تحذير: المقالة تذكر الانتحار، ايذاء النفس و الدم
مصطلح اللاثنائية هو مصطلح يسهل فهمه، ولكن لا يبدو أن عددًا كافيًا من الناس لديهم أي فكرة عنه. كطفل صغير، ربما تكون قد سألت والديك عما يعنيه أن تكون "امرأة" أو "رجلً" ومن المرجح أن تكون الاجابة التي حصلت عليها مشابهة لما يلي، "عندما تلد الأم طفلًا، ينظر الطبيب إلى جسد الطفل ويقرر جنس المولود. إذا كان الجنس أنثى، فإننا نعطي الطفل الضمير "هي" وإذا كان الجنس ذكر، فإننا نعطي الطفل ضمير "هو" ". حسنا، هذا غير صحيح نوعًا ما لأنه لا يمكن تحديد هوية الشخص الجندرية بناءً على الجنس. الهوية الجندرية هو مفهوم واسع يشمل العديد من الهويات وقد يقع الاشخاص تحت واحدة منها أو لا يقع تحت أي منها بناءً على شعورهم الداخلي بهويتهم. ضع في اعتبارك أن والديك أو طبيبك أو أصدقائك ليس لديهم الحق في اتخاذ القرار او تحديد هويتك نيابة عنك. قد يكبر بعض الأطفال ويستمرون بأستخدام نفس الضمير الذي تم اختياره لهم عند الولادة بينما قد يشعر الآخرون بالحاجة إلى تغييره وهذا يقودنا إلى مصطلح "اللاثنائية".لا يقع الأشخاص غير الثنائيين في خانات "امرأة" أو "رجل" أو "أنثى" أو "ذكر" ، ولهذا، فأن اللاثنائيين يقررون الضمير الذي يودون استخدامه تبعا لما يشعرون انه يناسبهم. كما نعلم جميعًا، تستخدم النساء الضمير "هي" بينما يستخدم الرجال الضمير "هو" ولكن ماذا عن الأشخاص غير الثنائيين؟ بينما يختار بعض الأفراد غير الثنائيين استخدام نطق "هم" ، يوجد اشخاص يستخدمون "هي" أو "هو" وآخرون قد يختارون بعض الضمائر الأخرى. تمامًا كما يملك الأشخاص غير الثنائيين الحق في اختيار الضمير الذي يناسبهم ، فإنهم أيضًا يملكون الحق في اختيار الطريقة التي يعبرون فيها عن هويتهم الجندرية من خلال ملابسهم وسلوكهم. يجب ان يُسمح للأشخاص غير الثنائيين بالتعبيرعن هويتهم بالطريقة التي تناسبهم وتمنحهم أقصى درجات الراحة ويجب على الأشخاص الآخرين من حولهم أن يتعلموا مراعاة مشاعرهم واحترام هوياتهم. في حين أن الناس في بعض البلدان في أنحاء العالم لديهم معرفة كافية عن اللاثنائية، يستمر الناس في العراق في استخدام الضميرين الشائعين فقط وهما "هي" و "هو". هنا في العراق ، يتم تحديد هوية و ضمير الأشخاص في وقت مبكرعند الولادة ويستمر استخدامها معهم حتى يوم وفاتهم. لا يعطى اللاثنيائيين اي اهتمام و قد يؤدي ذلك بهم لشعورهم بالنقص او الغرابة. بصفتك عراقيًا يحاول دعم اللاثنائيين العراقيين، تعلم أن تسأل كل شخص جديد تقابله عن الضمير الذي يفضل استخدامه بدلاً من محاوله تخمينه لأنك لا تعلم أبدًا ما يشعر به الشخص المقابل في داخله. في البداية، قد تبدو مسالة تعلم ضمائر الأشخاص امرا محيرا وقد ترتكب بعض الأخطاء هنا وهناك ولكن المهم هو ان تستمر في المحاولة. الكثير من اللاثنائيين العراقيين لديهم تجارب سيئة في المجتمع العراقي و هم بحاجة للحديث عنها ونور هي واحدة منهم. نور هي لاثنائية عراقية تبلغ من العمر اربعة عشر عام و تستخدم الضمير "هي". لم تشعر نور ان الضمير "هو"، والذي تم اختياره لها عند الولادة، هو الضمير الصحيح لأستخدامه معها. وتقول نور، "يتم استخدام الضمير "هو" للإشارة