لماذا تعتبر المدرسة مهمة؟
عندما نفكر في المدرسة، لا ينبغي علينا ان نفكر فقط في مواضيع مثل الرياضيات و التاريخ. على الرغم من اهمية تعلم هذه المواضيع، يجب على جميع المدراس توفير المزيد لجميع طلابها الذين يقضون أكثر من عقد في محاولة تعلم كيفية عمل هذا العالم. يجب على المدارس أن تساهم في بناء شخصيات طلابها و تنمية قدراتهم الإبداعية. يشعر الطلاب بالحاجة لتكوين رأي حول مئات من الاشياء حولهم في وقت قصير، لذا يميل اغلبهم لتقليد ما يفعله او يدعمه زملائهم و مدرسيهم لان ذلك يمنحهم شهورً بالانتماء. للاسف، العراق ليس المكان الذي يقدم افضل فرص للتعليم. فنادراً ما تتضمن كتبنا المدرسية مواضيع تتحدى عقول الطلاب أو تشجعهم أن يكونوا فريدين مختلفين عن بعضهم. يعتمد نظامنا التعليمي على الحفظ و هذا يدفع الطلاب للبحث عن رأي الاخرين كالمعلمين او الابوين او حتى الغرباء ليتعلموا كيف يجب ان يشعروا اتجاه شئ معين. وهذا يعلم الطلاب شيئاً واحداً! و هو ان ما يقولونه حول اي شي ليس صحيح الا اذا ما وافق عليه الاخرون اولاً. نحن نحتاج لرؤية التغيير هنا تحديدًا. نحن نحتاج الى كتب و معلمين قادرين على اعطاء الطلاب القوة لبناء مستقبل افضل لانفسهم بغض النظر عن القيود التي يفرضها المجتمع. من اين يتعلم الطلاب حول ميولهم؟ لا تناقش المواضيع التي تتحدث عن التنوع و الميول الجنسية في اي فصل في المدارس العراقية. حتى كتب العلوم التي من المفترض لها مناقشة حقائق قيمة حول تنوع الكون تتجنب الحديث عن مثل هذه المواضيع بدعوى انها تدمر عقول الطلاب. من جانب الاخر، الابوين ليسوا الاختيار الافضل اذا ما اراد الطلاب مناقشة موضوع الميول الجنسية معهم.. مع غياب التوجيه من جانب المدرسة و عدم مناقشة الاباء لهذا الموضوع مع اطفالهم في المنزل، غالبا ما يصبح الموضوع مخيفا بالنسبة للطلاب فيميل اغلبهم لتجنب السؤال حول الميول الجنسية، الجنس، الحماية، و العلاقات بشكل عام. يكبر الطلاب بالعمر ليتصوروا ان هنالك طريقة واحدة فقط لعيش هذه الحياة و هي الطريقة التي يختارها لهم المجتمع. يتم تحديد ادوارهم بناءً على جنسهم ولا يتم ابداً التشكيك في ميولهم. وحتى لو حالفهم الحظ في فهم انفسهم وميولهم، فلن يجدوا فرصة للتعبير عنها. يمكننا القول ان الانترنيت هو الحل الافضل لهم لفهم انفسهم! ولكن هل يعتبر الانترنيت الحل الأكثر أمانًا؟ هل يشجع المعلمين العراقيين طلابهم على استعمال ادمغتهم؟ لا يشجع نظامنا التعليمي في العراق المعلمين على تطوير انفسهم بمرور الوقت. يبدأ كبير من المعلمين بممارسة المهنة في اوائل العشرينات و من ثم يتقاعدون في اوائل الستينات. خلال هذه السنوات كثير منهم يستمر في استعمال نفس وسائل التعليم و بنفس الاستراتيجيات. قد يجد البعض من المعلمين امر التعلم من اسئلة و استفسارات طلابهم امرا مهينا. كل ما يمكننا قوله هو ان الغالبية من المعلمين يلتزمون بطريقة تدريس ثابتة تستمر لسنوات وسنوات. يجب عليك حفظ السؤال و اجابته كما هما، اذهبي للاختبار و اكتبي الاجابة كما هي تماماً. ثم بعدها اذا اردت، يمكنك نسيان كل