يبدو أن افراد مجتمع الميم العراقيين يواجهون ضغطا وتوترًا من جهات متعددة. لا يتعلق الأمر فقط بخوفهم من ردور افعال الناس أو حكمهم على ميولهم. يتشارك افراد مجتمع الميم العراقيين ، مثلهم مثل باقي العراقيين ، في نفس الحياة اليومية المجهدة. قلة الوظائف، المشاكل السياسية، والحروب كلها أسباب تولد القلق وتقتل الأمل في قلوبهم. يضطر افراد الميم العراقيون للتكيف مع هذه البيئة بالإضافة إلى الحاجة إلى التكيف مع عقلية الناس التي ترفضهم كمثليين. يحتاج افراد مجتمع الميم ، مثلهم مثل أي شخص آخر ، إلى من يستمع إليهم أو ينصحهم ولكن هذا غير متاح لغالبيتهم. قلة الدعم تؤدي إلى اكتئابهم وهذا الامر يمكن ان يدفع قسم منهم للانتحار.
أول شخص قابلته هي ليزو، وهي فرد من مجتمع الميم تبلغ من العمر 19 عامًا. تقول ليزو: "أفكاري الانتحارية لا تأتي من رفضي لميولي ، بل تأتي من الرفض الذي أواجهه من المجتمع. أنا ضد المجتمع والدين والثقافة ". توضح ليزو ان ضغطها يأتي تقريبًا من كل اتجاه. عائلتها وأقاربها ومجتمعها ودينها، كلهم يضغطون عليها بالإضافة إلى الخوف من المجهول والخوف من معرفة اي شخص لميولها مما يمكن ان يضعها في متاعب كثيرة. الخبر السار هو أن ليزو تغلبت على أفكارها الانتحارية من خلال القراءة عن الموضوع وبناء عادات صحية مثل اتباع روتين معين لاوقات نومها و اكلها. بالاضافة لذلك، تقول ليزا إن أصدقائها يقدمون لها الكثير من الدعم الذي يبقيها مستمرة بالتقدم. أيمن هو رجل مثلي الجنس يبلغ من العمر 22 عامًا يخبرني أن أفكاره الانتحارية جاءت في الوقت الذي كان فيه متدينًا لأن الدين يقول إن الأشخاص المثليين يجب أن يحترقوا في الجحيم. بالاضافة الى الضغط الذي تعرض له من الدين، فإن الخوف من معرفة والديه بشأن ميوله والخوف من المجهول وضع ضغوطًا هائلة على أيمن. بفضل أصدقائه المقربين ، تغلب ايمن على أفكاره الانتحارية وأصبح يتمتع بعقلية أكثر هدوئا. يقول ايمن إن وجود شخص يمكنك التحدث معه يساعد كثيرًا في تقليل التوتر وتهدئة الشخص ولهذا هو ينصح الجميع بان يحاولوا ايجاد ذلك الشخص في حياتهم. يروي لي إيثان، وهو رجل مثلي الجنس يبلغ من العمر 29 عامًا، قصته عن محاربة افكاره الانتحارية و يقول، "بدأت أفكاري الانتحارية بعد وقت قصير من عثور زملائي على دليل حول ميولي عندما كان عمري حوالي 22 عامًا. لقد عزلوني عن عمد عن بقية الطلاب و اخبروا الجميع ان يقطعوا أي تواصل معي على الإطلاق ، حتى أعز أصدقائي الذين وثقوا بي دائمًا ، اضطروا إلى الابتعاد عني لحماية أنفسهم وسمعتهم. أيضًا ، و في كل مرة أواجه فيها رهاب المثلية من عائلتي أو أصدقائي أو زملائي في العمل ، أو أقرأ عنه على وسائل التواصل الاجتماعي ، أشعر بأنني كائن فضائي ، كائن ليس له مكان في هذا العالم وليس له الحق في الوجود فيه. عندما كان عمري 22-23 ، تلقيت مساعدة من طبيب نفسي وساعدني ذلك خلال أسوأ فترات انتحاري ، ما زالت هذه الافكار تأتيني، ولكن بدرجة أقل ". يخبرني ايثان أن أفكاره الانتحارية تعود حينما يواجه ضغوطًا من عائلته أو أصدقائه أو أقاربه ، وهذه الأفكار تعود وتختفي بين الحين والآخر. أصدقاؤه المثليون وأمله في الحصول على غد أفضل هي الأسباب التي تجعله يمضي قدمًا ويمنحه الأمل. ويخبرني ان من شأن توفير مستشار إرشادي أو خدمة الخط الساخن للانتحار المتوفرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع من شأنه أن يساعد بشكل كبير في منع الانتحار بين الأفراد مجتمع الميم. أحمد، و هو رجل مثلي الجنس يبلغ من العمر 25 عامًا، يقول إنه كان يبلغ من العمر 16 عامًا عندما علم بشأم ميوله. عندها فقط عرف مدى ضآلة الدعم المقدم له ولغيره من افراد الميم. تسبب خوف أحمد من المجتمع والأقارب والمتدينين من حوله في ضغوط يومية له. لذلك، أفكاره الانتحارية لم تختف تمامًا ، بل كانت تأتي وتذهب بين حين واخر. يخبرني احمد أن الحصول على الدعم سواء من أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المنظمات غير الحكومية من شأنه أن يقدم الكثير من المساعدة لافراد الميم العراقيين ويساعد على تقليل عدد حالات الانتحار في البلاد. الكراهية هي ما يجد غالبية افراد الميم العراقيين أنفسهم محاطين به حتى لو عزلوا أنفسهم عن الاخرين، فلا يبدو أنهم قادرون على تجنب المشاكل. يكره افراد الميم بسبب من هم كأشخاص وهذا يجعل المشكلة برمتها أسوأ. إنها ليست كلمة أو فعل معينً يمكن لهم/لهن ان يتجنبوا قوله أو فعله لجعل الامور افضل لأنفسهم وهذا يدفع افراد الميم لكره انفسهم و الشعور بالاكتئاب. بصفتك فردا من مجتمع الميم، عليك أن تضع في اعتبارك أن الحياة تتغير باستمرار وهذا يعني أن الضغط الحالي الذي تتعامل/ين معه سيتلاشى في النهاية. ابقى قويا/ة وتذكر/ي أنه إذا كانت الأمور سيئة لجيلك، فيجب عليك أن تعمل/ي بجد لجعل الجيل القادم أكثر تفهمًا ودعمًا. رند عراق کویر
1 Comment
Mohammed Ali
10/16/2020 12:20:23 pm
للاسف شباب في عمر الورد يموتون بسبب كلمات من اعز الناس لك . شيء موسف جداً ويحتاج للنظر فيه
Reply
Leave a Reply. |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
May 2023
Categories |