إلي من قبل الجميع من حولي، ولكن لم يبد لي أبدًا انه الضمير الصحيح. في النهاية، بدأت في استخدام الضمير "هي" و الذي وجدته الأنسب لي. إذا سألني شخص ما عن معنى اللاثنائية، فسأقول إنها الطريقة التي تشعر بها بداخلك تجاه نفسك والتي لا تأخذ في الاعتبار معايير المجتمع أو أدوار الاجتماعية التي يتم تعيينها للسيطرة على الناس. ببساطة، كونك لاثنائي يعني أن تتمتع بحرية اختيار نفسك. أنا شخصياً أهتم كثيراً بالموضة، لذا فإن ما أرتديه يتأثر بذلك أكثر من تأثره بهويتي الجندرية. لا يهمني ما إذا كان ما أرتديه يميل إلى أن يكون أكثر أنوثة أو ذكورية. أهم شيء بالنسبة لي هو أن أبدو جميلة. أنا أحب المكياج أيضًا، لكن علي أن أكون حذرة للغاية عند وضع أي منه على وجهي. أرتديه فقط في غرفتي في وقت متأخر من الليل عندما تكون عائلتي نائمة وأحتاج إلى مسحه قبل أن اذهب إلى الفراش. أضع بعضًا من المكياج عندما أذهب إلى أماكن مليئة بأفراد الميم، مثل الحفلات وما إلى ذلك. وكانت هناك مرة واحدة فقط وضعت فيها المكياج على وجهي عند تواجدي في مكان عام وكان ذلك في نفس اليوم الذي حاولت فيه الانتحار. للأسف ، عائلتي لا تدعمني، نحن نتجادل دائمًا وقد تتحول تلك الجدالات إلى ما هو اسوء. في بعض الأحيان، يرون ملابسي، التي يعتبرون ارتداؤها غير مناسب في مجتمعنا العراقي، و تكون ردة فعلهم فظة وقاسية. عادة ما تنتهي هذه الجدالات بالاعتداء الجسدي والشتائم والعقاب. لسوء الحظ، ليس الوضع أفضل خارج منزلي فأنا أتعرض للمضايقات بعدة طرق، من قبل الغرباء في مراكز التسوق والمتنزهات والأماكن العامة وحتى المدرسة. حاولت التحدث مع والدتي عن الجنسانية بشكل عام وهويتي الجندرية بشكل خاص لكن ردة فعلها كانت سيئة للغاية. كانت غاضبة للغاية وأخبرت والدي عن الموضوع وحدثت مشاكل كثيرة لذلك لم أناقش الموضوع مع أي منهما بعد ذلك. للأسف، لم يكن التحدث مع المعالجة النفسية أفضل من التحدث إلى والدتي و والدي. انا ازور معالجة نفسية بدون علم والدتي و والدي، و الخبر السيئ هو اكتشافي ان معالجتي معادية للمثلية ايضا، وهذا يعني أنه لا يمكنني التحدث معها بصدق عن هويتي. عدم تقبلي من قبل الآخرين في المدرسة، ومعاناتي من أجل ارتداء ما أريد، وتعرضي للتحرش و المضايقات المستمرة جعلني أفقد رغبتي للعيش وجعلني أتمنى أن أكون مختلفة عما أنا عليه الآن. لقد مرت خمسة أشهر منذ محاولتي الأولى للانتحار وأسابيع قليلة فقط منذ محاولتي الأخيرة. حاولت أن أشنق نفسي عدة مرات لكن في كل مرة كنت أفعل ذلك، ينتهي بي المطاف بالاستيقاظ في المستشفى. في محاولتي الأخيرة، حاولت قطع معصمي لكنني استيقظت أيضًا في المستشفى محاطة بأفراد عائلتي. لقد فقدت الكثير من الدم في ذلك اليوم، لذا استغرقني الأمر بعض الوقت لأتحسن، وعندما تحسنت، بدأ أفراد عائلتي بتهديدي بطردي من المنزل إذا فعلت شيئًا مشابهًا مرة أخرى. الوضع سيء للغاية ولكني ما زلت آمل أن تتحسن الأمور بطريقة أو بأخرى وأن أستيقظ في مكان أفضل مع أشخاص أفضل يفهمونني ويحبونني لما أنا عليه." رند عراق کویر
0 Comments
Leave a Reply. |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
April 2024
Categories |