عمرو القاضي، بريطاني عراقي لاثنائي يبلغ من العمر واحد وثلاثين عامًا، و قصته تدور حول كونه دراك كوين من اصول عربية و اسلامية. عمرو، و الذي يستخدم الاسم كلامرو في عروضه، يقدم عروضه منذ عام ٢٠١٦ و يتحدث عن طفولته و المصاعب التي مر بها للوصول اخيرا لمكان يشعر فيه بالسعادة والقوة. ويقول عمرو، "خلال طفولتي، عشت بين البحرين ودبي حتى عمر ١١ عامًا. من ناحية، كانت تجربتي في الشرق الأوسط رائعة فقد أحببت الاهمية التي تمنح للعائلة ، كان منزلي مليئًا دائمًا بالأقارب والضوضاء. كانت مائدتنا كبيرة وكانت وجبات الغداء والعشاء العائلية كبيرة، وكان التركيز على احترام كبار السن أمرًا مهمًا جدا وهذا جعلني أشعر بالدفء والأمان خلال نشأتي. للأسف، لا أرى الكثير من هذا التركيز في المملكة المتحدة - خاصة مع كبار السن. من ناحية اخرى، وأثناء إقامتي في الشرق الأوسط ، مررت ببعض التجارب السلبية - لا سيما عندما بدأ درس الإسلام يحذرني من العواقب الجهنمية للمثلية الجنسية، الأمر الذي جعلني أشعر بالخوف الشديد بشأن هويتي؛ يوجد في الإسلام تركيز على"عد الذنوب"، وبمجرد أن بدأت أدرك أنني مختلف، أصبت بمرض الوسواس القهري لأنني كنت قلقًا للغاية بشأن الذنوب التي كنت اجمعها. لذا تدهورت صحتي النفسية بسرعة كبيرة خلال تلك الفترة. كان للعيش في الشرق الأوسط تأثيرعلى طريقة تفكيري بميولي. من الواضح أنني كنت صغيرًا جدًا عندما عشت في الشرق الأوسط، ولكن لأكون صريحًا، لم يكن هنالك نقاش كافي حول مجتمع الميم، لدرجة أنني لم أكن أمتلك اللغة أو الادراك الكافي حوله. أعتقد أن هذا زاد من خوفي لأنني لم أكن متأكدًا من أن تجاربي كانت صحيحة أو مسموحة و نوعًا ما جعلني ذلك أشعر بأنني غير مرئي. في سن مبكرة، كان الله مصدر دعم ومحبة غير مشروطة؛ لقد اعتقدت حقًا أنه يحبني بغض النظر عن أي شيء، وكان هذا مريحًا للغاية. عندما بدأت أتعلم عن الجحيم وعواقب ارتكاب الذنوب، أصبحت أقل ارتياحًا و ازداد خوفي كثيرا. وكأن الله اتخذ نوعًا ما دور الدكتاتور ولم يعد مصدر للشعور بالراحة و الاطمئنان. عندما يتعلق الأمر بعلاقتي مع عائلتي وعلى وجه التحديد والدتي، فيجب أن أقول ان والدتي هي واحدة من أكثر الأشخاص مرحا الذين عرفتهم على الإطلاق. على الرغم من كونها صارمة ومحافظة، فأنها تعيش من أجل الأداء الاجتماعي وتعامل كل مناسبة اجتماعية على انها ميت غالا. قبل أن تصبح مسالة ميولي مشكلة في العائلة، كنت أساعد ماما في ارتداء الملابس وكان لدينا نوع من الرابطة السرية القائمة على صخب الأنوثة. من نواح كثيرة، كانت تلك بداية حبي للدراك. لذا فإن شخصية الدراك الخاصة بي، كلامرو، هي تكريم كبير للأم التي أحببتها قبل أن تتعقد الأمور. كان لوالدتي ردة فعل مروعة للغاية تجاه ميولي وهويتي الجندرية خلال سنوات المراهقة وقد تركت ندوبًا عاطفية عميقة، والتي ما زلت أعمل على تخطيها حتى الان. لكني لا أحمل اي ضغينة تجاه والدتي فهي ضحية لظروفها الخاصة، وكانت تفعل ما تصورت أنها بحاجة إلى القيام به لحمايتي من احكام المجتمع، حتى لو كانت قد فعلت ذلك بطرق مروعة. بعد كل ما مررت به ، بدأت رحلتي في الشفاء وتقبل الذات في أواخر العشرينات من عمري. انا دراك كوين منذ حوالي ست سنوات، ولكن عروض الدراك خاصتي في السابق كانت تخبر العالم أنني بخير وفخور تمامًا ومسؤول عن هويتي الكويرية، الا أنني في الحقيقة كنت ما زلت أعاني كثيرا مع الشعور بالعار واعاني من اثار صدمات الطفولة. بدأت أثناء عرض في سن ٢٧ في استخدام الدراك لاكتشاف نقاط ضعفي على المسرح و تمكنت من معالجتها والشفاء منها. بطريقة ما، كان يجب أن تصبح شخصية الدراك خاصتي أكثر صدقًا حتى يحصل الشفاء. وأتذكر أن أول عرض لي كان عبارة عن فوضى عارمة. لم يكن لدي أي فكرة عما كنت أفعله، فقد استأجرت سردابًا في الجامعة حينها للقيام بذلك. بدوت فظيعًا وكنت مرعوبًا. لكن في المرة الثانية التي صعدت فيها إلى خشبة المسرح ، وجدت ثقة لم أكن أعرف أنني أحملها في داخلي. أتلقى انتقادات و تهديدات من المتعصبين البيض الذين يكرهون حقيقة أنني أسخر من الثقافة البريطانية في عروضي، والمعادين للعابرين ايضا يعبرون عن كراهيتهم لي باستمرار، بالاضافة انني أتلقى تهديدات من المسلمين المحافظين الذين يكرهون حقيقة أنني أغني إلى الله خلال عروضي. لكن من ناحية اخرى، انا أحصل على الحب من الأشخاص الذين يأتون لدعمي، وهذا ما أتمسك به. الحب يطغى على كل هذه الكراهية. بغض النظر عن كل الكراهية، أستمر في فعل ما أحبه ولهذا كتبت كتابي "يونيكورن". الكتاب عبارة عن مذكرات تستكشف التوفيق بين كون المرء مثليًا ومسلمًا، ويركز الكتاب على محاولة فهم علاقتي مع أمي. لقد كتبت الكتاب حتى يتمكن العرب المثليون من الحصول على مكان يجدون أنفسهم فيه و يستطيعون من خلاله فهم و معالجة مشاعرهم الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، يذكر الكتاب طريقتي للتعامل مع صدماتي الخاصة وتجاوزها. رسالتي إلى العراقيين من مجتمع الميم الذين يواجهون الكراهية هي أن تتذكروا أنه بغض النظرعما يحاول الناس اجباركم على تصديقه عليكم أن تفهموا أنه ليس خطأكم. الله يحبكم كما أنتم وعائلتكم المختارة في انتظاركم." تعرفوا/ن على كلامرو من خلال متابعة على الانستغرام و على تويتر
0 Comments
Leave a Reply. |
Archives
October 2024
Categories |