كعراقية، ربما ستقولين انكِ لك تسمعي بهذا اليوم من قبل او ربما سمعتي به لكنكِ غير قادرة على الاحتفال به بأي شكل من الاشكال. لا في منزلك مع عائلتك، ولا مع اصدقائك و حبيبتكِ، ولا حتى مع الغرباء في الشارع. مع ذلك، عراق كوير لا تزال تؤمن ان الامور ستتغير حالما يصبح العراقيون اكثر دعماً لمجتمع الميم. حتى ذلك اليوم، عراق كوير تريدكِ ان تعرفي انكِ كفرد من مجتمع الميم، قوية و مهمة لنا. كوني فخورة بنفسك لنجاتك بشكل يومي من دون تلقي الدعم الكافي الذي تستحقينه. التغيرات الايجابية تحصل حينما نؤمن انها ممكن، لذا كوني فخورة بهويتك.
في هذا اليوم الخاص، نريد ان نحكي لكِ قصص فتيات من مجتمع الميم يكافحن مثلكِ تماماً في عدة مدن في العراق. سارة، و هي فتاة من مجتمع الميم تبلغ من العمر ٢٨ سنة من البصرة، تتحدث عن الحب والخوف الذي تعيشه مع حبيبتها. تقول سارة، "قابلتُ حبيبتي منذ عامين عن طريق تطبيق مواعدة. و تشرح لي صعوبة كونها فتاة و مثلية في نفس الوقت وتقول، "ليس لدينا فرصة للتعبير عن اي من هويتنا. وبسبب ذلك، لم افكر ابداً انني سالتقي بشخص يعرف كلتا هويتي و يقبلهما بل ويحبني بسببهما" تذكر سارة ان التواجد مع حبيبتها يمنحها السلام والفرح لكن في نفس الوقت هنالك دائما خوف من عائلتها و عائلة حبيبتها. ذلك الخوف من معرفة احد منهم بكونهن اكثر من صديقات. ذلك الخوف من القتل او عدم الحصول على فرصة لرؤية بعضهن مرة اخرى. بصفتهن فتيات في البصرة، لا يسمح لهن بقضاء الكثير من الوقت خارجاً في الشارع او المقاهي ، لذلك هن يزرن بعضهم كثيراً. هذا هو المكان الذي تتاح لهن فيه فرصة لمشاهدة فيلم معاً او التحدث عن الشعر و الحب و الموسيقى. تقول خولة انها اضطرت لخوض تجربة طلاق مؤلمة قبل ان تتاح لها الفرصة لفهم هويتها الجنسية و من هي حقاً. "بعد ست سنوات من زواجي من ابن عمي تطلقت. الزيجات المرتبة شائعة جداً في كربلاء حيث اعيش انا. ليس مسموحاً للفتاة ان تبقى عزباء لعمر ال٣٠ في عائلتي. من المفترض ان تتزوج الفتيات في عمر معين ويجب ان يؤدين واجباتهن الزوجية و ان ينجبن و يربين الاطفال و ان يبقين في المنزل ويكونن زوجات صالحات." بعد طلاقها، عزلت خولة نفسها عن عائلتها وجميع من حولها. و في ذلك الوقت بدأت بالتشكيك في ميولها وادركت انها ليست ذات ميول مغايرة. عندما التقت بجارتها، وقعت على الفور في حبها وكان لدى كليهما مشاعر اتجاه الاخرى. لذلك، استمرت خولة وجارتها بالاجتماع و التحدث حول حياتهما و مشاركة تفاصليهما الشخصية. لم تشك اسرة اي منهما بما يحصل لان والدتيهما كانتا صديقتان و كانت الزيارات بينهما سهلة. في البداية لم تكن لخولة الشجاعة الكافية لاخبار جارتها بشأن مشاعرها ولكن في يوم ما استجمعت شجاعتها وقررت اخبارها. "ذات يوم كنت انا وجارتي مستلقيتان ع فراشها نستمع لاغنية شيرين "انكتبلي عمر" بدأت ايدينا تتلامس و هذه كانت قبلتنا الاولى. كانت هذه المرة الاولى في حياتي التي اشعر فيها بالخوف و الامان في نفس الوقت. ومنذ ذلك الحين نحن معا"ً هاتان القصتان هما مثال لمئات من القصص المماثلة الاخرى. كفتاة مثلية، ضعي في اعتباركِ انك لستِ تقاتلين بمفردك وان الامور يمكن ان تتحسن يوماً ما. طالما لديك الخيار في اتخاذ القرار، لا تدعي احد يقرر نيابة عنكِ ابداً وتذكري انه من الاعتيادي احساسك بالضياع لفترة. ضعي في الحسبان ان مرحلة افضل يمكن ان تاتي و عندها ستكونين واثقة بشأن هويتك وميولك. اخيراً وليس اخراً، كونك مثلة ليس رادعاً للعثور على الحب. هنالك الكثير من المثليات حولك لا يستطعن اظهار ميولهن بسبب الخوف. انظري بتمعن حولك و بالتاكيد ستجدين حب حياتك ونصفك الثاني. في هذا اليوم، عراق كوير، تريدك ان تعلمي اننا نسمعك ونراكِ لذا لا تترددي ابداً من التواصل معنا في حال احتجتي لاي مشورة او مساعدة. رند عراق کویر
0 Comments
يبدو أن افراد مجتمع الميم العراقيين يواجهون ضغطا وتوترًا من جهات متعددة. لا يتعلق الأمر فقط بخوفهم من ردور افعال الناس أو حكمهم على ميولهم. يتشارك افراد مجتمع الميم العراقيين ، مثلهم مثل باقي العراقيين ، في نفس الحياة اليومية المجهدة. قلة الوظائف، المشاكل السياسية، والحروب كلها أسباب تولد القلق وتقتل الأمل في قلوبهم. يضطر افراد الميم العراقيون للتكيف مع هذه البيئة بالإضافة إلى الحاجة إلى التكيف مع عقلية الناس التي ترفضهم كمثليين. يحتاج افراد مجتمع الميم ، مثلهم مثل أي شخص آخر ، إلى من يستمع إليهم أو ينصحهم ولكن هذا غير متاح لغالبيتهم. قلة الدعم تؤدي إلى اكتئابهم وهذا الامر يمكن ان يدفع قسم منهم للانتحار.
أول شخص قابلته هي ليزو، وهي فرد من مجتمع الميم تبلغ من العمر 19 عامًا. تقول ليزو: "أفكاري الانتحارية لا تأتي من رفضي لميولي ، بل تأتي من الرفض الذي أواجهه من المجتمع. أنا ضد المجتمع والدين والثقافة ". توضح ليزو ان ضغطها يأتي تقريبًا من كل اتجاه. عائلتها وأقاربها ومجتمعها ودينها، كلهم يضغطون عليها بالإضافة إلى الخوف من المجهول والخوف من معرفة اي شخص لميولها مما يمكن ان يضعها في متاعب كثيرة. الخبر السار هو أن ليزو تغلبت على أفكارها الانتحارية من خلال القراءة عن الموضوع وبناء عادات صحية مثل اتباع روتين معين لاوقات نومها و اكلها. بالاضافة لذلك، تقول ليزا إن أصدقائها يقدمون لها الكثير من الدعم الذي يبقيها مستمرة بالتقدم. أيمن هو رجل مثلي الجنس يبلغ من العمر 22 عامًا يخبرني أن أفكاره الانتحارية جاءت في الوقت الذي كان فيه متدينًا لأن الدين يقول إن الأشخاص المثليين يجب أن يحترقوا في الجحيم. بالاضافة الى الضغط الذي تعرض له من الدين، فإن الخوف من معرفة والديه بشأن ميوله والخوف من المجهول وضع ضغوطًا هائلة على أيمن. بفضل أصدقائه المقربين ، تغلب ايمن على أفكاره الانتحارية وأصبح يتمتع بعقلية أكثر هدوئا. يقول ايمن إن وجود شخص يمكنك التحدث معه يساعد كثيرًا في تقليل التوتر وتهدئة الشخص ولهذا هو ينصح الجميع بان يحاولوا ايجاد ذلك الشخص في حياتهم. يروي لي إيثان، وهو رجل مثلي الجنس يبلغ من العمر 29 عامًا، قصته عن محاربة افكاره الانتحارية و يقول، "بدأت أفكاري الانتحارية بعد وقت قصير من عثور زملائي على دليل حول ميولي عندما كان عمري حوالي 22 عامًا. لقد عزلوني عن عمد عن بقية الطلاب و اخبروا الجميع ان يقطعوا أي تواصل معي على الإطلاق ، حتى أعز أصدقائي الذين وثقوا بي دائمًا ، اضطروا إلى الابتعاد عني لحماية أنفسهم وسمعتهم. أيضًا ، و في كل مرة أواجه فيها رهاب المثلية من