عراق كوير
  • الصفحة الرئيسية

كيف يمكن للقطاع الصحي العراقي ان يدعم العابرين/ات

2/26/2025

0 Comments

 
Picture
​يواجه الاشخاص العابرين/ات في العراق، كما في العديد من البلدان الأخرى، تحديات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة. قد تكون هذه التحديات متعلقة بعدم وجود وعي كافٍ في الأوساط الطبية بمسائل الجندر العابر، بالإضافة إلى العوائق الثقافية والقانونية والاجتماعية التي تؤثر على إمكانية وصول هذه الفئات إلى خدمات صحية ملائمة. في هذه المدونة، سنستعرض كيفية يمكن للقطاع الصحي في العراق دعم الأشخاص العابرات/ين جندريًا وتحقيق بيئة صحية شاملة تضمن حقوقهم ورفاههم.
  • رفع القوانين التمييزية
يعتبر الغاء القوانين التمييزية التي تعاقب الاشخاص العابرين او مقدمين الرعاية الصحية لهم هي الخطوة الاساسية الاولى، التي يجب القيام بها، وفقا للقانون العراقي الاخير فان مقدم الرعاية الصحية للعابرين/ات قد يتعرض للسجن لمدة تصل ل٣ سنوات.
  • التثقيف والتدريب المستمر للعاملين في القطاع الصحي
يجب أن يبدأ دعم القطاع الصحي للأشخاص العابرات/ين جندريا من خلال تثقيف وتدريب الأطباء والممارسين الصحيين حول قضايا الهوية الجندرية العابرة. يشمل ذلك زيادة الوعي حول المصطلحات المتصلة بالجندر العابر وكيفية التفاعل مع الأشخاص العابرات/ين بطريقة محترمة ومتسقة مع هويتهم الجندرية. يمكن تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية بشكل دوري تركز على كيفية التعامل مع هذه الفئات الصحية بشكل مناسب وآمن، مع توجيههم حول القضايا الطبية مثل العلاج الهرموني والرعاية ما قبل وبعد الجراحة الجندرية، وكذلك جوانب اجتماعية ونفسية تتعلق بكيفية فهم الهوية الجندرية ودعم الأشخاص العابرات/ين.
إن التعليم المستمر في هذه المسائل يساهم في تقليل التحيزات والمعاملة غير العادلة من قبل الممارسين الصحيين، ويجعل الرعاية الصحية أكثر شمولاً لجميع المرضى بغض النظر عن هويتهم الجندرية.
  • توفير خدمات صحية متخصصة وشاملة
من الضروري أن يعترف القطاع الصحي بحاجات الأشخاص العابرات/ين الجندريًا الخاصة، مثل العلاجات الهرمونية، ودعم ما بعد الجراحة الجندرية، والعلاج النفسي. يجب أن يكون هناك مراكز صحية متخصصة توفر خدمات شاملة للأشخاص العابرات/ين، تضمن لهم الخصوصية والحفاظ على كرامتهم. تشمل هذه الخدمات تشخيصات طبية متخصصة، ومتابعة مستمرة لتأثيرات العلاج الهرموني، والعناية بالصحة العقلية، حيث أن الأشخاص العابرات/ين قد يعانون من مستويات أعلى من الضغوط النفسية نتيجة للتحديات الاجتماعية التي يواجهونها.
إضافة إلى ذلك، يجب أن تعمل هذه المراكز على تقديم الرعاية اللازمة للمشاكل الصحية الأخرى التي قد يواجهها الأفراد العابرات/ين، مثل الأمراض المرتبطة بالتحولات الجندرية أو المضاعفات الصحية التي قد تنشأ جراء العلاجات الطبية الخاصة بهم.
  • ضمان الخصوصية والسرية
تعاني العديد من الأشخاص العابرات/ين الجندريًا من الخوف من الوصمة الاجتماعية عند التوجه للرعاية الصحية بسبب إمكانية كشف هويتهم الجندرية. لهذا السبب، يجب أن يلتزم العاملون في القطاع الصحي بالمبادئ الأساسية للسرية والخصوصية. يجب على المؤسسات الصحية في العراق وضع سياسات واضحة تضمن حفظ سرية معلومات المريض، مع مراعاة الحفاظ على كرامة الأشخاص العابرات/ين جندريًا. كما ينبغي توفير بيئات طبية تسمح للأشخاص بتقديم استفساراتهم أو طلباتهم بدون خوف من التعرض للتحقيق أو الرفض.
ينبغي أيضاً احترام الاسم المُفضل للمريض، والضمائر المستخدمة في الإشارة إلى الشخص، وعدم إجباره على تبرير هويته الجندرية أمام الآخرين. يمكن أن يسهم ذلك في بناء ثقة أكبر بين المرضى والعاملين في المجال الصحي، مما يشجع الأشخاص العابرات/ين على طلب الرعاية الصحية دون خوف من التمييز.
  • دعم الصحة النفسية
يجب أن تكون الصحة النفسية جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية المقدمة للأشخاص العابرات/ين جندريًا. يعاني الكثير من الأفراد العابرين من مشاكل نفسية نتيجة للتحديات التي يواجهونها في مجتمعاتهم. هؤلاء الأشخاص قد يتعرضون لضغوط اجتماعية شديدة بسبب عدم قبول هويتهم الجندرية من قبل الأسرة أو المجتمع، مما يساهم في ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية.
