أسبوع التوعية بالامراض المنقولة جنسيا: كيف تحمي نفسك

على الأرجح، سمع معظمكم عن الأمراض المنقولة جنسيا ولكن هل سمعتم من قبل عن الالتهابات المنقولة جنسيا؟ هل تعلم ما هي الفروق بين الأمراض المنقولة جنسيا الالتهابات المنقولة جنسيا؟

​ببساطة، الالتهابات المنقولة جنسيا هي عدوى تنتقل من شخص إلى آخر عندما تدخل طفيليات أو بكتيريا أو فيروسات معينة الى الجسم بواسطة الاتصال الجنسي او غير الجنسي. عندما يحصل هذا نقول ان الشخص لديه احدى الالتهابات المنقولة جنسيا. حسب جامعة تولين، يمكن للأشخاص المصابين بالالتهابات المنقولة جنسيا نقل العدوى إلى شخص آخر عن طريق ممارسة الجنس معهم أو تبادل سوائل الجسم مثل الدم والبول والسوائل المهبلية وما إلى ذلك. و هناك طريقة أخرى لأنتقال هذه الالتهابات و تتمثل في لمس الشخص المصاب بالالتهاب في موقع من جلده حيث تكون العدوى موجودة و نشطة.
يمكن أن يؤدي وجود شركاء جنسيين متعددين و/ أو عدم استخدام الحماية اثناء ممارسة الجنس إلى زيادة خطرالإصابة بهذه الالتهابات، لذا ضع في اعتبارك أن تثقيف نفسك في هذا المجال يساعدك أنت وشريكك / شركائك على تجنب العديد من المشاكل الصحية وكما ان الحصول على المساعدة الطبية المناسبة يسمح لك، في حالة إصابتك بالالتهاب، بتقليل فرصة

حصول مشاكل صحية خطيرة في المستقبل.
فيروس نقص المناعة، التهاب الكبد، السيلان، الزهري، والكلاميديا كلها أمثلة على الالتهابات المحتمل الاصابة بها. يمكن أن تنتقل بعض هذه االالتهابات فقط عن طريق الممارسات الجنسية بين الافراد بينما يمكن أن ينتقل البعض الآخر منها عن طريق

الممارسات الجنسية وغير الجنسية على حد سواء.
في العادة، لا تظهر أي أعراض للالتهابات المنقولة جنسيا، لذا يمكن أن يصاب شخص ما بها لفترة من الوقت دون معرفته حتى بوجودها. ومع ذلك، هناك بعض الأشخاص المصابين بهذا الالتهابات والذين يشعرون ببعض الأعراض ولكن يعتبرهذا نادر الحدوث. لهذا السبب عليك أن تضع في اعتبارك أنه لمجرد أن جسم الشخص يعمل بشكل طبيعي أثناء اصابته بالالتهاب ، فهذا لا يعني أنه لن تكون هناك أي مشاكل صحية في المستقبل. يجب أن تؤخذ االالتهابات الجنسية على محمل الجد لأنها قد تتطور إلى أمراض في المستقبل. و من هذا يمكننا القول أن الأمراض المنقولة جنسيا هي مرحلة متأخرة من الالتهابات المنقولة جنسيا و التي تتطور عندما لا يحصل الشخص المصاب بالالتهاب على العناية الطبية المناسبة في الوقت المناسب.
أخيرًا وليس آخرًا، ربما تكون قد سمعت أشخاصًا أو قرأت مقالات تستخدم المصطلحين – الالتهابات المنقولة جنسيا و الامراض المنقولة جنسيا كمصطلحين مرادفين لبعض. قد يؤدي استخدامهما بهذا الشكل الى حدوث التباس و ذلك لأن
الالتهابات الجنسية قد تؤدي او لا تؤدي للاصابة لاحقا بالامراض الجنسية.

كعراقيين من مجتمع الميم، تبدو زيارة العيادات الطبية لإجراء الفحوصات امرا خطرا و مستحيلا احيانا. لهذا السبب فأن تثقيف نفسك حول انواع العدوى المحتملة وتعلم كيفية الوقاية منها يساعدك في حماية نفسك. اما اذا شعرت بالحاجة إلى إجراء الفحوصات، فاطلب المساعدة ممن تعرفهم وتثق بهم.