شيء. فقط تأكدي ان تبقي المعلومة في رأسك حتى موعد انتهاء الاختبار." هذا ما قاله لي احد اساتذة الرياضيات خلال سنوات دراستي.. اذا اردنا ان يكون مستقبلنا افضل من حاضرنا و ماضينا، يجب علينا ان نفهم ان المعلمين يحتاجون للتدريب والتوجيه بقدر ما يحتاجه طلابهم. يجب على المعلمين تعلم الكثير من الامور من ضمنها كيفية تقبل طلابهم المختلفين عنهم. هل يوفر العراق معلمين يحرضون على العنف و الكراهية؟ بينجامين هو شاب عراقي لاجنسي و ثنائي الجندر يبلغ من العمر ١٨ سنة. يتحدث بينجامين عن تجربته السلبية التي حصلت في ٢٠١٨ ويقول، "مثل اي طالب مدرسة عادي، كنت احضر محاضرة الفيزياء عندما لاحظت ان استاذي واصل النظر الي بطريقة غريبة. عرفت على الفور انه لا يحبني لأنه ظل يضايقني بكلماته الجارحة خلال المحاضرة الاولى والثانية. في المحاضرة الثالثة، بدأ مدرس الفيزياء بطرح اسئلة عنصرية لم يكن لها اي علاقة بالموضوع الذي كان من المفترض ان يشرحه. ثم سألني عن قوم لوط و النسوية و المكياج. امضى المدرس محاضرته الثالثة يتحدث كيف انه يجب حرق اشخاص مثلي او رميهم من المباني العالية. كانت كلماته مليئة بالكره و في النهاية هدد بطردي من فصله. لقد حاول بالفعل القيام بذلك، لكن لحسن الحظ اتى ابي للمدرسة وحل المشكلة بعد شجار طويل. لم يتوقف ذلك المعلم عن كرهي. كما ان المضايقات والتنمر التي كانت تأتي من الطلاب حولي لم تتوقف ابداً. لنكن منصفين، وقف بعض الطلاب الى جانبي بينما البعض الاخر عبروا عن كراهيتهم باتهامهم لي بممارسة الجنس مقابل المال. حتى ان واحد من الطلاب عرض علي المال لامارس الجنس معه. باعتباري شخص مر بهذه التجربة وفهم صعوبة الموقف فإنني انصح المعلمين و المدرسين ان يستخدموا السلطة الممنوحة لهم لوضع حد للكراهية و لمساندة جميع منهم مثلي. انا اؤمن ان مساندتهم سيكون لها تأثير كبير على المجتمع." بماذا نحتفل اليوم؟ اليوم، وهو الرابع و العشرين من يناير، يصادف اليوم العالمي للتعليم والذي يُحتفل به للاعتراف بالدور المهم للتعليم و تاثيره على حياة الناس. نذكر اليوم كيف ان لاستراتيجيات التعليم الجيدة قدرة على جعل عمل المنظمات الغير حكومية في العراق التي تكافح لانهاء التمميز و العنف ضد المثليين و العنصرية اسهل بكثير. انه وقت جيد لنقول لمعلمينا في كل مكان في العراق ان ما يشجعون طلابهم على رفضه او تقبله يمكن ان يكون له تأثير على حياة الجميع عاجلًا ام اجلا بما في ذلك حياتهم. يمكن لمعلم واحد تغيير فصل باكمله عن طريق اختيار طريقة تدريس فعالة تشجع الطلاب فيها على تنمية حبهم للاستطلاع حول كل ما هو حولهم و الايمان بإن فكرة واحدة في رأس اي من هؤلاء الطلاب يمكن ان تكون الاجابة على سؤال لم يستطع احد الاجابة عليك حتى بعد. الى جميع المعلمين في العراق الذين يعطون لطلابهم القوة والامل و المساحة الكافية لاستكشاف انفسهم، عراق كوير ترسل لكم اطيب التمنيات. يوم تعليم عالمي سعيد لكم. رند عراق کویر
0 Comments
Leave a Reply. |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
May 2023
Categories |