لذلك، يحتاج القطاع الصحي إلى توفير دعم نفسي متخصص من خلال المعالجين النفسيين والمستشارين الذين لديهم فهماً عميقاً لمشاكل هذه الفئة. كما يمكن أن يُنظم دعم جماعي للأفراد الذين يمرون بتجارب مماثلة، مما يعزز من التماسك الاجتماعي ويقلل من الشعور بالوحدة. تقديم خدمات استشارية متخصصة وأماكن آمنة للتعبير عن مشاعرهم يعد أمرًا بالغ الأهمية لمساعدتهم في التعامل مع القضايا النفسية الناتجة عن التمييز الاجتماعي أو العنف الذي قد يتعرضون له.
  • التوعية المجتمعية وحملات التثقيف
من أجل تحسين الوعي حول قضايا الجندر العابر، يجب على القطاع الصحي العمل بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لتطوير حملات توعية تهدف إلى إزالة الوصمة المرتبطة بالأشخاص العابرات/ين. يمكن لهذه الحملات أن تشمل فترات توعية عن الهوية الجندرية والعلاج الهرموني، مع تسليط الضوء على حقيقة أن الأشخاص العابرات/ين هم جزء من المجتمع، ويستحقون نفس الحقوق الصحية مثل الآخرين.
تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل تصورات المجتمع، وبالتالي يمكن استخدام الإعلام لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الهوية الجندرية وتقديم قصص واقعية عن الحياة اليومية للأشخاص العابرات/ين. بالتوازي مع ذلك، يمكن إتاحة منصات لتمكين هؤلاء الأشخاص من التعبير عن تجاربهم، مما يساعد في بناء بيئة أكثر قبولًا وتفهماً.
  • توفير التغطية الصحية الشاملة للأشخاص العابرات/ين
من المهم أن يكون للأشخاص العابرات/ين جندريًا حق الوصول إلى الرعاية الصحية الشاملة من خلال التأمينات الصحية الوطنية أو الخاصة. يجب أن تشمل هذه التغطية العلاجات الطبية المرتبطة بالتحول الجندري، مثل العلاج الهرموني والعمليات الجراحية، بما في ذلك العمليات التي تكون ضرورية لدعم صحتهم الجسدية والنفسية. يتعين أن تعمل وزارة الصحة العراقية مع شركات التأمين الصحي لتوسيع نطاق التغطية ليشمل تلك العلاجات التي قد تكون أساسية لبعض الأفراد لتلبية احتياجاتهم الجسدية والنفسية.
  • تقديم الدعم القانوني والحقوقي
من أجل ضمان أن يحصل الأشخاص العابرات/ين على حقهم الكامل في الرعاية الصحية، يجب أن يكون هناك دعم قانوني للأشخاص العابرات/ين جندريًا في العراق. يتعين على الحكومة والمجتمع الطبي العمل معًا لضمان أن القوانين المحلية تضمن عدم التمييز ضد هذه الفئة في تقديم الخدمات الصحية. يجب أن تضع الحكومة التشريعات التي تكفل حماية الأشخاص العابرات/ين من أي شكل من أشكال التمييز في الرعاية الصحية أو في أي مجال آخر من مجالات الحياة العامة، مما يضمن أن يتمكنوا من الوصول إلى الرعاية الصحية دون خوف من التهميش أو التمييز.
  • التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية
من المهم أن يعمل القطاع الصحي في العراق جنبًا إلى جنب مع المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان وحقوق الأشخاص العابرات/ين جندريًا. يمكن لهذه المنظمات تقديم الدعم والخبرة اللازمة لتطوير سياسات صحية أفضل تشمل حقوق هذه الفئات. من خلال هذه الشراكات، يمكن تبادل المعرفة حول أفضل الممارسات في تقديم الرعاية الصحية للأشخاص العابرات/ين وتطوير حلول مبتكرة للتحديات التي يواجهونها في العراق.
الختام:
إن دعم القطاع الصحي في العراق للأشخاص العابرات/ين جندريًا هو خطوة أساسية نحو بناء نظام صحي أكثر شمولاً وعدلاً. من خلال توفير خدمات صحية متخصصة، وتدريب العاملين في القطاع الصحي، وضمان الخصوصية، ودعم الصحة النفسية، يمكن أن تُحسن الحياة الصحية والرفاهية العامة للأشخاص العابرات/ين جندريًا في المجتمع العراقي. إن معالجة القضايا الصحية المرتبطة بهذه الفئة ليس فقط واجبًا إنسانيًا، بل هو أيضًا جزء أساسي من تعزيز حقوق الإنسان والمساواة في الرعاية الصحية لجميع الأفراد في العراق.
0 Comments



Leave a Reply.

    أرشيف


    March 2025
    February 2025
    October 2024
    July 2024
    June 2024
    May 2024
    April 2024
    February 2024
    January 2024
    May 2023
    February 2023
    November 2022
    August 2022
    July 2022
    May 2022
    March 2022
    February 2022
    December 2021
    September 2021
    August 2021
    July 2021
    June 2021
    May 2021
    April 2021
    March 2021
    February 2021
    January 2021
    December 2020
    November 2020
    October 2020
    September 2020
    October 2018

    بلۆگەکە بە زمانی کوردی
    Blog in English
Picture
  • الصفحة الرئيسية