يحدث شهر الفخر في شهر يونيو من كل عام، ويعتبر فرصة رائعة لأفراد مجتمع الميم في جميع أنحاء العالم لتنظيم تجمعات و حملات مختلفة لنشر الوعي حول التمييز الذي يواجهه مجتمع الميم و لذكر التأثير الكبير الذي يصنعه مجتمع الميم في العالم. تقوم العديد من المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان و المناصرين و افراد الميم انفسهم بمشاركة قدر هائل من المعلومات حول ما يعنيه كون المرء فردا من الميم و قصص من المجتمع على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة و على المواقع التي يمكن للجميع الوصول اليها. كريم و مارسليين و سارة هم ثلاثة عراقيين من مجتمع الميم يقومون بمشاركة قصصهم معنا و يتحدثون عن معنى شهر الفخر بالنسبة لهم: "تعلمي لكيفية تقبل نفسي و لميولي سمح لي بتقبل اختلافات الاخرين" - كريم، ٢٣ عاما، النجف يقول كريم: "لقد ساعدني فهم ميولي والتعرف على مجتمع الميم على إحاطة نفسي بمزيد من الأشخاص من المجتمع و الحلفاء الذين منحوني الثقة الكافية لأكون نفسي. أستطيع أن أقول إن دائرة أصدقائي قد تغيرت كثيرًا منذ فهمي لميولي و خروجي من الخزانة و اظهار دعمي لمجتمع الميم. اظهاري لحقيقتي و كوني على طبيعتي كان يعني فقدان بعض الأصدقاء الذين لم يكونوا داعمين ولكن هذا سمح لي بأكتساب أصدقاء أفضل من مجتمع الميم و الذين يمنحونني المساحة لأكون على طبيعتي ولأعبر عن نفسي بكل راحة. بالنسبة لشهر الفخر فان أكثر ما أحبه فيه هو مدى الاهتمام الذي يحظى به مجتمع الميم خلاله! فالعالم كله يتحدث عنا ونحصل على فرصة جيدة لتثقيف الآخرين ونشر الحب والوعي. و بصفتي جزءًا من مجتمع الميم، أقول إنه بدعم مجتمعنا العراقي أو بدونه، سنواصل الوجود والقتال ولن نتوقف حتى نضع حدًا لكل هذا الظلم والقمع." "الجميع يستحق الحب! وسواء كان هذا الحب يأتي من شخص من نفس الجنس او من الجنس الاخر، فلا ينبغي ان يشكل هذا تهديدا او مشكلة لأي احد" - مارسلين، ٢٠ عاما، مثلية منذ اليوم الذي اكتشفت فيه ميولي، كنت حريصة على اختيار الأشخاص الذين أخبرهم عنها بحذر لأنني أفهم أن بعض الناس قادرين على اظهار الكثير من الكراهية بمجرد معرفتهم أنك مختلف عنهم. انا أحاول أن أبقي قائمة الأشخاص الذين أخبرهم بميولي قصيرة جدًا وأختار دائمًا الأشخاص المنفتحين والداعمين! ولكن رغم هذا، فقدت بعض الأصدقاء عندما عرفوا أنني أدعم مجتمع الميم. وبغض النظر عما إذا كان الناس يصفون الحب بين افراد الميم بأنه شيء قذر أو مرض عقلي، فأنا اؤمن أن كل شخص يستحق أن يتم حبه و تقديره كما هو. بالنسبة لي، كل شهر من السنة هو شهر فخر لأنني دائمًا فخورة بأن أكون جزءًا من مجتمع الميم و لكن انا ايضا اعلم كم التغيرات التي يمكن ان تحصل من خلال الاحتفال سنويا بهذا الشهر. شهر الفخر له اهميته لأنه الشهر الذي نتذكر فيه جميع افراد الميم الذين قتلوا او عذبوا او انتحروا بسبب كم الكراهية التي كان عليهم التعامل معها. عندما يتعلق الأمر بكون المرء عراقيًا من مجتمع الميم، دعونا لا ننسى أن العراق ليس مكانًا آمنًا لنا، لذا نصيحتي لكم كافراد الميم هي أن تكونوا حريصين و حذرين في اختيار من تخبرنهم عن ميولكم. لستم بحاجة إلى الخروج من الخزانة لكي يتم اعتباركم من مجتمع الميم، لذا لا تجبروا انفسكم على اخبار اشخاص قد ينتهي بهم الأمر بأيذائكم. وتذكروا أنكم لا تخفون هويتكم لأنكم تفعلون شيئًا خاطئًا ولكن لأنكم تعيشون في مكان يفتقر شعبه إلى المعرفة الكافية لتقبلكم. أحبوا أنفسك كما أنتم و ادعموا بعضكم البعض دائمًا وكونوا آمنين. لم يغير إدراكي لميولي مني شيئا كشخص ولكنه بالتأكيد جعلني أكثر وعياً عندما علمت ان من حولي لم يكونوا جميعهم متفهمين او داعمين" - سارا، ٢٠ عاما، اربيل "منذ أن أصبحت صريحة بشأن ميولي مع الاخرين، فقدت مجموعة من الأصدقاء دفعة واحدة وعانيت من الإساءة و الانتقاد. لقد فقدتهم بالفعل، لكن أتيحت لي الفرصة لمقابلة أشخاص جدد من المجتمع أو من المناصرين الذين احبوني و تقبلوني على ما أنا عليه. كل ما يمكنني قوله هو أن كون المرء مثليا، خاصة في بلد مثل العراق، له مساوئه. اما عن هذا الشهر فلسوء الحظ، شهر الفخر هو شيء لم أختبره شخصيًا ولكني أعلم أن الكثير من الناس قد حاربوا وعانوا حتى يحصلوا على القليل من الاعتراف من العالم وهنالك الآخرين ممن قتلوا وهم يحتجون من أجل حقوقنا وليس لدي سوى الاحترام المطلق لكل هؤلاء وآمل أن نحصل على المزيد من التقدير في السنوات القادمة. حتى يأتي الوقت الذي احصل فيه على فرصة الأحتفال بشهر الفخر، سأحاول الاستمتاع به على الإنترنت فأنا على اتصال مع أشخاص من مجتمع الميم في العديد من البلدان حول العالم و هم يشاركونني التفاصيل والصور حول المناسبات التي يحضرونها خلال هذا الشهر وآمل أن تسنح لي الفرصة في يوم من الأيام أن أكون معهم. في هذه الاثناء و حتى تتاح الفرصة لجميع العراقيين للاحتفال بهذا الشهر بالطريقة التي يحبونها، أقول للجميع من مجتمع الميم ألا يتخلوا عن هويتهم وأن يبذلوا قصارى جهدهم لتجاهل الكراهية ففي يوم من الأيام سنجد الدعم والحب داخل هذا المجتمع أو خارجه.
0 Comments
Leave a Reply. |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
April 2024
Categories |