العنف الاسري في العراق غالبا ما يكون صادرا من الرجل اتجاه المرأة في عائلته كزوجته او اخته او امه او اتجاه اطفاله. كون العراق لا يملك اي قوانين صارمة تقف في وجه الرجل العراقي, نحن غالبا ما نرى الرجل يعطي لنفسه الحق الكامل بممارسة ما يحلو له من اساليب العنف والتهديد ضد نسائه واطفاله كوسيلة للتربية والمحاسبة. هكذا حالات تستمر لعقود في بعض العوائل وتنتشر لدرجة ان هولاء الاطفال الذين تربوا في بيوت يسود فيها العنف يصبحون اشخاص ممارسين للعنف ضد نسائهم واطفالهم في المستقبل.
وفقا لتقرير صدر من منظمة اليونيسيف فقد كشف أن نحو٩٠% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد واربعة عشر عاماً في العراق يتعرّضون للعنف باشكاله المختلفة ذلك اضافة لنسبة كبيرة من النساء اللاتي يتم تعنيفهن وتهديدهن وقتلهن من افراد العائلة او الزوج. تركز هذه المقالة بشكل خاص على النساء العراقيات المعنفات ذوات الميول المزدوجة وهنا نطرح سؤالنا لقراء المقالة, هل تظن ان العنف الذي تتعرض له المرأة مزدوجة الميول يؤثر بشكل جدي على نظرتها للرجال وعلى اختياراتها العاطفية؟ عراق كوير ترحب باجوبة المتابعات والمتابعين لجمع اراء اكثر حول هذا الموضوع. تقول الابحاث ان النساء اللاتي يتعرضن في مرحلة الطفولة والمراهقة بشكل مباشر للعنف او يكبرن في بيوت غير مستقرة حيث تتعرض فيها امهاتهن او اخواتهن للعنف,يكون لديهن ميل اكبر للدخول في علاقات عاطفية غير صحية في الكبر مقارنة باللاتي عشن طفولة مستقرة. الصدمات النفسية التي تتعرض لها النساء في الطفولة والمراهقة تبقى محفورة في عقولهن وتظهر اثارها بعدة اشكال على حياتهن العاطفية عندما يصلن لعمر يقررن فيه الارتباط . تقول لميس, "تربيت في منزل لم اعرف فيه معنى الهدوء والاطمئنان فلقد كان أبي قاسيًا في كلامه وعنيفًا ويملي علينا انا واخوتي و امي الاوامر حول كل شي واذا لم نلتزم فاننا سنضرب ونهان من قبله. عشت على هذا الحال كل سنوات طفولتي ومراهقتي وسنوات عدة من عشريناتي. ابي هو اول رجل مقرب لي في حياتي ورؤيتي له يتصرف بهذا الشكل اثر على نظرتي لجميع الرجال الاخرين. لقد خلق التوتر الذي عشته بسبب ابي نوعًا من الرعب داخلي اتجاه الرجال بصورة عامة. ورغم انني مزدوجة الميول واميل في علاقاتي الرومانسية الى الرجال اكثر من النساء، الا ان حياتي العاطفية لطالما كانت فاشلة مع الرجال. انا غالبا اهرب من الرجال لو حاولوا التقرب مني ولكنني في نفس الوقت اتالم لعدم قدرتي على بناء علاقة قوية مع اي رجل. انا اتوخى الحذر الشديد كلما تقرب مني شاب فعقلي وجسدي لطالما ربطا التجارب مع الرجال بالقسوة والعنف والكلام المؤذي. كلما سنحت لي فرصة بالتقرب من شاب، ذكرني عقلي الباطن بالذكريات السئية وتنتهي القصة بابتعادي عنه. انا لا اقصد التصرف ببرود او مزاجية ولكن كل ما فالامر انني خائفة بل وحتى مرعوبة ما يفكر به غالبية الناس ان مزدوجي ومزدوجات الميول هم المجموعة التي تحظى باكبر قدر من المتعة في العلاقات لانهم/ن يرتبطون بالرجال والنساء على حد سواء. سماعي لهذا يجعلني أكثر حزنًا فأنا لم انل قدرا كافيًا من الحب من الرجال رغم انجذابي لهم بقدر اكبر من انجذابي للنساء ولا اعلم ان كنت ساكسر حاجز الخوف يومًا واكون قادرة على عيش تجربة طبيعية مع اي رجل. كل ما انا متاكدة منه انني لن اقبل ان اعامل بنفس الطريقة التي عامل ابي امي بها ولن اقبل ان اضرب او اهان ابدا. العنف لن يغير ميولك الجنسية لكنه سيجعلك عاجزا عن بناء علاقات عاطفية سليمة وصحية مع الاشخاص الذين تنجذب لهم. لدي مشوار طويل امامي لاصلاح نفسي حتى اكون قادرة على تصديق ان هناك رجال طيبون وانه من الممكن في يوم من الايام ان تسنح لي الفرصة بالارتباط باحدهم. علي التصديق ان ابي ليس المثال الافضل لما يمكن للرجل ان يكون عليه. جميعنا نستحق ان نشفى من الالم الذي تعرضنا له ونستحق ان نعطي لانفسنا الحرية والحق لاختيار شركاء يحترموننا ويحبوننا على ما نحن عليه"
0 Comments
Leave a Reply. |
Archives
October 2024
Categories |