يتحدث ريدين، وهو رجل مثلي الجنس من مدينة السليمانية، عن تجربته الشخصية مع الالتهاب المنقول جنسيا ويقول: "لقد أصبت بمرض السيلان منذ حوالي عام اي قبل الاغلاق التام الذي حصل بسبب فيروس كورونا. علمت بشأن الالتهاب بشكل أساسي من خلال الأعراض التي كنت أعاني منها والتي كانت بشكل أساسي ألمًا في الخصيتين. كان الوضع غير مريح لأنني شعرت بالتردد في طلب العلاج والاستشارة الطبية من الأطباء. لهذا السبب تواصلت مع صديق لي والذي كان طبيبا و مثليا ايضا. لم يصدرالأحكام عندما اخبرته بحالتي و ساعدني دون أن أشعر بعدم الارتياح. بالاضافة لهذا الصديق، فأن الشخص الاخرالوحيد الذي اخبرته عن حالتي هو شريكي الجنسي بينما احتفظت بالأمر سراً ولم اخبر اي شخص اخر.
حاول صديقي مساعدتي من خلال تشخيص أعراضي، وبعد أن قرر أنني على الأرجح مصاب بمرض السيلان، أخبرني عن العلاجات التي يجب أن أتلقاها دون إجراء فحوصات او زيارة طبيب. قال لي أنه على الرغم من أن الفحوصات هي أمربالغ الأهمية لتشخيص حالتي فقد لا يكون خوضي للتجربة امرا جيدا بسبب الاحكام التي سيطلقها العاملون في المختبر، و لهذا نصحني بالعلاج العام.

العلاج الذي أعطاني إياه صديقي ساعد على شفاء أعراضي بسرعة كبيرة. رغم هذا، كنت حقا أرغب في إجراء الفحوصات في المختبر ولكن لم أفعل ذلك بسبب خوفي من العار فأنا املك اصدقاء ليسوا فقط من مجتمع الميم بل حتى من خارجه ممن قد عانوا من تجارب سيئة في هذه البلاد اثناء بحثهم عن علاجات لامراضهم الجنسية.
 
اقوم بالخضوع لبعض الفحوصات بشكل منتظم مثل فحوصات نقص المناعة البشرية و فقر الدم المنجلي و مرض الالتهاب الكبدي سي كون هذه الاختبارات موحدة و لكنني لن أشعر بالراحة عند إجراء فحوصات خاصة للكلاميديا أو السيلان على سبيل المثال.

نصيحتي لأفراد الميم العراقيين هي ممارسة الجنس الآمن دائمًا، حتى لو كانوا يمارسونه مع شخص يثقون به. من المفاهيم الخاطئة و الشائعة بين افراد الميم العراقيين هي افتراض أن شخصًا ما "نظيف" فقط من خلال مظهره الخارجي. على كل حال، الالتهابات و الامراض المنقولة جنسيا شائعة و يمكن ان يصاب بها الناس بغض النظرعن مظهرهم و اصولهم ومستوى تعليمهم. أيضًا، لمجرد أن شخصًا ما ليس مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية لا يعني أنه ليس لديه أي التهاب او مرض اخر. اصابتك باي التهاب او مرض جنسي لا يعني انك شخص سيئ او جيد. انصحكم جميعا بأجراء الفحوصات اللازمة بقدراستطاعتكم. اعلم ان ذلك يمكن ان يكون صعبا ولكن الافضل ان تكون امنا على ان تكون نادما. اخيرا، قم بالتواصل مع منظمات مثل عراق كوير للحصول على المشورة اللازمة. يمكن أن يساعد القيام بهذه الامورإلى تقليل خطرالإصابة بأي مرض او التهاب جنسي."

​بغض النظرعن مدى شعورك بأنك عالق، تذكر أنه بالامكان العثور على المساعدة. عراق كوير تشجعك على ممارسة الجنس الامن و استخدام الحماية واختيار شريكك / شركائك بعناية شديدة. يمكن للعدوى أن تحدث لأي شخص بغض النظرعن العمر أو الميول الجنسية، لذا اعتني بنفسك جيدًا. وتذكرأن تأتي إلينا أو لاي منظمة اخرى تدعم مجتمع الميم في حال احتجت إلى مشورة حول كيفية حماية نفسك. يسعدنا دائمًا تقديم المساعدة.