كونكِ سيدة، هذا يجعلك محط انظار الجميع دائماً. سواء كنتِ ترتدين بما تسمى بالملابس الانثوية ام لا، لا يزال مروركِ بجانب مجموعة من الناس معاناة كونهم ينظرون اليكِ ليتفحصونكِ من رأسكِ حتى اصابع اقدامك. قد تُعرضكِ انثوتك الزائدة في اللبس والمشية والتصرف للتحرش، ولكن اظهار اقل مقدار من انثوتكِ يمكن ان يثير المزيد من الاسئلة في اذهان الناس.
خلال سنوات طفولتي، كنت اقرب لأخي من اي فرد اخر من العائلة. لعب كرة القدم، قضاء ساعات في لعب العاب الفيديو، ركوب الدراجة، و امتلاك شعر قصير كانت اموراً تمنحني الثقة والسعادة. لم اكن اعلم حينها ان الحاجة لتلك الامور سيكبر بتقدمي في العمر. اصبحت الامور اكثر تعقيداً بعض الشي حينما اصبحت فتاة بالغة لان الناس الان لديها احكام اكثر لتطلقها حول ملابسي و شعري القصير. في بعض الاحيان، يمكنني رؤية الناس وهم يحكمون علي بمجرد النظر الى وجوههم. يجد من حولي صعوبة في تقبل فكرة ان فتاة يمكن ان تكون مهتمة بارتداء التيشيرتات و الهوديز الكبيرة الحجم اكثر من اهتمامها بارتداء التنانير و الفساتين. امشي في الشارع و ما الاحظه هو نظرات الناس الذين يهمسون لبعضهم، "هل هذا فتى ام فتاة؟" اعتقد ان اغلب من يراني يشكك في ميولي الجنسية و هذا لا يغضبني بقدر ما يقلقني. يجبرني القلق في بعض الايام على تغيير ملابسي او التفكير مرتين قبل زيارة متجر او مقهى معين. حالياً وبعد فهمي لميولي بشكل افضل من اي وقت مضى، تاكدت انه لا يوجد خطب بي. في بعض الايام استيقظ و اشعر بالحاجة الشديدة لارتداء فستان و تسريح شعري. بينما في ايام اخرى افضّل ان ارتدي هودي او تيشرت كبير الحجم و اصافح كل صديق اقابله. اعترف ان ظهوري بملابس يبرز اقل قدر من انثوتي يجعلني دائما اشعر بالثقة و الحرية. مع ذلك، هذا لا يجب ان يسلب حقي في ارتداء التنانير و الفساتين. لم اعد مشوشة بشأن ميولي لكنني مشوشة بشأن الطريقة التي يمكنني فيها التعبير عنها من خلال ملابسي بدون وضع نفسي في المشاكل. يتعلق الامر بتعلم كيفية تعدي الخطوط المرسومة من دون وضع نفسي في مشاكل خطيرة مع اي احد. يتم اختيار اسلوب لباسك كما هو الحال لي و للجميع وفقاً للاعراف الاجتماعية التي تحكم مجتمعنا العراقي. هنالك ملابس معينة مسموحة للرجال و اخرى للنساء. تأتي هذه القيود من الاعتقاد بأن ابقاء ثقافتنا حية يتحقق من خلال اختيار ملابس والوان معينة ليرتديها كل جنس. انا متأكدة انك لاحظت ان بعض الرجال يتجنب ارتداء اللون الوردي او الاحمر و يميل الى اختيار الالوان الداكنة كوسيلة للتعبير عن رجولتهم. من ناحية اخرى، من المتوقع من النساء ان تعبر عن جانبها الانثوي من خلال شعرها الطويل و ملابسها الانثوية التي تميزها بسهولة عن الرجال. انا هنا لأخبرك انه لا ينبغي ان تكون هناك قواعد تتحكم في ما يمكن ان يرتديه الشخص. هذه القيود ليست قواعد كونية لأننا لم نولد مع القناعة ان اللون الوردي للفتيات و اللون الازرق للصبيان. نحن نتعلم هذه القواعد من بيئتنا التي تشمل الحي، المدرسة، العائلة، و حتى التلفاز و وسائل التواصل الاجتماعي. بالنسبة لي الدعم الي اتلقاه من الاصدقاء و المعلمين الذين يتقبلونني كما انا يساعدني على الشعور بتحسن. بعض الاحكام التي اتلقاها من الناس ما زالت تؤذيني خاصة تلك التي يصدرها افراد عائلتي. مع ذلك، انا اعلم ان المشكلة الحقيقة تكمن في المذاهب التي يستند عليها الناس ليقرروا مقدار الاحترام الذي يمنحونه حسب لباسهم و مظهرهم. الامر الاخر الذي يساعدني على الشعور بتحسن هو انني سبق وحاولت ان اكون على كلا الجانبين. حاولت ان اكون انثوية للغاية في لباسي و سلوكي و ايضاً حاولت ان اظهر اقل قدر من انثوتي. في كلا الحالتين لم تتوقف المضايقات و الانتقادات بشكل كامل سواء من عائلتي و بعض اصدقائي او حتى الغرباء. هذا يثبت وجهة نظري انه لا يمكن لاحد الهروب من النقد و لكن ما يمكنك فعله هو حماية نفسك من خلال لبسك وفعلك للاشياء التي تجلب لك اقل قدر من الالم. ضع في اعتبارك ان افراد مجتمع الميم العراقيين ليسوا متماثلين في ظروفهم فبعضهم يعاني من قيود وخوف اكثر من البعض الاخر. تعلم ان تتصرف وفقاً لظروفك الخاصة عن طريق وضع حياتك و سلامتك اولاً. تذكر عدم القيام بشي او ارتداء شي يعرضك للخطر ولكن اذا ما سنحت لك الفرصة للتعبير عن ميولك من خلال لباسك، فافعل ذلك دون الشعور بالخجل او العار. رند عراق کویر
1 Comment
|
Archives
October 2024
Categories |