجتمع الميم من المثليات و المثليين ومزدوجي/ات الميول و العابرات والعابرين هي واحدة من الامثلة والتي تركز على السيطرة و التحكم بأفراد الميم. تؤثر القوالب النمطية على جميع افرد مجتمع الميم دون استثناء وتمنعهم من أن يكونوا ذواتهم الحقيقية، لذا كلما أسرعنا في كسر هذه القوالب، كان ذلك أفضل.
إن الضغط المستمر على أفراد الميم للتصرف بطريقة محددة والتحدث بنبرة معينة أو ارتداء نوع معين من الملابس من اجل تصنيفهم كأفراد من مجتمع الميم يضع ضغطاً هائلاً عليهم. هذا الضغط يجعل الكثير منهم يكرهون انفسهم أو يتجاهلون احتياجاتهم لسنوات لتجنب الانتقادات و المعاملة السيئة من الاخرين. توجد أمثلة كثيرة عن هذه القوالب النمطية في كل مكان حول العالم، وهذه بعض الأمثلة الشائعة منها: "أنت رجل، كيف تضع المكياج؟ لابد أنك مثلي " قد تكون هذه العبارة شائعًة جدًا و يعرفها الجميع. ما زال هنالك اعتقاد من أن المكياج أداة تستخدمها الفتيات لجذب انتباه الشباب وهو اعتقاد قديم لا نحتاج حتى إلى الحديث عنه. المكياج هو إحدى الطرق التي يستخدمها الناس ليعتنوا بأنفسهم ويظهروا بمظهر جميل. الرجال الذين يضعون المكياج ليسوا جميعهم مثليين، وبالتأكيد ليسوا بأي حال من الأحوال أقل ذكورية من أولئك الذين لا يضعون المكياج. الرجال الذين يضعون المكياج، بغض النظر عن ميولهم الجنسية، هم الاشجع لأنهم يفضلون القيام بما يريدونه على أن يجبروا انفسهم على القيام بأشياء تجعلهم مقبولين في المجتمع. من المهم أن نذكر أن الرجال ليسوا وحدهم ضحايا في هذه المسالة لأن النساء يتم يتربيتهن وتعليمهن على الاعتقاد أن الرجال الذين يضعون المكياج ليسوا جيدين بما يكفي بالنسبة لهن وأنهم مجرد مثليون لم يخرجوا من الخزانة أو يفصحوا عن ميولهم بعد. من المهم زيادة الوعي حول هذا الموضوع حتى يصل مجتمعنا إلى مستوى القبول الذي يسمح للجميع باختيار شركائهم بحرية دون أن يتأثروا بكل هذه القيود القديمة. "إذا كنت ستستمرين بأرتداء القمصان و الهوديز طوال الوقت، فلن يريدك أي شاب" دعونا نوضح شيئًا واحدًا هنا، يتم انتقاد النساء بصورة مستمرة بغض النظرعن الملابس التي يرتدينها. ما يرتدينه هو دائمًا قصير جدًا، أو طويل جدًا، أو كبير الحجم جدًا، أو صغير الحجم جدًا بحيث لا يجب ارتداؤه. قد تكون الفتيات ثنائيات الميول الاكثرعرضة لتلقي الانتقادات بسبب ملابسهن لأنه وعندما يرتدين ملابس يعتبرها المجتمع نسائية، ُينظر إليهن على أنهن مغايرات ولكن يتظاهرن بأنهن ثنائيات الميول لجذب الاهتمام. ومن ناحية أخرى، إذا ما ارتدين ملابس يعتبرها المجتمع رجالية، فإنهن يُعتبرن مثليات و متشبهات بالرجال. في العراق، تعتبر الالوان كالأسود والأشقر والبني من ألوان الشعر المقبولة، لذا فإن صبغ شعرك بأي ألوان غير هذه الألوان الثلاثة يمكن أن يضعك في مأزق. يمكن أن يتم رفضك في مقابلة عمل لمجرد أن شعرك وردي