من الحماقة أن تشعر بالفخر بصفات لا تمتلكها بنفسك، اما بالنسبة للأشياء الطبيعة التي تمتلكها، من مقبول تماماً ان تشعر بالفخر من ذلك."
كتاب المختصر، فصل 6، فقرة 53. هذه عبارة وردت في كتاب (المختصر) للفيلسوف الرواقي، إبكتيتوس، وكما هو واضح من نص الاقتباس او عبارة، يخبرنا إبكتيتوس قبل أكثر من 2000 سنة، أنك يجب ان تشعر بالفخر بسبب امتلاكك للأشياء الطبيعية، المتفردة في ذاتك، وهنا نقصد بكل تأكيد، المثلية الجنسية، كونك مثلي الجنس فهذا امر طبيعي جداً أي ان طبيعة وهبتك هذا اختلاف، لا كطفرة جينية او خطأ بيولوجي، وانما كهبة مميزة، وكما نعرف ان هذا العالم مليء بكل أنواع الميول واختلاف سواء الجنسية او ثقافية او سياسية او الاجتماعية او الحضارية. مع ذلك، يجب ان نفتخر بالأشياء التي نمتلكها، يجب ان نفتخر بالمثلية كونها امر طبيعي وكونها نابعة من ذات مصدر الذي منه جئنا واليه سنعود، الطبيعة. ربما تسألني، ان اغلب الناس لا يحبون المثلية الجنسية وينظرون لها على انها طفرة جينية خاطئة او خطأ بيولوجي او حتى مجرد غسيل مخ تم استيراده من قبل ثقافات الغربية، فكيف توضح ذلك لهم؟ أحب ان أوضح ان مثلية الجنسية، موجودة منذ الازل، وكما يقول ماركوس اوريليوس في كتابة (التأملات): " لا شيء يحدث للإنسان خارج نطاق خبرة الطبيعية للإنسان، كذلك الامر في الثور، لا شيء في خبراته غريب على طبيعية الثور، فاذا كان كل شيء يخبر ما هو معتاد وطبيعي بالنسبة له، ففيم تشكو؟ ما دامت الطبيعة لم تجلب لك شيئاً فوق احتمالك". تأملات ماركوس اوريليوس، فصل 8، فقرة 46. كما هو واضح من هذا اقتباس، ان الطبيعة لا تجلب شيء غريب من خارج هذا العالم، المثلية الجنسية موجودة عند البشر كما هي موجودة عند الحيوان، ومثلية الجنسية ضاربة بالجذور التاريخية منذ ان بدأ البشر بتكوين القرى وتجمعات الصغيرة، لذلك أين هو شذوذ الحقيقي الذين يتحدثون عنه؟!، كيف تصف ميول طبيعي على انه شاذ لمجرد ان غالبية العظمى من الناس، ميولهم تجاه جنس ثاني؟! أي منطق هذا.. وثانياً، حتى لو افترضنا جدلاً، ان ميول الجنسي غير طبيعي، ماذا سنفعل بالمثليين او افراد من مجتمع الميم – عين، هل سنقتلهم؟ لأنهم اقلية ومشوهين من ناحية بيولوجية ام علينا احتواهم وتقبلهم كما هم لأن في اول والأخير، هم بشر. في الختام، أحب ان تتذكر كلام الفيلسوفان ابتكيتيوس وماركوس اوريليوس، حول ميول الطبيعية وإنك يجب ان تشعر بالفخر لأن تمتلك ميول جنسية مختلفة عن غالبية العظمى من الناس، تقبل اختلافك يا فتى
0 Comments
|
Archives
October 2024
Categories |