من المثير للاهتمام دائما معرفة كيف ينظر الاجنبي القادم من بلاد اخرى والذي يناضل من اجل الحرية و الاستقلال للحياة في المجتمع العراقي و للتغيرات التي تحصل في البلد. هذه المرة، اجريت مقابلة مع الاستاذة لين روز، و هي نائبة مدير مركز دراسات النوع الاجتماعي و التنمية في الجامعة الامريكية في العراق، السليمانية، و هي ايضاً استاذة قسم العلوم الاجتماعية. لين روز تعيش في السليمانية منذ خمسة سنوات و عاشت سابقاً في مدن متعددة في الشرق الاوسط و اوروبا و المكسيك. ادناه، تصف لي لين روز الوضع في العراق، خصوصاً وضع مجتمع الميم و قلة الدعم الذي يواجهه المجتمع منذ سنوات طويلة.
منذ متى وانتِ تحاربين من اجل حقوق مجتمع الميم؟ لقد مر على كوني ناشطة في حقوق الانسان، يما في ذلك حقوق مجتمع الميم عقود طويلة. عملي ليس من النوع الذي يأخذني الى الشوارع، رغم اني شاركت في المسيرات و المظاهرات في ايام شبابي. اما الان، فقد تم دمج نشاطي مع عملي الاكاديمي و العلمي. ما هو نوع الدعم الذي تقدمينه لمجتمع الميم كنائبة في المركز؟ على الرغم من ان المركز ليس منظمة غير حكومية لتقديم الخدمات، فأننا ندعم مجتمع الميم بطرق عدة. في ورش العمل الخاصة بنا، نطرح موضوع الهوية الجنسية و الجندرية كسلسلة متصلة تكون فيها المثلية الجنسية و المغايرة الجنسية مجرد طرفين من السلسلة، وليسا الاختيارين الوحيدين. من بين الافلام القصيرة التي صنعناها كجزء من مشاريعنا الممولة من الاتحاد الاوربي، سلسلة الهوية الجنسية المرتبطة بالهوية الجندرية. واحدة من ملفاتنا الخاصة بنفس المشروع هي عبارة عن مقابلة مع طبيب نفسي يحاول ازالة الخرافات الموجودة حول المتحولين جنسياً. نحن نعمل ايضاً على ترجمة مواد اكاديمية في دراسات النوع الاجتماعي لتتضمن مواضيع الميول الجنسية و مجتمع الميم. ماذا يطلب اغلب اعضاء مجتمع الميم ان يقوم المركز بتزويدهم به؟ لا يطلب افراد الميم اي شي من المركز كوننا لا نقدم الخدمات. ما يصلنا هو طلبات لربط او ايصال افراد الميم لمنظمات تقدم لهم الخدمات و الدعم. ما هو التحدي الاصعب الذي ادركتي انه يواجه مجتمع الميم؟ معرفتي بشان تفشي رهاب المثلية امر صعب للغاية. يواجه الكثير من اعضاء الميم الخوف من رفض عائلاتهم لهم بسبب ميولهم، ان لهذا الخوف و عدم التقبل عواقب اجتماعية واقتصادية و حتى عواقب حياة و موت عديدة. من خلال تجربتي المحدودة في السليمانية، وجدت فقط مجموعة صغيرة من الاشخاص المتقبلين لميولهم للحد الذي يجعلهم يعترفون بها. اما الاخرون فيمنعهم الخوف من جلب العار لعوائلهم او من عدم تقبل عوائلهم لهم من التحدث بشأن ميولهم. من تلاحظين انه يتعرض للظلم اكثر، نساء الميم ام رجال الميم؟ و لماذا تعتقدين ان الامر على تلك الحال؟ بسبب كوني اجنبية و بسبب فترة بقائي القصيرة في البلد، يصعب علي الحكم بشأن هذا الموضوع. لكنني افترض انه نفس الوضع للجميع كما هو الحال في باقي انحاء العالم: ينظر المجتمع الى النساء المثلييات على انهن غير جديات بشأن موضوع ميولهن، او انهن لسن سوى اداة لترفيه الرجال، بالتالي لا يرى المجتمع انهن يشكلن تهديداً حقيقياً. من الجانب الاخر، يُنظر الى الرجال على انهم تهديد حقيقي كون افراد الميم منهم يمثلون استهزائا بسلطة و قوة الجنس الذكوري. الى اين تتجه الامور برأيك بخصوص حقوق مجتمع الميم في العراق؟ هل اصبح المجتمع اكثر دعماً؟ بصفتي اجنبية اعتقد ان هناك تغيرات ايجابية تحدث، قد تكون هذه وجهة نظري لاني الان اراقب الاشياء بتفاصيل اكثر مما قد فعلت اول مرة عندما جئت للعراق. ليس لدي منظور طويل الامد مثل شخص عاش هنا لسنوات طويلة. هل تظنين ان الامور يمكن ان تصبح اسوء؟ ما اذا كانت الامور قد تحسنت ام لا، نعم هي تحسنت ولكن يمكن ان تسوء - هنا وفي اي جزء من العالم. كلما حصل تقدم للامام، يجب ان تكون هناك ردة فعل تدفعنا للخلف. تحركنا للامام خطوتين، يدفعنا للخلف خطوة، لكن في بعض الاحيان قد يسبب تحركنا خطوة للامام رجوعا خطوتين او اكثر للخلف. ما هو نوع التغيير الذي يمكن ان يجعل المجتمع العراقي اكثر دعماً؟ ربما تكون هذه وجهة نظري كوني استاذة، لكنني اؤمن ايماناً قوياً بأن التعليم هو اقوى اداة. يمكن للتعليم ان يتخذ اشكالاً عديدة - ليس بالضرورة ان يكون تعليماً داخل الصفوف، على الرغم ان ذلك هو مكون مهم. واحدة من اهم التجارب التعليمية هي الخروج و قضاء وقت مع اشخاص نخافهم او نكرههم. ما نجده عادة بعد هذه التجربة اننا جميعنا بشر متعددوا الابعاد. ما هو افضل جزء في وظيفتك؟ نحن نقوم بالعمل البطئ للغاية الذي يساعد على تغيير المناخ السلوكي من خلال التعليم الذي يقلل من الصعوبات التي يواجهها افراد المجتمع. افضل جزء في عملي هو رؤيتي لهذا التغير يحصل. معرفتي اننا احدثنا تغييراً طفيفاً حتى لو كان في شخص واحد كان لولا ذلك كارها للمثلية تماماً يعطيني شعوراً رائعاً. كما ذكرت سابقاً، يحدث التغيير بشكل بطئ و غالباً ما يتم بطريقة "خطوتين للامام و خطوة للخلف." رند عراق کویر
0 Comments
Leave a Reply. |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
April 2024
Categories |