اللون لأن صاحب العمل يضع على عاتقه مسؤولية تعيين موظفين جدد للشركة لا يؤثرون على سمعة الشركة بشكل سلبي. إن تقديم وظيفة لشخص ذو شعر ملون قد يعرض الشركة لخطر فقدان سمعتها الجيدة وبالتالي خسارة عملائها. عدا احتمالية فقدان فرصة العمل، من المحتمل أن تتعرض/ي للأنتقاد و التنمر المستمرين من قبل الغرباء والأصدقاء وأفراد عائلتك. يجب أن تفكر/ي ملايين المرات قبل اتخاذ قرار صبغ شعرك وقد تندم/ين في النهاية على القيام بذلك بسبب المشاكل التي قد يسببها تغير لون شعرك. "لا يمكن اعتبارك رجلاً بالكامل إلا إذا كنت تستطيع أن تجعل امرأة حامل" ليس هناك شك في أن العابرين و العابرات جنسياً يتعاملون مع أعلى معدلات من التمييز وللأسف نسبة كبيرة منهم ينتحرون كل عام بسبب الكراهية وسوء المعاملة. تصنف المجتمعات المحافظة مواطنيها إلى رجال ونساء وتحمل على عاتق كل منهما مسؤولية تحقيق أشياء معينة من أجل اعتبارهما اناس طبيعيين ومقبولين. لا يُنظر إلى العابرين جنسياً من الرجال على أنهم رجال حقيقيون لأنهم لا يستطيعون أن يجعلوا امرأة حاملًا وبالتالي يتم مقارنتهم بصورة دائمة بالرجال غير العابرين والذين في هذه الحالة يتمتعون بامتيازات. "جميع الرجال ذوي المظهر أو التصرفات الانثوية مثليين، وجميع التوم بويز مثليات" الرجال ذوي الاصوات العميقة و الاجساد الضخمة و الشعر القصير هم الوحيدون الذين يعتبرون رجال حقيقيين، فهذه هي الطريقة التي يتعرف ويميز بها معظم الناس الرجال ويؤمنون أن الباقين الذين لا يتمتعون بهذه الخصائص هم مثليون. يُنظر إلى الرجال المثليين، وخاصة الرجال المثليين ذوي الصفات الانثوية، على أنهم ضعفاء، وبالتالي فهم لا يتعبرون جديرين بالانضمام إلى الجيش أو الشرطة أو القيام بأي وظائف أخرى تعتبر رجولية في نظر المجتمع. وبالمثل، فمن المتوقع من قبل الاغلبية أن تكبر جميع التوم بويز ليصبحن مثليات الجنس. يميل الكثير من الناس إلى افتراض الميول الجنسية لهن وبالتالي تفترض تفضيلاتهن الجنسية. لتوضيح الأمر، تستمتع الكثير من النساء بالشعر القصير ولعب ألعاب الفيديو وقيادة الشاحنات، لذا دعونا نتعلم النظر لكل هذه الامور بشكل طبيعي. الصور النمطية الموجودة حول مجتمع الميم كثيرة جدًا وغير عادلة ابدا، ومعظم هذه الافتراضات التي يتخذها الناس عن بعضهم البعض تكون خاطئة في النهاية. لا أحد يستطيع أن يحزر الميول الجنسية لشخص من خلال النظر إلى أظافره أو ملابسه أو لون شعره. يجب أن يتمتع الأشخاص، بغض النظر عن الطريقة التي يفضلون بها تصنيف انفسهم، بحرية إجراء أي تغييرات على مظهرهم بالشكل الذي يسمح به لهم بالشعور بالفخر والسعادة عند النظر الى انفسهم في المرآة. دعونا نعمل جميعًا للتخلص من العادات السامة التي تعلمناها ذات مرة ودعونا نتعلم منح بعضنا البعض مساحة آمنة لنكون كما نريد ان نكون.
0 Comments
Leave a Reply. |
أرشيف
March 2025
|