عائلتي أو أصدقائي أو زملائي في العمل ، أو أقرأ عنه على وسائل التواصل الاجتماعي ، أشعر بأنني كائن فضائي ، كائن ليس له مكان في هذا العالم وليس له الحق في الوجود فيه. عندما كان عمري 22-23 ، تلقيت مساعدة من طبيب نفسي وساعدني ذلك خلال أسوأ فترات انتحاري ، ما زالت هذه الافكار تأتيني، ولكن بدرجة أقل ". يخبرني ايثان أن أفكاره الانتحارية تعود حينما يواجه ضغوطًا من عائلته أو أصدقائه أو أقاربه ، وهذه الأفكار تعود وتختفي بين الحين والآخر. أصدقاؤه المثليون وأمله في الحصول على غد أفضل هي الأسباب التي تجعله يمضي قدمًا ويمنحه الأمل. ويخبرني ان من شأن توفير مستشار إرشادي أو خدمة الخط الساخن للانتحار المتوفرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع من شأنه أن يساعد بشكل كبير في منع الانتحار بين الأفراد مجتمع الميم. أحمد، و هو رجل مثلي الجنس يبلغ من العمر 25 عامًا، يقول إنه كان يبلغ من العمر 16 عامًا عندما علم بشأم ميوله. عندها فقط عرف مدى ضآلة الدعم المقدم له ولغيره من افراد الميم. تسبب خوف أحمد من المجتمع والأقارب والمتدينين من حوله في ضغوط يومية له. لذلك، أفكاره الانتحارية لم تختف تمامًا ، بل كانت تأتي وتذهب بين حين واخر. يخبرني احمد أن الحصول على الدعم سواء من أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المنظمات غير الحكومية من شأنه أن يقدم الكثير من المساعدة لافراد الميم العراقيين ويساعد على تقليل عدد حالات الانتحار في البلاد. الكراهية هي ما يجد غالبية افراد الميم العراقيين أنفسهم محاطين به حتى لو عزلوا أنفسهم عن الاخرين، فلا يبدو أنهم قادرون على تجنب المشاكل. يكره افراد الميم بسبب من هم كأشخاص وهذا يجعل المشكلة برمتها أسوأ. إنها ليست كلمة أو فعل معينً يمكن لهم/لهن ان يتجنبوا قوله أو فعله لجعل الامور افضل لأنفسهم وهذا يدفع افراد الميم لكره انفسهم و الشعور بالاكتئاب. بصفتك فردا من مجتمع الميم، عليك أن تضع في اعتبارك أن الحياة تتغير باستمرار وهذا يعني أن الضغط الحالي الذي تتعامل/ين معه سيتلاشى في النهاية. ابقى قويا/ة وتذكر/ي أنه إذا كانت الأمور سيئة لجيلك، فيجب عليك أن تعمل/ي بجد لجعل الجيل القادم أكثر تفهمًا ودعمًا. رند عراق کویر كما نعلم جميعنا، يواجه الجميع صعوبات في ايجاد عمل في العراق. نظراً للوضع الاقتصادي و التوترات التي تضرب البلاد منذ سنوات طويلة. الى جانب الصعوبات التي تواجه الجميع بشكل عام هناك صعوبات اضافية تواجه افراد مجتمع الميم. معظم افراد مجتمع الميم يميلون الى اخفاء ميولهم و يتجنبون بناء صداقات وثيقة مع زملائهم في العمل ليتجنبوا بذلك الاسئلة الشخصية التي يمكن ان تكشف عن ميولهم. يمكن ان يتم طرد افراد مجتمع الميم او معاملتهم بشكل سيىء من قبل رؤسائهم او زملائهم اذا ما حاولوا التصرف على سجيتهم في مكان عملهم. لهذا السبب، يختار افراد مجتمع الميم الحل الامن الذي يضمن لهم بيئة عمل هادئة بعيداً عن النكات السيئة و الاحكام. مؤخراً، اجريت مقابلات مع ثلاثة افراد من مجتمع الميم من مدن مختلفة في البلد لأعرف ما اذا كان مكان عملهم امن بشكل كافي ليكونوا انفسهم او ما اذا كانوا مضطرين الى التظاهر بأنهم اشخاص مختلفين لتجنب المشاكل.
