خطوتي الأولى
الإنسانية و قضايا حقوق الإنسان هي شغفي، وكذلك هو فن الخط و تحديدا الخط العربي، لذلك خطرت لي فكرة الجمع بين هذين الأمرين وتقديمهما للناس بطريقة فريدة. فكرة الناس عن الخط العربي هي أنه يستخدم لتقديم احاديث نبوية أو مخطوطات قرآنية أو شعر غزلي. اما فكرتي فهي عبارة عن مزج الخط العربي بمفاهيم و مواضيع جديدة مثل المثلية الجنسية والنسوية وحتى حقوق الحيوانات. أعتقد أن مزج الخط العربي بمثل هذه الموضوعات الحساسة يمكن ان يجعل الناس أكثر فضولًا لمشاهدتها والتعرف عليها وكان هذا هو هدفي. خطرت لي هذه الفكرة قبل فترة من دخولي الجامعة ولكن كان علي التخلي عنها بعد فترة وجيزة بسبب الانتقادات المستمرة التي كنت أتلقاها. في ذلك الوقت ، كانت آراء الناس تهمني كثيرًا وكان ذلك يمثل حاجزًا كبيرًا، لذلك كان علي التخلي عن فكرتي. بعد عامين، اعطيت لفكرتي فرصة ثانية، لذلك كرست وقتًا كافيًا لتحسين مهاراتي. وتدريجيًا ، لاحظت التحسن وخطرت لي أفكار أفضل لتقديمها. وها أنا الآن ، لدي الكثير من الأشخاص بجانبي الذين يدعمونني من خلال مشاركة فني أو إرسال رسائل مليئة بالحب بشكل متواصل. التعامل مع كراهيتهم المرة الأولى التي بدأت بتلقي التهديدات كانت عندما شاركت منشور كاملا حول المثلية الجنسية. حظرني الكثير من الأشخاص بينما أرسل لي البعض منهم تهديدات باستخدام حسابات مزيفة او حقيقية. حتى بعض الأشخاص الذين عرفتهم لسنوات قطعوا علاقتهم بي بعد رؤيتهم لذاك المنشور. افراد عائلتي يتابعون حسابي بالطبع! لذلك كان لديهم الكثير لقوله بعد رؤيتهم للمنشور. على أي حال ، انا لم أتوقف. بدءًا من اليوم الذي شاركت فيه ذلك المنشور ، أخذت الأمور منعطف آخر واضطررت للتعامل مع كمية اكثر من الكراهية. وبعد بضع منشورات أخرى تدعم حقوق مجتمع الميم، بدأت بتلقي تهديدات من عدة ميليشيات. أنا لن أتوقف بغض النظر عن كل ما مررت به ، لا يزال لدي الدافع للاستمرار هذه المرة. يكتب لي العديد من افراد مجتمع الميم رسائل طويلة مليئة بالحب للتعبير عن سعادتهم وتقديرهم لوقوفي بجانبهم. يشعر الكثير منهم انهم منسيون ممن حولهم. لهذا السبب احاول ان أركز على مشاركة منشوراتي الفنية باللغة العربية وأركز بدرجة أقل على المنشورات باللغة الانجليزية. ما أفعله هو طريقة لإخبارهم أن المثلية الجنسية جزء من مجتمعنا العربي وليست شيئًا أجنبيًا علينا الخجل منه. اشعر بسعادة كبيرة حينما يناقش العديد منهم مواضيع شخصية معي فبعضهم ليس لديه من يتحدث معه عنها. هذا الشعور بالأمان الذي أعطيه لهم يجعلهم يفتحون قلوبهم لي حتى بدون معرفتي جيدًا أو، في بعض الحالات ، بدون معرفتي على الإطلاق. لقد أصبحت صديقًا للعديد من الأشخاص الرائعين من مختلف المدن والأعمار والميول الجنسية. تغيير نظرتهم و ارائهم من خلال الفن الذي أقدمه، تمكنت من تغيير آراء العديد من الناس حول المثلية الجنسية وهذا سبب آخر يعطيني دافعا للاستمرار. في الماضي، رفض العديد من أصدقائي الحديث أو الاستماع لمواضيع تخص المثلية الجنسية. اعتاد بعضهم استخدام كلمات مسيئة لوصف المثليين، لكنهم تغيروا كثيرًا منذ ذلك الوقت. لقد استغرقني الأمر وقتًا طويلاً لتغيير رأيهم حول هذا الموضوع ، لكنني فعلتها. حديث تلو الاخر، تقبل أصدقائي الفكرة، وقاموا بتثقيف أنفسهم حول الموضوع، والآن أصبحوا أفضل بكثير من ذي قبل. في الواقع! بعضهم أصبح مناصرا بينما أدرك الآخرون أنهم مثليون. يمكن للفن ان يأخذنا بضع خطوات للامام ارى أن الفن يمكن أن يساعدنا كثيرًا في هذه الرحلة لتمكين مجتمع الميم و الشرح للناس، باستخدام الحقائق، عن ما تعنيه المثلية. عيوننا غير معتادة على رؤية علم المثلية! بطريقة ما ، يصاب الكثير منا بالصدمة عند رؤيته لعلم المثلية في الحياة الواقعية أو في صورة أو قطعة فنية. ولكن لا ينبغي أن يكون هذا هو الحال بعد الآن لأننا يمكننا المساعدة في تغيير ذلك من خلال تكرار حديثنا بالموضوع حتى يأتي اليوم الذي يصبح فيه الحديث عن المثلية في الحياة الواقعية أوعلى وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا طبيعيًا تمامًا. وأعتقد أن الفن يمكن أن يكون أسهل طريقة لتحقيق ذلك. يمكنني التعامل مع العواقب نحن أول جيل عراقي يناضل من أجل حقوق مجتمع الميم بما في ذلك المثليين وثنائيي الجنس والعابرين جنسيًا، وهذا بالتأكيد يأتي مع عواقب و تبعات عدة انا لا امانع مواجهتها. الكشف عن هويتي عن طريق وضعي لصورتي الحقيقية في حساب الانستكرام وذكري لكوني مسلم ليس بالامر السهل و لا الامن ولكني املك اسبابي. التخلي عن هذه التفاصيل المهمة يعني أنني سأفقد بطريقة ما جزءًا من قوتي. إن صورتي و معلوماتي الشخصية موجودان في الحساب لكسر حاجز الخوف لدى المناصرين الاخرين و اعضاء مجتمع الميم. يمكن ان يكون ذلك سببا في منحهم القوة و الثقة و الامل مما سيساعدهم على تثقيف الاخرين حول المثلية. لقد حصلت العديد من التغيرات الايجابية بالفعل، حتى من قبل اصدقائي الذين لا ينتمون لمجتمع الميم! او على الاقل كانوا يظنون انهم لا ينتمون لمجتمع الميم. يشارك كثير منهم اعمالي على حساباتهم و رؤيتي لهم يفعلون ذلك يعطيني شعورا لا يوصف. صحيح أن بعضهم يحذف ما يشاركه بعد ساعات قليلة ، ربما بسبب الأحكام التي يتلقونها من متابعيهم على مواقع التواصل، ولكن لا يزال هناك تغيير إيجابي يحدث هنا حتى لو كان صغيراً. لا تتوقف عن النضال رسالتي إلى جميع المناصرين العراقيين وأعضاء مجتمع الميم، هي مواصلة النضال حتى نرى تغييرًا إيجابيًا يحدث. الامر ليس سهلا لأننا، كما ذكرت، الجيل الأول الذي يناضل من أجل هذه المسالة ولكننا معًا قادرون على صنع مستقبل أفضل لأنفسنا وللأجيال القادمة من بعدنا. لرؤية إعمال سيف الفنية و لدعمه، تابعوا/تابعنّ حسابه على الانستجرام: @saif0_0ali
0 Comments
Leave a Reply. |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
April 2024
Categories |