يعد اليوم العالمي لاحياء ذكرى المغايرين جنسياً، الذي يحُتفل به سنوياً في یوم ٢٠ تشرین الثاني، فرصة لتذكر الافراد الذين قُتلوا على يد من يعانون رهاب مغايري الهوية الجنسية. تم احياء هذا اليوم لأول مرة في عام ١٩٩٩ من قبل جويندولين آن سميث لتكريم ذكرى ريتا هيستر التي قُتلت في عام ١٩٩٨. منذ ذلك الوقت يحتفل الافراد المغايرين جنسياً بهذا اليوم في جميع انحاء العالم لتذكر ضحاياهم. العراق يعتبر من البلدان التي لا تقدم اي شكل من اشكال الدعم لمجتمع الميم بشكل عام. يتضمن التقرير الذي تم تجميعه و كتابته من قبل عراق كوير معلومات حول الخطر الذي يحيط بالعراقيين المغايرين جنسياً. العراق من البلدان التي لا تعتبر فيها العلاجات الهرمونية او جراحات تأكيد الجنس قانونية مما يعرض الافراد الذين يقررون القيام بها لخطر كبير. اذا قرر الافراد اجراء الجراحة خارج العراق، فمن المحتمل ان يواجهوا مشاكل في الحصول على الوثائق القانونية التي تعكس هويتهم الجنسية. تشارك هذه المدونة واحدة من اكثر القصص المأساوية عن امرأة مغايرة جنسياً شجاعة تدعى ورود.
" قصتي حزينة للغاية فقد تعرضت طوال هذه السنوات للتعذيب و الاستغلال. لقد نمت في الشوارع و الحدائق في الوقت الذي لم يكن لدي مكان للبقاء فيه، اكلت من حاويات القمامة للبقاء على قيد الحياة، تم استغلالي من قبل اقاربي جسدياً و جنسياً، و اضطررت لممارسة الجنس مع البعض للحصول على الطعام او المال. رفضت فعل ذلك في بعض الاحيان و اضطررت ان اقبل في احيان اخرى للبقاء حية. على الرغم من انني اعيش في بلدي الام، الا انني اشعر بالخوف الدائم من الناس حولي لأنهم يرونني و من مثلي على اننا مذنبون و وشواذ لا نستحق الوجود. يمنح الناس انفسهم الحق في ايذائنا بالطريقة التي يحبون، فهم يريدون قطع رؤوسنا او حرقنا او تعذيبنا حتى الموت. انا يتيمة من كلا الجانبين، و قد تخلت عني اختاي اللتان شجعتا العديد من افراد قبيلتي على قتلي. بناءً على اعراف القبيلة، يعتبر قتلي غسلاً للعار مما يعني ان لهم الحرية المطلقة بأختيار طريقة قتلي بدون ان يتم معاقبتهم على فعلتهم. منذ ان كنت في العاشرة من عمري، اعتاد ابي و امي تعذيبي بأستمرار بطرق مختلفة. اتذكر حتى الان كيف كانت امي تخنقني و تضع سكينة او ملعقة حارة على بشرتي لحرقها. لو كان والدي على قيد الحياة لكنت ميتة منذ وقت طويل فقد كان يعتقد انني اجلب العار له و للعائلة لكوني ما اما عليه. على الرغم من تعرضي للتعذيب و الاغتصاب عدة مرات من عدة اشخاص، انا لا زلت اتقبل نفسي بهذه الطريقة و لا اعتقد اني اشكو من اي مشاكل عقلية. بأعتباري من المغايرين جنسياً، عثوري على عمل هي واحدة من الصعوبات العديدة التي اتعامل معها. انا لم اعمل قط و من الصعب كذلك علي بناء علاقات و صداقات مع الناس. بعض الاشخاص الذين التقي بهم يتخلون عني في مرحلة ما بينما يلعنني اخرون و يسمعونني كلما بذيئة في اللحظة التي يعلمون بها انني من المغايرين جنسياً. ما زلت اتذكر مدى سوء معاملة خالتي لي عندما كنت اعيش معها. لقد اجبرتني على الطهي و التنظيف والقيام بكل ما تريد والا فأنها كانت تحرمني من الطعام في ذلك اليوم. عاملتني كعبدة و في النهاية اخبرتني انها ستطردني من المنزل اذا لم اقم ببيع كليتي لطبيبة كانت قد اتفقت معها مسبقاً. في البداية رفضت الفكرة لكن رفضي كان يعني انني سأكون بلا مأوى. لهذا السبب قمت بزيارة تلك الطبيبة و سلمتني ورقة لأوقعها للتخلي عن اجزاء متعددة من جسمي مقابل اثنا عشر مليون لكل جزء. لم استطع توقيع الورقة لأنني اذا فعلت فسوف اموت، لذلك عدت لمنزل خالتي و تواصلت حرفياً مع جميع المنظمات غير الحكومية التي تناضل من اجل حقوق المرأة و حقوق مجتمع الميم لطلب المساعدة. لحسن الحظ، ساعدني شخص اعتبره ملاكي الحارس و على الرغم من انني اعيش في مكان آمن حالياً الا انني لا استطيع الشعور بالأمان لوجودي في العراق و اشعر انني سجينة تريد الهروب. اريد ان اذهب لمكان يمكنني فيه ان اكون على طبيعتي واقول ما احتفظت به في داخلي لسنوات. لا امانع المغادرة لعام واحد فقط و الموت بعدها لأنني اريد حقاً اخذ استراحة من هذا الالم. على الرغم من كل الاحكام و الكراهية التي يتلقاها المغايرون جنسياً، اعتقد انه يجب ان يكونوا قادرين على ان يقرروا هويتهم. الشخص مسؤول عن ميوله و هويته الجندرية ويجب ان لا يمنح السلطة لشخص اخر لتقرير ذلك لأنه في النهاية، كل منا مسؤول عن نفسه. في هذا اليوم المميز اود ان ارسل رسالتي لجميع المغايرين جنسياً و جميع افراد الميم لأطلب منهم ان يثقوا ان الرب و الكون سيمنحونهم القوة للعيش بأرواحهم النقية و الجميلة. سيأتي اليوم الذي سيعيشون فيه بسلام ويحصلون على الحياة التي لطالما حلموا بها بعيداً عن القتل و العنف. لا تحزنوا لأنكم ستجدون السعادة قريباً فهنالك الكثير من المنظمات التي ترغب بحمايتكم. احبوا انفسكم، احبوا بعضكم، وحاولوا حماية بعضكم والبقاء معاً. لا تنتحروا، لا تؤذوا انفسكم، لا تسرقوا ولا تؤذوا احداً. انتم لستم الاشرار الذين يتصوركم الاخرون. بالعكس، انتم اصحاب قلوب نقية لذا ابقوا اقوياء وسترون اعدائكم يسقطون يوماً ما بينما تجدون انتم السعادة و السلام. " رند عراق کویر
0 Comments
Leave a Reply. |
أرشيف
March 2025
|