نياز، وهي فتاة من افراد مجتمع الميم من مدينة اربيل، تعمل في النظام المالي والمصرفي في مدينة اربيل. تقول لي انها لم تواجه مشاكل في عملها لأنها لم تخبر احد عن ميوها فهي تحتفظ بذلك سراً. نظراً لان جميع الاشخاص في مكان عملها يظنون انها ذات ميول مغايرة، تخبرني نياز انها ليست متاكدة من ردود افعالهم في حال اخبارها لهم عن ميولها بصراحة. و تقول، "امتلاكي لبنية انثوية يجعل المجتمع غير مهتم بميولي بقدر اهتمامهم لو كانت ذكورية. مع ذلك، لا اظن انه سيتم معاملتي بنفس الطريقة اذا ما علم الناس في مكان عملي عن ميولي. قد اتعرض للطرد او اعامل بشكل مختلف." تخبرني نياز ان هناك شخص واحد فقط يعلم عن حقيقة ميولها في مكان عملها. ذلك الشخص هو صديقها المقرب وهو يعاملها و يحترمها مثل الاخرين في الشركة. بخلاف ذلك، تعتقد نياز انه من الافضل الاحتفاظ بأمر ميولها سراً لان ذلك اكثر اماناً لها. روخير الذي يعمل ويعيش في مدينة بغداد يخبرني قصته. يوضح انه واجه مشاكل في مكان عمله من قبل حيث كان زملائه و رئيس عمله يتنمرون عليه. اجبره التنمر على عزل نفسه لكن ذلك لم يضع حداً للمشاكل. ذات يوم، سمع روخير رئيس عمله يتحدث عنه و يصفه لواحدة من الموظفات بأنه مخنث. ذلك التصرف دفع روخير لتقديم استقالته رغم ان وظيفته كانت في منظمة حكومية وكان محيط العمل جيد. يقول روخير، "الجميع يعرف مدى صعوبة ايجاد عمل في العراق، لكن شعوري بأني غريب وعدم تقبل الاخرين لي جعلني اترك وظيفتي." تلك التجربة السيئة جعلته اكثر حذراً عند تحدثه بموضوع مثليته لان الحديث عن ذلك يسبب له ولأسرته المشاكل ويجلب لهم السمعة السيئة. روزا، وهي امرأة مثلية تبلغ من العمر ٢٢ سنة من دهوك، تخبرني عن عملها. تقول ان المنظمة التي تعمل فيها ودودة وداعمة لمجتمع الميم ومتقبلة لهم. لذلك، تقول روزا انه لا يوجد احتمال انها يمكن ان تطرد من العمل في حال علمت رئيسة عملها بشأن ميولها وليس من المحتمل ان يتجنبها زملاء عملها بسبب ذلك ايضاً. مع ذلك، تبقي روزا امر ميولها سراً فهي تحاول ان لا تتصرف بشكل صبياني او ان تستعمل اي كلمات مثلية. توضح لي روزا انه رغم كون مكان عملها داعماً للمثليين، فأن البيئة خارج المنظمة ليست داعمة للمثليين، لذا هي تفضل ان تخفي امر ميولها. الصعوبة التي تواجه افراد مجتمع الميم العراقيين هي انهم مضطرين لاخفاء جانب معين من شخصياتهم تبعاً للمكان الذي هم فيه. حتى يومنا هذا، افراد مجتمع الميم العراقيين لا يستطيعون ان يكونوا انفسهم بشكل كامل بسبب الاحكام و الكره الذي يواجهونه من الاغلبية حولهم. مواصلتهم للتظاهر انهم اشخاص اخرون يعتبر اكثر اماناً لهم ولعائلاتهم من ان يطردوا من اعمالهم او يقتلوا. التغيير يحصل بشكل بطئ ونحن نأمل انه في يوم ما لن يضطر افراد مجتمع الميم لارتداء قناع لكي يرضوا الاخرين حولهم. حتى يأتي ذلك اليوم، منظمة عراق كوير تشجع افراد مجتمع الميم ان يضعوا سلامتهم اولاً ويحاولوا ان يتفادوا اي جدالات مع الاخرين يمكن ان تسبب مشاكل تؤذيهم وتؤذي عوائلهم. رند عراق کویر اليوم هو يوم ثنائيوا/ات الميول الذي يتم الاحتفال به في بعض البلدان بينما لا يتم ذكرهُ في بعض البلدان الاخرى. كما هو معروف، العراق ليس بلداً يرحبُ او يدعمُ مجتمع الميم بشكل عام. نحن، ذو/ات الميول المزدوجة، نواجه تحديا اكبر في محاولة تقبل انفسنا و التعبير عن ميولنا للاشخاص حولنا. نحن نعتبر مشوشين/ات و غير واثقين/ات مما نريد. يطلبُ الناس منا باستمرار تحديد الجنس الذي نفضل مواعدته و يخبرنا الناس ان ما نمر به هو مجرد مرحلة.
انا امرأة ثنائية الميول، عمري ٢٤ سنة. اصبحت عضوة في عراق كوير مؤخراً. استغرقني اكتشاف هويتي الجنسية سنوات عديدة لانه في المجتمع الذي اعيش فيه الاشخاص الطبيعيين يجب ان يقعوا في حب اشخاص من الجنس المغاير. اذا لم يكن الامر كذلك، ههذا يعني انكَ/كِ أنسان/ة مريض/ة. خلال طفولتي ومراهقتي، لم يكن مسموحاً لي النقاش بشأن موضوع المثلية الجنسية بشكل عام. المرة الوحيدة التي صفق الناس بها لي عند الحديث بهذا الموضوع كان اذا القيت النكات حوله. لذلك، انا لم اطرح على نفسي أو الاخرين الكثير من الاسئلة. المرة الاولى التي كانت لدي مشاعر اتجاه فتاة كانت خلال سنوات المدرسة، لكنني لم اخبرها بذلك او اشك في ميولي. بعد ذلك بوقت قصير، التقيت بأشخاص من عمري واكبر ناقشوا معي موضوع المثلية بطريقة حضارية. مع كل الدعم الذي تلقيته، اصبحت صورة المثلية اكثر وضوحاً بالنسبة لي، وقد منحني ذلك فرصة لفهم نفسي وحبها كما هي. الى جانب قصتي، سألت ثنائيوا/ات الجنس من مدن مختلفة من العراق عن تجاربهم/ن الخاصة لأفهم شعورهم/ن اتجاه انفسهم/ن و المشاكل التي تواجههم/ن. سالي كانت من ضمن الاشخاص الذين قابلتهم. هي امرأة ثنائية الميول تبلغ من العمر ٢٨ عاماً من مدينة كربلاء. سالي ليست فقط ثنائية الميول، بل ايضاً متحولة جنسياً. قبل تغيير جنسها، كانت سالي تنجذب لكلا الجنسين. لم تتغير الامور بعد تغيرها لجنسها كونها لا تزال تنجذب لكلا الجنسين. تقول سالي، "غالباً ما يتم نسيان ثنائيوا/ات الميول، وبصفتي امرأة متحولة، غالباً ما يتم نسيان توجهي الجنسي ايضاً. لا املك مساحة للتعبيرعن هويتي. ليس فقط في العراق، بشكل عام، في كل مصدر قرأته عن النساء المتحولات، لا يتم التحدث ابداً عن ميولنا." توضح فرح، و هي امرأة ثنائية الميول تبلغ من العمر ٢٧ عاماً من مدينة كركوك، انها متزوجة من الشخص الغلط. تقول، "انا احب زوجي. انه رجل طيب، لكنه ليس حب حياتي." وتقول، "كوني ثنائية الميول و كوني احب الرجال، قد تسألينني لماذا لستُ سعيدة مع زوجي؟ واقول القلب يريد ما يريد و قلبي مُلك لاحدى صديقاتي. قرار من احب ليس عائدا لي." يشرح لي شفان، وهو رجل ثنائي الميول يبلغ من العمر ٢٢ عاماً من مدينة اربيل، مدى صعوبة كون المرء ثنائي الميول في العراق. يقول شڤان، "ان تكونَ/ي ثنائي/ة الميول يشبه وجود شخصين بداخلكَ/كِ، و احياناً يجعلني ذلك اشعر بالجنون. عندما كنت طفلاً، ظننت اني ملعون او كان بداخلي شيطان، لذلك كرهت نفسي. فقدت ثقتي بنفسي وتجنبت مصادقة احد. طوال ذلك الوقت، كنتُ افكر انني لا استحق الحب." اخبرني شڤان انه عندما بدأ بمشاهدة الافلام وقراءة قصص تدور حول ثنائيوا/ات الميول الاخرين، بدأ بفهم نفسه اكثر. بعد فترة، بدأ يتقبل نفسه اكثر لكنه ما زال يبقي امر ميوله سراً عن اسرته و معظم اصدقائه لانه لا يعتقد انهم سيظهرون له اي دعم. توضح لي سارة، وهي امرأة ثنائية الميول تبلغ من العمر ٢٣ عاماً من مدينة بغداد، ان الخوف من اراء الناس يدفعها للتظاهر عكس ميولها. و اوضحت ان كونها ثنائية الميول و امرأة في نفس الوقت يضع الكثير من الضغط عليها لان هذا لا يعني انها تقف ضد ثقافة وتقاليد المجتمع فقط، بل ضد معتقداته الدينية ايضاً. "لا اشعر بالامان لادخل في علاقة مع امرأة، ببساطة لان ذلك يجلب لي العديد من المتاعب وقد اتعرض للقتل. لذلك، افضل الاحتفاظ بميولي سراً." هي اجابتها لسؤالي عن عدم دخولها في علاقة عاطفية مع امرأة. يخبرني ارام، وهو رجل ثنائي الميول يبلغ من العمر ٢٤ عاماً من مدينة اربيل، ان الاشخاص الذين يعرفون بشأن ميوله يخبرونه انه محظوظ لانه قادر على الحصول على الافضل من كلا العالمين، لانه قادر على الاختيار من كلا الجنسين وهذه تعتبر ميزة. يوضح ان كونه ثنائي الميول ليش ميزة كونه يعيش في مجتمع لا يسمح له بمواعدة الرجال او التعبير عن نفسه بحرية، ولا حتى لحبيبته. يقول، "اسمع الكثير من التعليقات السيئة حول تدني احترامي لذاتي او عدم معرفتي لما اريد." كانت صديقة ارام السابقة تتجاهل حقيقة ميوله وكانت تعتقد انها مجرد مرحلة سيتجاوزها. اما عن مشاعره الان، يذكر لي ارام انه رغم الوحدة وقلة الدعم الذي يمر به، فهو يقبل نفسه و هو محظوظ لانه وجد نفسه ولهذا هو لا يحتاج لموافقة احد. نحن، ثنائيوا/ات الميول، نتمنى ان تتحسن الامور في النهاية. نأمل ان يتم تقبلنا يوماً في المجتمع وان نتخلص من الضغوطات والتوترات اليومية التي نتعامل معها لمجرد محاولتنا ان نكون انفسنا. نأمل ان يحبنا ويتقبلنا مجتمعنا تماماً مثلما نحب و نتقبل انفسنا. رند عراق کویر |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
April 2024
Categories |